درزي ينفذ عملية طعن في حيفا ردا على دعوة نتنياهو لحماية الدروز

حيفا (اسرائيل) – حمل هجوم بسكين نفذه شاب درزي إسرائيلي في محطة للحافلات في مدينة حيفا في شمال إسرائيل وأدى لمقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح اليوم الاثنين، عدة رسائل إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي هددت بالتدخل عسكريا في سوريا بحجة حماية الطائفة الدرزية في جرمانا، فيما أشارت الشرطة إلى مقتل المنفذ.
وهذا أول هجوم قاتل في إسرائيل منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة في 19 يناير.
وقالت الشرطة إن المهاجم درزي إسرائيلي من مدينة شفاعمرو في شمال إسرائيل. والدروز من الأقليات العربية الموجودة في إسرائيل.
وأشارت الشرطة في بيان إلى أن المنفذ "أمضى الأشهر الأخيرة في الخارج وعاد إلى إسرائيل الأسبوع الماضي".
وأضاف البيان "خرج الإرهابي من حافلة وطعن عدة مدنيين وتم تحييده لاحقا من قبل حارس أمن ومدني في مكان الحادث".
ووقع الهجوم في محطة للحافلات والقطارات في مدينة حيفا الساحلية إحدى كبرى المدن الإسرائيلية المختلطة حيث يعيش العرب واليهود.
وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية لدى وصولهم إلى المحطة بعد إخلاء المصابين والقتيل، جثة المهاجم التي حجبت بغطاء فيما الدم على الأرض.
وقال جهاز نجمة داوود الحمراء في بيان مقتضب "أعلن مسعفونا وفاة رجل يبلغ حوالي 70 عاما، وهم يقدمون الإسعافات لأربعة مصابين".
وأوضح إن ثلاثة من المصابين في حالة خطرة هم رجل وسيدة في الثلاثين من العمر تقريبا وفتى يبلغ 15 عاما، فيما الإصابة الرابعة معتدلة.
وأشادت حركة حماس الفلسطينية بالهجوم معتبرة أن "العملية رد طبيعي وبطولي على ما يرتكبه الاحتلال" من دون أن تعلن مسؤوليتها عنها.
ويرفض الكثير من أبناء الطائفة الدرزية الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وتعرض العديد منهم للاعتقال بسبب مقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي عملية الطعن في ظل محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي استغلال قلق الأقليات في سوريا من الإدارة الجديدة، لتحقيق مصالح سياسية، بعد التصعيد الأمني في مدينة جرمانا القريبة من العاصمة دمشق، حيث يعيش دروز ومسيحيون وسنة وعلويون.
ووجّه نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته يسرائيل كاتس، السبت، الجيش بـ"التحضير لحماية" جرمانا التي وصفاها بـ"الدرزية".
وقال كاتس في بيان أصدرته وزارته "لن نسمح للنظام الإرهابي الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز." وأضاف “إذا هاجم النظام الدروز فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا. لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه."
وقوبل الموقف الإسرائيلي برفض قيادات مدينة جرمانا، ولا سيما الطائفة الدرزية، واعتبروه تدخلا في شؤون بلادهم الداخلية.
ورغم عودة الهدوء للمدينة وتسوية الخلافات لكن تصريحات نتنياهو تعكس معطيات وتقارير توصي الحكومة الاسرائيلية بضرورة تعزيز التعاون مع أقليات في المنطقة على غرار الدروز وهو ما وصف بانه محاولة للتلاعب بمكونات الشعب السوري.
ويعتقد بشكل واسع أن وقوف شاب درزي وراء الهجوم في حيفا رسالة كذلك بأن الدروز في المنطقة لديهم مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية ورافضة للانتهاكات الإسرائيلية.
وكان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط حذر في مؤتمر صحافي الأحد الدروز في سوريا والمنطقة من مكائد ومخططات اسرائيل مضيفا تعليقا على التطورات في جرمانا "على الأحرار في جبل العرب وسوريا (الدروز) الحذر من المكائد الإسرائيلية في سوريا".
والدروز في إسرائيل يشكلون أقلية دينية وإثنية مميزة بين المواطنين العرب في إسرائيل. حيث يُقدر عددهم بحوالي 143.000 نسمة، ويعيش معظمهم في شمال البلاد، خاصة في منطقة الجليل ومنطقة حيفا وهضبة الجولان.
ورغم انهم عاشوا محاولات لقمعهم مثلهم مثل بقية القوى العربية داخل الخط الأخضر لكن لوحظ في السنوات الأخيرة انخراطهم في الجيش الإسرائيلي بل ومشاركتهم في حرب غزة الأخيرة ووصل عدد منهم لتولي مواقع قيادية.
ورغم الحديث عن اندماج الدروز العرب في المجتمع الإسرائيلي لكن مشاركة بعض الشباب في عمليات تستهدف قلب إسرائيل دليل على وجود
وأتى الهجوم في وقت يبدو فيه أن المفاوضات غير المباشرة حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، معطلة بعد انتهاء المرحلة الأولى منه السبت.
الأحد، أعلنت إسرائيل تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة محذرة من "عواقب أخرى" على حماس إذا لم تقبل بمقترح تمديد موقت للهدنة في قطاع غزة.