دراما رمضان

صناعة الدراما بالمنطقة المغاربية ضعيفة والمشاهدون في الدول الخمس يصومون عن الأعمال لمدة 11 شهرا ثم يفطرون عليها في شهر رمضان.
الأحد 2023/04/02
"السرايا" يثير غضب أبناء ورشفانة

في ليبيا، أثار مشهد في الجزء الثاني من مسلسل "السرايا" غضب أبناء قبيلة ورشفانة وهو ما جعل أسرتي العمل والقناة الباثّة تعتذران لهم. وأصل الحكاية أن الممثل فتحي كحلول الذي يلعب دور "سليمان" قال لصديقه إن لديه شجرتي لوز في ورشفانة قفز عليهما أحدهم وسلب ثمارهما، فاشتكى إلى القاضي الذي أمر بالقبض على الجاني، وكما هو واضح فالنص تحدث عن ورشفانة المكان لا ورشفانة القبيلة، و"سليمان" تحدث عن شجرتي اللوز بوصفه صاحب المزرعة ويتحدر من تلك المنطقة الواقعة غربي العاصمة طرابلس، ولكن ذلك غير كاف لمن يحترفون صب الزيت على النار، مما اضطر كحلول وفريق العمل وقناة "سلام" إلى تقديم الاعتذار.

في ليبيا كذلك، أثارت حلقة "الدحداح" من سيتكوم "شط الحرية" جدلا واسعا في الأوساط الليبية بسبب هجوم شنه إسلاميون متشددون على فريق العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بزعم أن في اسم الحلقة إساءة للإسلام والمسلمين، والسبب أن "قوبعة" أحد شخصيات السيتكوم قتل جروا كان يحاول أكل قطع القديد المنشورة أمام الخيمة لتجف بحرارة الشمس في "مقلب الشراب"، وهو جرو كان صاحبه "الهمندعي" أطلق عليه اسم "الدحداح"، لكن بعض المتشددين اعتبروا ذلك إساءة إلى صحابي يدعى ثابت بن الدحداح توفي بالمدينة في العام السادس الهجري. وبادر مؤلف ومخرج "شط الحرية" فتحي القابسي بالتأكيد على أنه لم يسمع، لا هو، ولا الفريق العامل معه، بصحابي اسمه ثابت بن الدحداح، وقال "قد يكون ذلك بسبب قصور في الاجتهاد أو قلة معرفة أو عدم وعي، وأنه لا يمكن أن يفكر ولو بنسبة 1 في المئة أن يكون الأمر مقصودا".

وفي الجزائر، أثار مسلسل "الدامة" المعروض على التلفزيون الجزائري غضب المشاهدين بعد ظهور لقطة في حي شعبي كتب على أحد حيطانه اسم حركة "ماك" الانفصالية المصنفة كتنظيم إرهابي في الجزائر ما دفع بسلطة ضبط السمعي البصري إلى طلب توضيحات من المنتج والقناة ليظهر مخرج المسلسل على وسائط التواصل الاجتماعي ويؤكد أن الشعار المكتوب يعود إلى إحدى الفرق الغنائية ولا علاقة له بالحركة الانفصالية، فيما بقيت أطوار المسلسل تصنع الجدل في الشارع الجزائري.

وفي تونس، وقفت البلاد "على قدم وساق" بسبب مسلسل "فلّوجة" الذي أشعل حالة غضب على أكثر من صعيد منذ الحلقة الأولى بسبب تطرقه إلى قضايا الفساد والانفلات والتسيب داخل المؤسسة التعليمية، لكن النتيجة كانت احتلاله المركز الأول من حيث نسبة المشاهدة إذ يتابعه يوميا ثلاثة ملايين تونسي.

الثابت أن صناعة الدراما بالمنطقة المغاربية ضعيفة ولم تبلغ مرحلة الاحتراف الحقيقي. المشاهدون في الدول الخمس يصومون عن الأعمال الجديدة لمدة 11 شهرا ثم يفطرون عليها في شهر رمضان عندما تتجه كل الأنظار إلى المائدة التلفزيونية حيث اختلاط رغبات العيون بشهوات البطون. ونظرا إلى قلة الأعمال واختصار بثها في فترة زمنية ضيقة، فإن التركيز عليها يصبح حالة اجتماعية واسعة النطاق، ومجالا للنقد والانتقاد وإصدار الفتاوى والأهم من ذلك لتحييد الرأي العام عن القضايا الحقيقية لمدة شهر على الأقل.

18