دراسة: هوة المساواة تزداد اتساعا بين المراهقين في العالم

ملبورن (أستراليا) - كشفت أول دراسة عالمية مفصلة حول صحة المراهقين في أنحاء العالم، تصاعدا في أشكال عدم المساواة التي يواجهونها، في مجال الصحة وغيره من المؤشرات الاجتماعية.
توصلت الدراسة، التي نشرتها مجلة “لانسيت” الطبية مؤخرا، إلى أن الاستثمارات في مجالات الصحة والتعليم والأنظمة القانونية، لا تواكب النمو السكاني.
ويشكل المراهقون، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاما، أكبر جيل في تاريخ البشرية، ويمثلون ثلث سكان العالم.
وأضافت الدراسة أن أكثر من نصف أعداد المراهقين في شتى أنحاء العالم حاليا يعيشون في دول منخفضة الدخل أو ذات دخل متوسط، ويحملون ثلثي عبء الأمراض التي تصيب هذه الفئة العمرية في العالم.
وتوفر الدراسة العالمية، التي قادها “معهد مردوخ لأبحاث الأطفال” بأستراليا، وجامعة ملبورن ومعهد بورنيت، أول صورة شاملة عن صحة المراهقين، من خلال تتبع التقدم الذي تم إحرازه في 195 دولة، وذلك في الفترة بين عامي 1990 و2016.
وشملت الدراسة فحص 12 مؤشرا، بينها تدخين التبغ والسمنة وفقر الدم والتعليم وزواج الأطفال والتغذية والأمراض غير المعدية. ورغم تراجع معدل انتشار تدخين التبغ بين المراهقين بشكل عام، إلا أنه كان هناك، نحو 136 مليون مراهق يدخنون بصورة يومية في عام 2016. ووفقا للدراسة، هناك 250 مليون مراهق جديد منذ عام 1990، ولكن الشباب يواجهون حاليا تحديات صحية أكثر بكثير من تلك التي تعرضوا لها آنذاك.
ويوضح الباحث، بيتر أزوباردي، أن الدراسة تكشف فشل نظم الصحة والتعليم والقانون في مواكبة تغير احتياجات المراهقين والتغير الديموغرافي. وقال “رغم وجود تحسن في صحة المراهقين في بعض الدول، جاءت أعلى معدلات النمو السكاني في الدول التي يعاني فيها المراهقون من العبء الأكبر من الأمراض”.
وأشار أزوباردي إلى أن العدد المطلق للشباب الذين لم يكملوا تعليمهم في المرحلة الثانوية، وهو 300 مليون شخص، لم يتغير إلا بنسبة ضئيلة منذ عام 1990.
كما تقل احتمالات توظيف أو تدريب الفتيات بثلاثة أمثال عن الشبان، ولكن في الدول ذات الدخل المنخفض وصلت إلى خمسة أضعاف. وأظهرت الدراسة أن هناك ما يقدر بنحو 66 مليون فتاة تزوجن في مرحلة الطفولة. كما تزوجت 40 بالمئة من الفتيات في الدول التي تسجل أسوأ معدلات الرعاية الصحية، قبل سن الـ18 عاما.
وفي عام 2016، كان هناك واحد من بين كل خمسة مراهقين يعاني من السمنة.