"درابو" كوميديا تجذر القيم الوطنية وتنتقد الظواهر الاجتماعية

المسرحية تتناول العديد من القيم وكذلك الظواهر الاجتماعية مثل صلة الرحم والمخدرات وتدهور المدرسة العمومية.
الخميس 2023/08/17
نبش في قضايا المجتمع التونسي

تونس - عرض الممثل التونسي جعفر القاسمي مسرحيته الجديدة "درابو" ضمن إحدى السهرات الرسمية المبرمجة في الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان صفاقس الدولي. 

تروي مسرحية “درابو” وهي كوميدية من نوع "وان مان شو"، قصة عائلة تونسية وارثة لحقل أو ما يعرف في تونس بـ"سانية" أو "حوش"، وتتناول العديد من القيم وكذلك الظواهر الاجتماعية مثل صلة الرحم والمخدرات وموت الأحلام وتدهور المدرسة العمومية وقيمة المربي، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الإنسانية والعائلية والاجتماعية، وتأثير جميع هذه الظواهر على قيم الوطن لدى أبنائه وعلى مدى ارتباطهم وتعلقهم به، وذلك من خلال الحفر والنبش في الواقع السياسي والثقافي والنفسي والاجتماعي للمجتمع التونسي.

جعفر القاسمي يعتمد في مسرحيته المجاز كأسلوب إبداعي قائم على التشبيه وكذلك الاستعارة والكناية حيث شبه الوطن بالحقل الذي تدور فيه أحداث المسرحية بمختلف أطوارها
◙ جعفر القاسمي يعتمد في مسرحيته المجاز كأسلوب إبداعي قائم على التشبيه وكذلك الاستعارة والكناية حيث شبه الوطن بالحقل الذي تدور فيه أحداث المسرحية بمختلف أطوارها

ومن على مسرح سيدي منصور الذي يعود إليه بعد غياب ثماني سنوات، بعث جعفر القاسمي من خلال مسرحية "درابو" بالعديد من الرسائل، على غرار الابتعاد عن العالم الافتراضي، معتبرا إياه مدمرا للأخلاق ومشجعا على السب والثلب والشتم وهدر الأخلاق والقيم الإنسانية، داعيا أبناء الوطن إلى التآزر الأسري والوحدة الوطنية من أجل حماية الوطن من الخيانة الداخلية والخارجية.

واعتمد الممثل في مسرحيته "درابو" المجاز كأسلوب إبداعي قائم على التشبيه وكذلك الاستعارة والكناية، حيث شبه الوطن بالحقل الذي تدور فيه أحداث المسرحية بمختلف أطوارها، كما شبه أنواع الغلال التي تنمو فيه بالكفاءات والأدمغة التونسية التي تهاجر البلاد تاركة خلفها فراغا داخل الوطن، واللصوص الذين سرقوا غلال السانية بالخونة الذين خانوا الوطن من الداخل والخارج ونهبوا خيراته.

ورغم الشعبوية التي سقط فيها نوعا ما، إلا أن هذا العمل لقي استحسانا وتفاعلا من قبل الجمهور الحاضر لا فقط لإضحاكهم بل كذلك للمضامين التي أرسل بها جعفر القاسمي من خلال المسرحية وحب الوطن.

وخلال الندوة الصحفية التي تلت العرض، قال القاسمي "إن دور الفنان ينتهي بانتهاء العرض، ليبقى العمل الفني ملكا للجمهور لتقييمه"، مثمنا دور المستشهرين الذين قدموا له الدعم الكافي لتنظيم الدخلة المهيبة والاستثنائية التي استهل بها مسرحيته.

وللإشارة فإن جعفر القاسمي هو من مواليد 4 سبتمبر 1974 وهو بالأساس ممثل كوميدي قدم العديد من المسرحيات على غرار “جعفرية” و”ريتشارد الثالث” و”الشمع” و”حقائب” وغيرها. كما له العديد من المشاركات في الدراما التونسية، إضافة إلى تقديمه لبرامج تلفزيون الواقع الاجتماعية وبرامج إذاعية أخرى.

 

14