#دجلة_يحتضر: صيف العراقيين "ذلة" دون ماء

بغداد - استنفر العراقيون على الشبكات الاجتماعية بسبب “مخطط تعطيشهم”، وفق وصفهم، بعدما بدأت آثار ملء سد أليسو التركي تظهر على نهر دجلة في العاصمة بغداد ومدينة الموصل الشمالية، بانخفاض مناسيب المياه إلى حد كبير.
وبدأت تركيا بملء سد أليسو الذي سيحجب نحو نصف كميات المياه عن نهر دجلة في العراق.
وكشف مهدي رشيد مستشار وزير الموارد المائية عن قيام “إيران بتغيير مجرى نهر الكارون بالكامل وإقامتها لثلاثة سدود كبيرة على نهر الكرخة” بعدما كانا يمثلان مصدرين رئيسين للعراق.
وأشار إلى أن العراق كان يشترك مع إيران من خلال 45 رافدا مائيا، لم يبق منها اليوم سوى ثلاثة أو أربعة فقط.
وأضاف “الأمطار تشكل ثلاثين في المئة من موارد العراق المائية”، فيما تشكل “مياه الأنهار السبعين في المئة الباقية” الممتدة من إيران وتركيا.
ورد العراقيون بحملات إلكترونية تدعو إلى مقاطعة المنتجات التركية والإيرانية. وانتشرت على الشبكات الاجتماعية هاشتاغات على غرار #تركيا_تقتل_العراقيين_عطشا و#إيران_تقتل_العراقيين_عطشا و#الماء_مقابل_الاستيراد و#دجلة_يحتضر و#دجلة_ينعبر_مشي.
وأكد مغردون أن “إيران وتركيا والحكومة تقتل العراقيين”. وقال مغرد “حين كان يحكم العراق مهيبا مهابا وأعلنت تركيا نيتها إنشاء سد، أمر الرئيس #صدام_حسين بتوجيه أربع بطريات صواريخ لقصف السد إذا أصرت تركيا، فبادرت بالتراجع وإرسال شخصيات لمصالحة العراق. اليوم #تركيا_تقتل_العراقيين_عطشا وحكومة الذل والفساد تلتزم الصمت”.
فيما نشر عراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغا بالإنكليزية #SaveTigris أنقذوا نهر دجلة.
العراق كان يشترك مع إيران من خلال 45 رافدا مائيا، لم يبق منها سوى ثلاثة أو أربعة فقط
والعراق ليس من دول المنبع وبالتالي لا يوجد لديه سوى الحوار والتفاهم والتفاوض.
من جانبه، ذكر مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وكتلة سائرون الفائزة بالانتخابات التشريعية الأخيرة، في تغريدة أنه على يقين “أن قطع الماء والكهرباء على الشعب لن يركعهم”.
وعلق السفير التركي في العراق فاتح يلدز عبر سلسلة من التغريدات في موقع تويتر قائلا “أرى شكاوى أصدقائنا العراقيين بخصوص الماء، أقبل رسائلكم جميعا. شكاويكم ورسائلكم جميعها سأنقلها إلى عاصمتي”.
وأضاف أن “تركيا لن تخطو خطوة واحدة دون أن تستشير جارها، وكيف يمكنها أن تقدم المساعدة بشأن ذلك؟ وجاءت خطوتها هذه باستشارة جارها ودرست الخطوات المشتركة ما بعد هذه المرحلة كذلك”.
وقال معلق “الآن، لنطلق حملة مقاطعة منتجات تركيا وإيران، بدءا من السيارات وانتهاء بعلبة الجبن. كل من يشتري أو يشجع على شراء منتجاتهم شريك في ما يتعرض له العراق من جفاف”. وأضاف مغرد باسم أحمد عبادي “خصوصا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين العراق وتركيا وصل إلى أكثر من 11 مليار دولار في السنة. لو استخدمت كورقة ضغط على الجانب التركي لما حدث هذا”.
وتفاعل مغرد في نفس السياق “الليرة التركية والريال الإيراني بنزول أي مقاطعة اقتصادية سوف يتأثران”. واعتبر مغرد “تركيا افتتحت سد أليسو وإيران بنت سدودا وحولت مسارات 42 نهرا تصب في دجلة. هذه حرب معلنة والعراق يستورد من الجارتين المسلمتين بما مجموعه 35 مليار دولار.. إذا #الماء_مقابل_الاستيراد”.
مغرد: هذه حرب معلنة والعراق يستورد من الجارتين المسلمتين بما مجموعه 35 مليار دولار
وذكرت مستخدمة اسمها نوال أن ضعف الدولة العراقية سبب “تجرؤ الجار” على قطع المياه.
وغردت “يا دجلة الخير صارت مياهك ضحلة ونحن مازلنا ننتخب الطائفة والعشيرة والملة، نتحمل الظلم والإرهاب وحرارة الصيف دون كهرباء ونردد هيهات منا الذلة، سيكتب التاريخ عن حكومة الظل بحروف العلة.
قلناها قبل ونقولها الآن لن يتجرأ علينا الجار لولا ضعف الدولة”! وكتب مغرد “عجيب هذا الذي يحدث شعب يباد بأكمله وسلاطينه الخونة صمتهم مخيف”. فيما سخر معلقون من هاشتاغ #الماء_مقابل_الاستيراد.
وقال مغرد “لست رجل اقتصاد إنما أنا مواطن، لكن أريد أن أسال: إذا قاطعنا تركيا اقتصاديا ومنعنا أي شيء نستورده منها، ما البديل؟ هل هناك صناعة عراقية توازي جودة المستورد مثلا”.
وقال آخر في نفس السياق “قاطعوا المنتجات التركية، قاطعوا المنتجات السعودية، قاطعوا المنتجات الإيرانية، وأنت أساسا ما عندك صناعة، تريد الشعب يعيش على جبن العرب وگيمر السدة مثلا؟ حبيبي الحل بالدبلوماسية وليس بمقاطعة اللبنة والجبنة”.
يذكر أن وكالة الفضاء الأميركية ناسا حذرت في دراسة جديدة من تناقص المياه العذبة بشكل ملحوظ في 19 منطقة حارة حول العالم، ولا سيما في العراق وسوريا. وأضافت الوكالة في تقرير لها صدر أخيرا أن تزايد اعتماد البلدين على المياه الجوفية خلال السنوات الأخيرة جاء نتيجة اثنين وعشرين سدا أقامتها تركيا على نهري دجلة والفرات خلال العقود الثلاثة الماضية، الأمر الذي جعل الإقليم من بين أكبر المناطق سخونة في العالم.