دبي تكشف ملامح استراتيجية الريادة في تكنولوجيا ميتافيرس

استهداف مساهمة سنوية من القطاع بواقع 4 مليارات دولار بحلول 2027.
الثلاثاء 2022/07/19
نستثمر في تحويل الخيال إلى حقيقة

كشفت دبي عن بوادر تحوّل كبير في مجال توظيف تكنولوجيا ميتافيرس بعد أن أعلنت عن تفاصيل استراتيجية طويلة المدى لتطوير هذا القطاع بعد أن تنامى اهتمام السلطات بتعزيز قدرات الإمارة في هذا المضمار بفضل الإمكانات الهائلة التي تؤهلها لتجعل من تلك الموارد مساهما رئيسيا في التنمية الشاملة.

دبي - وضعت حكومة دبي استراتيجية تتضمن أسسا تتعلق باعتماد ونشر تقنية ميتافيرس في قطاع الأعمال، في مسعى لكسب رهان الريادة بهذا المجال في وقت مبكر ومواكبة الطفرة التي يتوقع أن تغير وجه التعاملات حول العالم في غضون عقد من الآن.

وبهذه الخطوة تسبق إمارة دبي جيرانها في المنطقة الخليجية والعربية في اعتماد هذه التكنولوجيا التي من المرجح أن تكون طاغية في كافة القطاعات الاقتصادية مستقبلا.

وأعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر الاثنين إطلاق استراتيجية دبي للميتافيرس.

وقال إن “تكنولوجيا ميتافيرس هي الثورة القادمة في المجال التكنولوجي والاقتصادي والتي ستؤثر في كافة مناحي الحياة خلال العقدين القادمين”.

وتستهدف الاستراتيجية مضاعفة عدد شركات التي تستخدم تقنيات البلوك تشين والميتافيرس خمسة أضعاف في السنوات الخمس المقبلة.

وتسعى دبي إلى تمكين القطاع المالي والأسواق من التعاون بشكل فعال مع الجهات الحكومية من خلال الشبكات القائمة على تقنية بلوك تشين.

الشيخ حمدان بن محمد: هدفنا أن تكون دبي ضمن المدن العشر الأوائل الحاضنات للقطاع

وتجتذب دبي، مركز الأعمال الرئيسي في الإمارات، شركات العملات الرقمية منذ فترة، حيث أصدرت أول قانون لها ينظم الأصول الرقمية وشكلت هيئة تنظيم الأصول الافتراضية للإشراف على القطاع في مارس الماضي.

وإلى جانب ذلك تريد حكومة دبي أن يدعم قطاع الميتافيرس سوق العمل من خلال توفير أكثر من 40 ألف فرصة عمل افتراضية.

ويمثل العالم البديل الذي يمكن الوصول إليه عبر نظارات الواقعين الافتراضي أو المعزز جزءا من الخيال العلمي لغالبية البشر، لكنّ عالم ميتافيرس موجود أصلا في يوميات البعض بما لا يقتصر على بعض اللاعبين أو الشغوفين بالتكنولوجيا.

وأعطت الأزمة الصحية خلال العامين الماضيين دفعة لتقنيات العمل عن بعد التي تتيح إلغاء الحواجز الجغرافية والعمل ضمن فريق رغم تباعد المسافات.

وبحسب الشيخ حمدان توجد في الإمارة حوالي ألف شركة تعمل حاليا في قطاع الميتافيرس. وأكد أن مساهمتها في الاقتصاد الإماراتي تبلغ نصف مليار دولار وسط توقعات الخبراء والمسؤولين بأن يزيد دورها بقوة خلال الفترة القادمة.

وتتوقع حكومة دبي أن يسهم قطاع الميتافيرس بنحو أربعة مليارات دولار في اقتصاد الإمارة الخليجية بحلول العام 2027.

وقال الشيخ حمدان في إحدى تغريداته إن “الهدف من إطلاق خطة متكاملة للميتافيرس في هذا الوقت المبكر لهذه التقنية، أن تكون دبي ضمن المدن العشر الأوائل التي ستشكل هذا القطاع عالميا”. وأضاف “دبي كانت وستبقى السباقة عالميا”.

وتتطلع الإمارة إلى أن يكون اقتصاد دبي أحد الاقتصادات الرائدة على مستوى العالم في مجال ميتافيرس، وأن تتحول مع مرور الوقت إلى مركز رئيسي للمجتمع العالمي لهذه التكنولوجيا.

وكان الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي قد كلف في مايو الماضي الشيخ حمدان بتولي قيادة اللجنة المتعلقة بتطوير تقنية ميتافيرس والإشراف على كافة التطورات التكنولوجية المستقبلية في مجال الاقتصاد الرقمي والتأكد من مواكبة دبي لكافة التطورات التقنية.

وتضع استراتيجية دبي للميتافيرس خمسة ركائز أساسية لإنجاحها والوصول إلى الأهداف المرجوة، في مقدمتها تشجيع الابتكار في مجال الميتافيرس وتعزيز مساهمته الاقتصادية.

وتتعلق الركيزة الثانية بتنمية المواهب المتميزة في هذا القطاع الواعد من خلال التعليم والتدريب، فضلا عن العمل على تطوير تطبيقات الميتافيرس وطرق استخدامها في المؤسسات الحكومة بالإمارة.

وبالإضافة إلى ذلك تركز الاستراتيجية على اعتماد المنصات الآمنة وتوسيع نطاقها والترويج لها في الأسواق الدولية، مع تطوير البنية التحتية واللوائح التنظيمية.

وفي مايو الماضي أعلنت سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية عن دخولها إلى عالم الميتافيرس، وتأسيس مقر رئيسي لها في العالم الافتراضي مما سيعزز بيئة الأعمال بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة بما ينعكس على القطاع المالي واقتصاد الإمارة بشكل عام.

ركائز الاستراتيجية

● تشجيع الابتكار في ميتافيرس وتعزيز مساهمته الاقتصادية
● تنمية المواهب المتميزة من خلال التعليم والتدريب
● تطوير تطبيقات ميتافيرس وطرق استخدامها في المؤسسات الحكومية
● اعتماد المنصات الآمنة وتوسيع نطاقها والترويج لها عالميا
● تطوير البنية التحتية واللوائح التنظيمية

وسيكون مقر السلطة على الميتافيرس القناة الأساسية لتعاون السلطة مع مقدمي خدمات الأصول الافتراضية في جميع أنحاء العالم لفتح الباب للطلبات الجديدة.

وتهدف حكومة دبي من هذا المسار إلى تقديم الدعم والتوسع الآمن لهذا القطاع الذي يشهد توجها سريعا نحو اللامركزية حيث تعمل الإمارة على إنشاء نموذج أولي لإطار عمل تنظيمي لامركزي.

كما تعمل على تشجيع قادة الفكر حول العالم، بما فيهم السلطات الدولية والهيئات التنظيمية والمعنيين بالحوكمة وقادة الأعمال على المشاركة وتبادل المعرفة وحل المشكلات بشكل جماعي لتمكين القطاع من اكتساب المرونة وتوسيع نطاقه الاجتماعي ومساهمته في تحقيق الاستدامة.

وانطلاقا من التزامها بتمكين حرية ممارسة الأنشطة الاقتصادية، تنضم سُلطة تنظيم الأصول المشفرة في الإمارة الخليجية بدخولها إلى عالم الميتافيرس إلى القطاع الخاص والمبتكرين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المالية والمهنية.

وبالإضافة إلى ذلك تنضم أيضا إلى قطاعي الترفيه والسلع الاستهلاكية، وبما يتجاوز ما هو متوقّع من عالم الألعاب ومقدمي خدمات الأصول الافتراضية.

وكشفت الإمارات عن عزيمة للقطع مع الروتين في جذب الاستثمارات بهدف جعل دمج الشركات الرقمية أسهل وأسرع، وهو أحدث إعلان عن السياسة الاقتصادية حيث تسعى الحكومة إلى زيادة تنويع الاقتصاد بعيدا عن عائدات النفط.

وأعلن وزير التجارة ثاني بن أحمد الزيودي مطلع هذا الشهر عن حزمة من التعديلات والحوافز لجذب 300 شركة رقمية كي تقيم مكاتب لها في البلاد خلال ستة إلى 12 شهرا.

11