دبي تستعيد نشاطها الفني بثلاثة معارض مفاهيمية

المعارض الثلاثة تشمل فيلما للاريسا صنصور ومجموعة نقوش لتيسير البطنيجي ومجسما سمعيا بصريا للورنس أبوحمدان.
السبت 2020/06/27
فن مفاهيمي يستفز الذاكرة بآليات معاصرة

دبي – بعد إغلاقه المؤقت منذ 16 مارس الماضي نتيجة تفشي فايروس كورونا المستجد بدولة الإمارات، تعود سلسلة غرف الفنانين في مركز جميل للفنون بدبي لاستقبال جمهورها من خلال ثلاثة معارض فردية جديدة لفنانين مؤثرين.

وتشمل المعارض الثلاثة التي تتواصل حتى الثالث من يناير 2021 العرض الأول في الشرق الأوسط لفيلم لاريسا صنصور “في المختبر” الذي عرض لأول مرة في بينالي فينيسيا؛ ومجموعة من 60 نقشا لتيسير البطنيجي، ومجسما سمعيا بصريا من لورنس أبوحمدان الحائز على العديد من الجوائز العالمية.

وتقدّم المعارض الثلاثة للزوار رؤى ووجهات نظر جديدة وتفتح أبواب النقاش البناء مع مُنجزيها. والأعمال المستمدة في غالبيتها من مجموعة مركز جميل للفنون بدبي تركّز على فناني الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا. وتمثل هذه العروض التقديمية الموجزة أعمالا مشتركة، تم تنظيمها بالحوار مع الفنان صاحب المنجز

ويقدّم المعرض الأول، فيلم لاريسا صنصور “في المختبر” (2019)، وهو فيلم من الخيال العلمي ناطق باللغة العربية، تدور أحداثه في مدينة بيت لحم التاريخية عند وقوع كارثة بيئية.

ويتأمّل الفيلم مفاهيم شاملة منها الذاكرة والتاريخ والمكان والهوية، حيث توفّر لغة الفيلم خلفية مشحونة بطريقة روائية وسياسية ورمزية، قدّمته لاريسا بتكليف من المؤسسة الدنماركية للفنون في بينالي البندقية الثامن والخمسين، والمشروع مكلف من سبايك أيلند وفن جميل، وهو العرض الأول له في المنطقة.

تأملات في الذاكرة والتاريخ والمكان والهوية
تأملات في الذاكرة والتاريخ والمكان والهوية

ولاريسا صنصور فنانة فلسطينية من مواليد 1973 تقيم حاليا في لندن، تعمل في التصوير الفوتوغرافي والأفلام والنحت وفن التركيب. لها العديد من الأعمال التركيبية والمفاهيمية منها: “تانك” (2003)، “بيت لحم باندوليرو” (2005)، “أيام سعيدة” (2006)، “القاهرة الضريبية” (2008)، “طريق فلافل” (2010)، “باليستات” (2010)، “أمة الدولة” (2012)، “في المستقبل، أكلوا من أروع الخزف” (2016) و“علم الآثار في الغياب” (2016).

وفي المعرض الثاني “إلى أخي” (2012) يستكشف الفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي ومن خلاله زوار المعرض فكرتي الفقد والذاكرة، وهو سلسلة من الرسومات دون حبر محفورة على الورق.

ويعتمد الفنان على صور عائلية لحفل زفاف شقيقه للاحتفاء بذكراه، فقد توفي الأخ بعد عامين من زفافه، برصاص القناصة خلال الانتفاضة الأولى في فلسطين عام 1987، وكان “إلى أخي” أحد الأعمال الفائزة في مسابقة مجموعة أبراج للفنون في العام 2012.

ويقدّم الفنان الأردني لورنس أبوحمدان، المقيم بين بيروت ودبي، معرضا تركيبيا يجمع بين الفيديو والصوت أسماه “وفي كل هذا الوقت لم تكن هناك ألغام أرضية”، ويوثّق العمل الفني الذي صنعه لورنس من صور ومقاطع صوتية مسجلة بالهاتف الجوّال عثر عليها في العام 2011، وادي صياح الذي يقع في مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.

وسمي الوادي بهذا الاسم حيث تسمح التضاريس في المنطقة بتسلل الأصوات عبر الحدود، واعتادت العائلات المنفصلة على جانبي الحدود التصايُح بأخبارها هناك للتواصل مع بعضها البعض.

ويحاول لورانس أبوحمدان، المولود في الأردن عام 1985، الحفر في المناطق النادرة والخاصة التي تتقاطع فيها عدة حقول واهتمامات تتراوح بين الفن والعلم، والتكنولوجيا والسياسة، والصورة والصوت، والعمارة والصحافة الاستقصائية، إذ يستثمر خبرته في الموسيقى وعمله في مجال استخدام الصوت في حقل الأدلة الجنائية لإنجاز أعماله الفنية التركيبية “أنستليشن” التي تعتمد وسائط متعددة، ليعيد بناء ما يمكن أن نسميه “عمارة الضحايا” من صرخات عذابهم والأصوات المحيطة بهم.

وسبق أن استخدمت أبحاث أبوحمدان في مجال الأدلة الجنائية الصوتية، كأدلة لدى محكمة الهجرة واللجوء في بريطانيا، واستخدمتها منظمات حقوقية من أمثال منظمة العفو الدولية ومنظمة الدفاع عن الأطفال العالمية.

15