دبي تترجم طموحاتها باحتضان أكبر مطار في العالم

وضعت حكومة دبي لنفسها هدفا طموحا بأن تكون في غضون سنوات من الآن أكبر بوابة على مستوى العالم من حيث حركة السفر مع إطلاق مشروع توسعة مطار آل مكتوم، والذي سيكون بمواصفات عصرية تنافسية وسيزخر بالتقنيات الحديثة.
دبي - أعلنت حكومة دبي الأحد أنها ستنشئ مبنى جديدا للمسافرين في مطار آل مكتوم الدولي ليكون مع التوسعة الجديدة “الأكبر في العالم”، لتترجم بذلك تطلعاتها المستقبلية في أن تكون الإمارة الوجهة الأبرز للنقل الجوي في الشرق الأوسط.
ويقع مطار آل مكتوم عند أطراف دبي، المركز الرئيسي للأعمال في المنطقة، وهو يستقبل منذ العام 2010 جزءا صغيرا من الحركة الجوية في الإمارة الخليجية، التي تريد جعله أكثر تأثيرا بعد سنوات من الآن.
ويتوقع أن يحل هذا المطار المعروف باسم “دبي وورلد سنترال” (دي.دبليو.سي) مكان مطار دبي الدولي، الذي تبلغ طاقته القصوى نحو 120 مليون مسافر ويعيق موقعه في وسط الإمارة عملية توسيعه.
وقال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه في منصة إكس “اعتمدنا اليوم (الأحد) تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، وأمرنا بالبدء الفوري بتشييد المبنى بتكلفة 128 مليار درهم (حوالي 34.85 مليار دولار)”.
ويأتي المشروع ضمن أجندة دبي الاقتصادية 2033، والتي تضم مئة مشروع تحولي، وبمستهدفات طموحة تسعى إلى مضاعفة حجم الناتج الإجمالي للإمارة خلال العقد المقبل، وترسيخ موقعها ضمن أفضل ثلاث مدن حول العالم.
ويتوقع المسؤولون في الإمارة أن تسهم صناعة الطيران بشكل عام بنحو 45 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2030.
وأضاف الشيخ محمد أن “مطار آل مكتوم الدولي سيكون الأكبر في العالم بطاقة استيعابية نهائية تصل إلى 260 مليون مسافر” سنويا. وأكد أنه “سيكون خمسة أضعاف مطار دبي الدولي الحالي وسيتم نقل كافة عمليات مطار دبي الدولي له خلال السنوات القادمة”.
ويتصدر مطار أتلانتا الأميركي حاليا قائمة مطارات العالم من حيث إجمالي حركة السفر بأكثر من 104.65 مليون مسافر، وفق آخر أرقام المجلس العالمي للمطارات، يليه مطار دبي الذي عرف قفزات غير مسبوقة منذ استعادة نشاطه بعد الأزمة الصحية العالمية.
ومن حيث المساحة، يعتبر مطار الملك فهد في مدينة الدمام السعودية، الذي بدأ العمل في عام 1999 الأكبر في العالم، حيث تم تشييده على 78 ألف هكتار، يليه مطار دنفر الدولي الأميركي بمساحة 13.7 ألف هكتار.
ويمثل مطار آل مكتوم نهجا جديدا للمطارات على الصعيد العالمي، إذ سيتيح الاستثمار الأمثل والالتزام بتطوير التقنيات والتكنولوجيا والتوظيف الأمثل لأدوات الابتكار واستشراف المستقبل لتوفير تجربة فريدة للمسافرين.
وقال الشيخ محمد إن المطار، الذي ستصبح مساحته 7 آلاف هكتار سيضم “400 بوابة للطائرات وخمسة مدارج متوازية وسيستخدم تقنيات جديدة لأول مرة في قطاع الطيران”.
وأضاف “نحن نستعد لمرحلة جديدة من نمو قطاع الطيران العالمي، ونستعد لمرحلة تتصدر فيها دبي قطاع الطيران الدولي للأربعين عاما القادمة”.
وتابع “كما نبني مدينة كاملة للمطار في دبي الجنوب سترفع الطلب على السكن لمليون نسمة وستضم أهم شركات العالم في القطاع اللوجستي والنقل الجوي”.
وصُمم مطار آل مكتوم الواقع على بعد 30 كيلومترا تقريبا جنوب غرب وسط مدينة دبي، في البداية كي يصبح في المستقبل، الأكبر والأكثر ازدحاما بالعالم. وقد استقبل عند افتتاحه في عام 2013 أول رحلة تجارية سيرتها شركة ويز أير قادمة من بودابست.
وكانت الرؤية، ولا تزال بالنسبة للمسؤولين في دبي، إنشاء مركز مستقبلي ضخم، يضمن أن دور الإمارة كنقطة رئيسية في الاقتصاد العالمي لن يواجه مشاكل في قدراته في أي وقت قريب.
مواصفات مطار آل مكتوم الدولي
• طاقة استيعاب المسافرين تبلغ 260 مليونا سنويا
• التعامل مع 12 مليون طن من البضائع سنويا
• الحجم خمسة أضعاف مطار دبي وبمساحة 7 آلاف هكتار
• مباني صالات المسافرين تضم أكثر من 400 بوابة للطائرات
• قطار داخلي ومحطة مركزية تتضمن جميع أنواع النقل
• تصميم عصري مع الاعتماد على التقنيات الأكثر تطورا
كما أن تبني معايير الاستدامة في توسعة مطار آل مكتوم سيساهم بقوة في التخفيف من الانبعاثات البيئية بما يتماشى مع رؤية الإمارات لبيئة نظيفة، حيث يستهدف المشروع الاستفادة المثلى من الموارد المحلية والظروف المناخية لتحقيق أهداف الاستدامة.
وتعد مطارات دبي، وهي الهيئة الحكومية، التي تُدير مطار دبي الدولي والمطار الجديد، بأنّه عند الانتهاء من مطار آل مكتوم الدولي، سيتمتع بالقدرة على التعامل مع أكثر من 160 مليون مسافر سنويا، بالإضافة إلى 12 مليون طن من البضائع.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مؤسسة مدينة دبي للطيران، ورئيس هيئة دبي للطيران المدني، “تم البدء في عملية التصميم والبناء للمطار الجديد في جبل علي”.
وأوضح الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، أحد أكبر شركات الطيران في العالم، أن من المزمع نقل كافة العمليات إليه “عند اكتمال مرحلته الأولى في غضون السنوات العشر القادمة وبسعة تصل إلى 150 مليون مسافر سنويا”.
ورسّخت طيران الإمارات سمعة عالمية رفيعة بفضل تفرد خدماتها، وتسيّر الشركة رحلاتها إلى أكثر من 130 مدينة في العالم، من خلال مركزها العالمي الذي يتسم بمستويات رفيعة من الكفاءة في دبي.
وتعليقا على الخطوة، قال بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمطارات دبي إن “مشروع توسيع مطار آل مكتوم الدولي يعزز مكانة دبي كمركز رئيسي للطيران على الساحة العالمية”.
وبموازاة البدء بتشييد المطار الجديد، تستهدف الإمارة رفع الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي من 100 مليون مسافر حاليا إلى 120 مليون مسافر خلال الفترة المقبلة.
وسيتم ذلك بضخ المزيد من الاستثمارات وتحسين العمليات والبنية التحتية والتكنولوجية ورفع الكفاءة التشغيلية، بحسب ماجد الجوكر، الرئيس التنفيذي للعمليات في مطارات دبي، بتصريحات سابقة لبلومبرغ الشرق.
واستقبل مطار دبي الدولي 87 مليون مسافر خلال 2023، بنمو 32 في المئة تقريبا عن العام السابق، ليتجاوز بذلك المستوى المسجل في 2019 قبل جائحة كورونا التي عطلت حركة السفر حول العالم.
ويُتوقع استقبال مطار دبي لنحو 88.8 مليون مسافر بنهاية العام الجاري، ليقترب بذلك من أعلى مستوى لحركة المسافرين المسجلة في 2018 البالغة 89.1 مليون مسافر.
وتتمتع الإمارات عموما بمكانة مميزة وثقة إقليمية ودولية عالية في قطاع الطيران، فهي تحتل المركز الأول ضمن أكبر 20 سوقا من حيث نمو السعة المجدولة للرحلات في مطاراتها الدولية.