دبيبة يختار القاهرة أول محطة خارجية له في رسالة لا تخلو من أبعاد سياسية

رئيس الوزراء الليبي الجديد يعبر عن تطلع بلاده إلى إقامة شراكة شاملة مع مصر.
الخميس 2021/02/18
انفتاح مصري على السلطة التنفيذية الجديدة

القاهرة - أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استعداد مصر الكامل لتقديم كافة خبراتها وتجربتها لدعم الجارة ليبيا، بما يساهم في وضعها على المسار الصحيح لقيادة المرحلة الانتقالية.

يأتي ذلك خلال استقبال السيسي لرئيس الوزراء الليبي الجديد عبدالحميد دبيبة الذي يزور القاهرة في أول محطة خارجية له، لبحث تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين.

وتحمل زيارة دبيبة للقاهرة رسائل إيجابية بشأن رغبة السلطة التنفيذية الجديدة للتعاون والتنسيق مع القاهرة الطرف البارز والمؤثر في جميع مراحل الأزمة الليبية والملم بتفاصيلها.

وشدد السيسي على حرص مصر على الاستمرار في دعم الشعب الليبي لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار لصون مقدراته وتفعيل إرادته.

وأضاف أن "المرحلة الحالية تتطلب حشد ليبيا لكافة الجهود لترتيب أولويات التحرك، بدءا باستعادة الأمن، ومرورا بتثبيت أركان الدولة، ثم وصولا إلى الشروع في المشروعات الخدمية والتنموية ذات المردود المباشر على أبناء الشعب الليبي".

وكانت مصر رحبت بتشكيل السلطة التنفيذية من جانب ملتقى الحوار السياسي في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وأعربت عن تطلعها للعمل معها خلال الفترة القادمة، وحتى تسليم السلطة إلى حكومة مُنتخبة.

ببب

وأعرب رئيس الوزراء الليبي عن تقدير واعتزاز بلاده للجهود المصرية في مختلف مسارات حل الأزمة الليبية خلال الفترة الماضية، والتي نتج عنها تقريب وجهات النظر بين الليبيين وإنهاء حالة الانقسام، فضلا عن دعم مصر للمؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.

وأكد الدبيبة أن ليبيا حكومة وشعبا تتطلع إلى إقامة شراكة شاملة مع مصر بهدف استنساخ نماذج ناجحة من تجربتها التنموية الملهمة التي تحققت خلال السنوات الماضية، خاصة في ما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار وانطلاق عملية التنمية والإصلاح.

وتعمل القاهرة على بلورة رؤية سياسية جديدة للتعامل مع المعطيات الجديدة في الأزمة الليبية بمرونة تجاه جميع الأطراف، استعدادا لمرحلة ثانية من ترتيبات الحكم في ليبيا، بعد انتهاء المرحلة الانتقالية الجديدة بإجراء انتخابات في 24 ديسمبر المقبل.

وتتجه مصر إلى زيادة تواجدها غرب ليبيا عبر بعثتها الدبلوماسية، لعدم ترك الساحة خالية أمام تركيا ومنعها من استغلال المرحلة الانتقالية لترتيب أوضاع المرحلة لصالح التنظيمات المتشددة، خاصة أن الغياب الدبلوماسي المصري عن طرابلس ساعد في توفير بيئة مواتية لأنقرة لزيادة تحركاتها.

وحسب بيان الرئاسة المصرية، وخلال لقاء السيسي ودبيبة، اتفق الجانبان على "تبادل الزيارات على مستوى المسؤولين التنفيذيين، والتشاور بشأن كافة القطاعات التي سيتم التعاون فيها، خاصة على مستوى الخدمات واستعادة الأمن، إلى جانب التعاون الاقتصادي".

وفي مؤشر على عودة التنسيق والتعاون بين القاهرة ومصر، أعلن رئيس سلطة الطيران المدني المصرية أشرف نوير أن القاهرة صدقت للخطوط الجوية الليبية لاستئناف رحلاتها بين مصر ومطار برج العرب غرب الإسكندرية بداية من الخميس، بعد توقف حوالي 16 شهرا.

وقال نوير إن "عودة رحلات الخطوط الجوية الليبية مع مصر سوف يبدأ من اليوم انطلاقا من مطار بنينا في بنغازي، إلى مطار برج العرب في الإسكندرية، حيث تصل أول رحلة عصر اليوم على أن يتبعها في الأسبوع القادم انطلاق رحلات الشركة من مطار معيتيقة بطرابلس إلى برج العرب، وذلك بعد توقف رحلات الخطوط الليبية منذ  نوفمبر 2019".