دبلوماسيون إيرانيون في السعودية بعد قطيعة لسنوات

وفد إيراني في مدينة جدة السعودية لتمثيل بلادهم في منظمة التعاون الإسلامي.
الثلاثاء 2022/01/18
سعيد خطيب زاده: تمهيد جيّد للطرفين لإرسال وفود لزيارة السفارتين

الرياض - أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين، عن وصول دبلوماسيين إيرانيين إلى مدينة جدة السعودية لتمثيل بلادهم في منظمة التعاون الإسلامي، وذلك للمرة الأولى منذ قطع العلاقات بين الخصمين الإقليميين طهران والرياض مطلع العام 2016.

وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده إن “التركيز هو على بدء عمل بعثة إيران في منظمة التعاون الإسلامي في جدة. وحصل دبلوماسيّونا على تأشيرات دخول لتقييم إمكانية ذلك”.

وأضاف خطيب زاده في مؤتمر صحافي “البعثة هي الآن في جدة لبدء العمل في منظمة التعاون الإسلامي، ويمكن لذلك أن يشكّل تمهيدا جيدا للطرفين (طهران والرياض) لإرسال وفود لزيارة السفارتين”.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكد في ديسمبر أن المملكة وافقت على منح تأشيرات دخول لثلاثة دبلوماسيين معتمدين لدى المنظمة، في خطوة تأتي في خضم مباحثات بدأها الخصمان الإقليميان منذ أشهر سعيا إلى تحسين العلاقات المقطوعة بينهما.

وأكد مسؤول في منظمة التعاون الإسلامي الاثنين أن “الوفد الإيراني وصل إلى جدة”. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الدبلوماسيين الإيرانيين “لم يحضروا أي اجتماع بعد”، ومن المتوقع أن يشاركوا في اجتماع على مستوى ما دون وزاري في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من محتجين على خلفية إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. ولقيت تلك الهجمات إدانة من وزراء الخارجية الأعضاء في المنظمة.

وبدأ البلدان العام الماضي، عقد جلسات حوار في بغداد بهدف تحسين العلاقات. وعقدت أربع جلسات بين أبريل وسبتمبر، وسط ترجيحات بعقد جولة خامسة قريبا.

وشدد خطيب زاده على أن إيران “قدمت وجهات نظرها إلى الوفد السعودي بشكل مكتوب خلال الجولة الرابعة من المباحثات (…) وتنتظر الإجابة”. وكرر المتحدث استعداد بلاده لـ”إعادة فتح سفارتها” في السعودية، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يرتبط أيضا بـ”خطوات” من الرياض.

وإيران والسعودية هما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تدعم طهران المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء، في المقابل تدعم الرياض السلطة الشرعية في هذا البلد.

كذلك، تبدي السعودية الحليفة للولايات المتحدة، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

ويرى مراقبون أن منح السعودية دبلوماسيين إيرانيين تأشيرة الدخول إلى أراضيها هي بادرة حسن نية، قبيل الجولة الجديدة المفترضة، لكنه من غير المرجح أن تشهد العلاقة بين الخصمين أي تحسن فعلي في ظل الهوة الموجودة بينهما وفي ضوء إصرار إيران على سياستها التوسعية في المنطقة.

3