دافوس ينطلق بملفات اللاجئين والاقتصاد والبيئة

البحر الميت (الأردن)- افتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، السبت، أعمال الجلسات الرسمية للمنتدى الاقتصادي العالمي، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في منطقة البحر الميت (جنوب غرب العاصمة عمان).
وقال الملك في كلمة الافتتاح: إن المنتدى سيتناول عددا من القضايا ذات الأهمية القصوى والمؤثرة في المنطقة، وهي قضايا يمكن تبسيطها في حقيقة واحدة، وهي أن الشعوب بحاجة إليكم أيها القادة والشركاء، للعمل واتخاذ إجراءات في مجالات متعددة، كما أن العالم بأكمله يتمنى لكم النجاح في ذلك.
وتابع: “نحتاج إلى شراكة واسعة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي، شراكة تتضمن استثمارات من القطاع الخاص وقدرة إنتاجية على جميع المستويات (..) بالإضافة إلى قطاع عام يعزز ثقة قطاع الأعمال ويدعم النجاح الاقتصادي، وتتضمن أيضاً شركاء دوليين يوظفون الاستثمار لتحقيق مستقبل إيجابي للجميع”.
وبخصوص اللاجئين السوريين أكد العاهل الأردني أن بلاده تعمل بجهود دؤوبة مع شركاء دوليين لزيادة المساعدات للاجئين وللمجتمعات المستضيفة كذلك".
وقال الملك عبد الله، إن الأردن دفع ثمنا كبيرا لقاء قيامه بالعمل الصحيح تجاه اللاجئين، مؤكدا أن الاقتصاد الأردني فيه العديد من الفرص الواعدة.
وتقدّر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد اللاجئين المُسجلين في الأردن حالياً بـ659 ألف لاجئ، فيما قدّرت الحكومة الأردنية في 2017 أن ثمة 643 ألف لاجئ سوري إضافي غير مُسجلين.
وأضاف أن الأردن حدد أولوياته في القطاعات الاقتصادية التي توفر آفاقاً واعدة للنمو والاستثمار، حيث تبني هذه القطاعات على مصادر القوة الاقتصادية المتميزة، بما فيها اتفاقيات التجارة الحرة العديدة والعلاقات التجارية القوية التي تربط الأردن بأسواق تضم أكثر من مليار مستهلك حول العالم.
وأشار إلى أن المصدر الأكثر أهمية لقوة الأردن هو الموارد البشرية، التي تتمتع بمهارات عالية، مشددا على أن الشباب الأردني عاقد العزم على النجاح.
وقال الملك عبد الله :"تحقق اقتصاداتنا النمو وتتضاعف الآفاق فيها مع كل جهد يبذل للاستثمار في الفرص الكبيرة المتوفرة في هذه المنطقة، ومع كل استثمار يولّد فرص عمل لأبنائنا الشباب، وكل استثمار يوفر لعائلاتنا العيش الكريم، وهذا يحقق الفائدة لمجتمعاتنا، كما يحقق الفائدة للآخرين، لأن ما يجري في منطقتنا ينعكس على العالم أجمع".
وأضاف "إننا نحتاج إلى شراكة واسعة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي، شراكة تتضمن استثمارات من القطاع الخاص وقدرة إنتاجية على جميع المستويات، بما فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بالإضافة إلى قطاع عام يعزز ثقة قطاع الأعمال، ويدعم النجاح الاقتصادي، وتتضمن أيضاً شركاء دوليين يوظفون الاستثمار لتحقيق مستقبل إيجابي للجميع".
وحضر الجلسة الافتتاحية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيسان النيجيري محمد بخاري، والأرميني أرمين سركسيان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومسؤولون دوليون.
وعلى الصعيد ذاته، شدد غوتيريش في كلمة له، على أنه “من المهم جداً ألا ننظر إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أنها منطقة صراع فقط، ولكن أيضاً هي منطقة فرص”.
وأردف: “إن هذه اللحظة بالغة الأهمية للمنطقة والأمم المتحدة منخرطة في عملية تحركات دبلوماسية لأجل السلام، لكن عليّ الاعتراف بأنها لم تكن دائماً ناجحة”.
وفي ذات السياق، أوضح “إن حل الصراعات في المنطقة هو أمر ملح بما في ذلك تحقيق حل دولتين إسرائيل إلى جانب فلسطين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها ومع القدس كعاصمة للدولتين”.
ويعقد المنتدى الاقتصادي للمرة العاشرة في الأردن، ويشارك بنسخته الحالية سيدة تركيا الأولى أمينة أردوغان.
وكانت آخر مرة استضاف فيها الأردن، المنتدى الاقتصادي العالمي، في العام 2017 بالشراكة مع “صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية”، وكان قد عُقد لأول مرة في البحر الميت عام 2003.
ويناقش المشاركون عبر 32 جلسة موضوعات عديدة تتصل في المعايير الجديدة للتعليم العام، والتوزيع الاقتصادي الجغرافي للبنوك في المنطقة، ومنصات جديدة للرعاية الصحية، والاستثمار في الموارد البشرية، وإدارة المخاطر السيبرانية (الالكتروني).
ويسلط المشاركون الضوء على العولمة، ودور التكنولوجيا في مواجهة الفساد، وتشكيل مستقبل السياحة في الأردن، كما يتناولون موضوع السلام والصراعات في المنطقة، والطاقة الجديدة في الشرق الأوسط، وآفاق الوضع الجيوسياسي، وتطورات الجيل الخامس في الاتصالات.
