داعش يكثف هجماته في غرب أفريقيا

كانو (نيجيريا) - اجتاح مقاتلون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا مدينة في شمال شرق نيجيريا واحتجزوا المئات من المدنيين رهائن، فيما يحذر خبراء من استجماع التنظيم المتطرف لصفوفه في أفريقيا التي باتت بيئة مواتية لإعادة التفريخ.

وقال باباكورا كولو زعيم قوة رديفة مدنية إن “إرهابيين من تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا سيطروا على كوكاوا (في منطقة بحيرة تشاد) واحتجزوا المئات من المدنيين رهائن”.

وروى زعيم محلي كان بين المخطوفين وتمكن من الفرار أنهم سبق أن عادوا في مطلع أغسطس إلى المدينة على أمل أن يتمكنوا أخيرا من زراعة أراضيهم “لكن انتهى بهم الأمر بأيدي المسلحين”.

وقال طالبا عدم كشف اسمه “لا نعرف ما سيفعلون بهم، لكن نأمل ألا يلحقوا بهم الأذى”.

وتقع كوكاوا قرب مدينة باغا الكبرى على ضفاف بحيرة تشاد، في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا الذي انشق عن حركة بوكو حرام عام 2016.

وتشن المجموعة التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية هجمات كثيرة مستهدفة بصورة خاصة الجيش النيجيري، ما أسفر عن مقتل المئات وربما الآلاف من الجنود. كما أنها تسيطر على مدن متوسطة وقرى ويعيش الآلاف من المدنيين تحت سيطرتها.

وقتل أكثر من 36 ألف شخص منذ 2009 في أعمال العنف في نيجيريا، ولا يزال أكثر من مليوني شخص نازحين.

داعش يستهدف الجيش النيجيري، لكنّ الآلاف من المدنيين محكومون بتطرفه وإرهابه في المدن التي يسيطر عليها

وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن 10.6 مليون نسمة (من أصل 13 مليون نسمة)، يمثلون 80 في المئة من سكان البلد، يعولون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في الولايات النيجيرية الثلاث الأكثر تضررا جراء النزاع مع الجهاديين، وهي بورنو ويوبي وأداماوا.

وعلقت المنظمة الدولية “إنه أكبر عدد يسجل على الإطلاق منذ أن بدأنا العمليات قبل خمس سنوات”.

ومع الانتكاسات التي تعرض لها تنظيم داعش في سوريا والعراق، ظهرت أفريقيا على أنها القارة الوحيدة التي يمكن له أن ينشط فيها كما فعل في العراق قبل 2018 ليبقى على قيد الحياة.

ومنذ 2018، وصل داعش في غرب أفريقيا إلى مستوى من القوة لم يصل إليه من قبل، فقد ضاعف هجماته على الجيش النيجري، وسيطر على القاعدة العسكرية متعددة الجنسيات على الجانب الآخر من بحيرة تشاد.

ويرى خبراء عسكريون أنه من الصعب هزيمة التنظيم عسكريا في غرب أفريقيا دون تشكيل تحالف دولي.