داعش يشعل فتيل فتنة في قريتين بالعراق

الكاظمي يأمر بفتح تحقيق شامل في الأحداث التي شهدتها محافظة ديالى تزامنا مع وصول وفد أمني حكومي لاحتواء التصعيد الطائفي.
الخميس 2021/10/28
تشييع ضحايا هجوم المقدادية الإرهابي

بغداد - أشعل تنظيم داعش الإرهابي فتيل فتنة في شرق العراق، بعد شنه هجوما على قرية في محافظة ديالى، وما تلاه من عمليات انتقامية أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى.

وقتل 11 شخصا الأربعاء في قرية ذات غالبية سنية في شرق العراق، وفق مصدر أمني أشار إلى أنه جاء ردا على اعتداء تبناه تنظيم داعش على قرية مجاورة ذات غالبية شيعية وأوقع 15 قتيلا، وفق حصيلة نهائية.

وتبنى داعش في بيان الأربعاء الهجوم الذي استهدف قرية الرشاد التي ينتمي غالبية سكانها من الشيعة إلى عشيرة بني تميم. وكان معظم الضحايا من المدنيين. وينتسب العديد من أبناء القرية إلى القوى الأمنية.

وتعرضت قرية نهر الإمام ذات الغالبية السنية لهجوم شنّه مسلحون يعتقد أنهم من قرية الرشاد المجاورة، بعد اتهامهم سكان نهر الإمام بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف قريتهم.

وأمر رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي الخميس، بفتح تحقيق شامل في الأحداث التي شهدتها محافظة ديالى (شرق) خلال اليومين الماضيين، وذلك تزامنا مع وصول وفد حكومي لاحتواء العنف الطائفي إثر مقتل 26 مدنيا من قبائل سنية وشيعية.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن "وزير الداخلية عثمان الغانمي نقل تعازي ومواساة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إلى عوائل في قرية الرشاد وقرية نهر الإمام في محافظة ديالى".

وأشار الغانمي إلى أن "الكاظمي أوعز بفتح تحقيق شامل في الاعتداء الإرهابي".

وفي وقت سابق الخميس، وصل وفد حكومي عراقي إلى محافظة ديالى (شرق)، برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعضوية وزير الداخلية عثمان الغانمي، ورئيس أركان الجيش العراقي عبدالأمير يار الله، ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق، وفق بيان مستشارية الأمن القومي العراقية (حكومية).

وقال مصدر أمني بقيادة شرطة ديالى طلب عدم ذكر اسمه، إن "الوفد جاء لاحتواء التصعيد الطائفي بين سكان قضاء وقرى المقدادية"، مشيرا إلى أنه "منذ الثلاثاء شهدت بعض القرى في قضاء المقدادية موجة نزوح خوفا من عمليات انتقام لأسباب طائفية".

ويتزامن وصول الوفد مع إرسال تعزيزات من الجيش والشرطة إلى محافظة ديالى شرق البلاد في أعقاب الهجومين.

والأربعاء وجه الكاظمي قوات الأمن بتكثيف الجهد الاستخباري لمنع الهجمات، متوعدا بالقصاص من مرتكبي "جريمة المقدادية"، وفق بيان صادر عن متحدث عسكري.

وتعيد مثل هذه الحوادث في العراق إلى الأذهان ذكريات أليمة لحرب طائفية قتل فيها الآلاف بعد الغزو الأميركي في العام 2003، وسقوط نظام صدام حسين.

وأعلن العراق في أواخر العام 2017 انتصاره على تنظيم الدولة الإسلامية بعد طرد الجهاديين من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في العام 2014، فيما قتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في العام 2019.

وتراجعت مذاك هجمات التنظيم في المدن بشكل كبير، لكن القوات العراقية لا تزال تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وصحراوية، فيما يستهدف التنظيم بين وقت وآخر مواقع عسكرية، وقد نفّذ الشهر الماضي هجوما أودى بثلاثين مدنيا في حي مدينة الصدر الشيعية في العاصمة.

ويقدم تحالف دولي بقيادة واشنطن الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم داعش منذ العام 2014، ويضم 3500 عسكري، بينهم 2500 أميركي، ستتحول مهمتهم إلى "استشارية" و"تدريبية" تماما بحلول نهاية العام.

وأعلنت السلطات العراقية في أكتوبر إلقاء القبض على جهاديّين بارزين في عمليتين خارج العراق، أحدهما في تركيا وهو سامي جاسم الجبوري، "مشرف المال" في تنظيم داعش ونائب البغدادي سابقا، والآخر مسؤول عن تفجير أدى إلى مقتل أكثر من 320 شخصا في بغداد قبل خمس سنوات.