داعش يسعى لإعادة ترتيب صفوفه والنهوض مجددا في العراق

السليمانية (العراق) - تسود مخاوف في العراق من لملمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شتاته من جديد في ضوء مؤشرات قوية تشير إلى أن التنظيم المتطرف الذي أعلن العراق عن هزيمته في 2017، يعمل على إعادة ترتيب صفوفه.
وأكد لاهور طالباني الرئيس المشارك للاتحاد الوطني الكردستاني والقائد السابق للمخابرات، وجود مؤشرات متنامية على أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول الظهور على الساحة مجددا، بعد تزايد الهجمات في العراق، قائلا "لقد أعاد تنظيم الدولة الإسلامية تنظيم صفوفه فيما يبدو".
وقُتل ما لا يقل عن 19 من قوات الأمن العراقية والكردية العراقية في الأيام القليلة الماضية في مختلف أرجاء البلاد وفقا لبيانات عسكرية وتصريحات مسؤولين أمنيين، مما دفع الرئيس العراقي إلى الدعوة إلى توخي الحذر من خطر نهوض تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى.
وتأتي الهجمات بعد أعنف هجوم انتحاري يشهده العراق في ثلاث سنوات والذي أعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنه، ووسط مخاوف من أن يخل تخفيض عدد قوات تقودها الولايات المتحدة باستقرار البلاد.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية، وهو في الأساس جماعة خرجت من رحم تنظيم القاعدة، على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا في 2014، وفرض حكما من الترويع شمل قطع الرؤوس في العلن وتفجيرات نفذها أنصار له في الخارج.
وأعلن العراق هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عسكريا في 2017، لكن التنظيم يشن منذ ذلك الحين هجمات في مختلف أرجاء شمال البلاد وعلى الحدود التي يسهل اختراقها مع سوريا.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية أكثر من 25 هجوما دمويا ألقى مسؤولون عراقيون بمسؤوليتها على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقُتل أكثر من 30 في تفجير في يناير في سوق مزدحمة في بغداد.
وأكد طالباني أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يُقض عليه بالكامل.
وأضاف أن هناك بضعة آلاف من مقاتليه يعملون في العراق. ويقول بعض المسؤولين العسكريين الغربيين إن عدد من ينشطون بين العراق وسوريا قد يتجاوز عشرة آلاف.
ويشعر طالباني بقلق خاص من قدرة التنظيم على التجنيد عبر وسائل منها مواقع التواصل الاجتماعي. وقال إنه أُلقي القبض قبل ثلاثة أسابيع على 38 جُندوا للعمل مع تنظيم الدولة الإسلامية، وجميعهم من الأكراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و22 عاما.
وأضاف "كانوا على وشك شن هجمات، تلقوا عتادا وقنابل ومتفجرات، وكان هذا جرس إنذار".
ويشارك قادة عراقيون طالباني مخاوفه، فكتب الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر الأسبوع الماضي "لا نملك أن نشعر بالرضى عن النفس" في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وعُزيت بعض الإخفاقات الأمنية إلى الافتقار للتنسيق بين الجيش العراقي والقوات التابعة لإقليم كردستان شبه المستقل.
وحارب الجانبان تنظيم الدولة الإسلامية، لكن العلاقات بينهما تدهورت منذ محاولة الأكراد الفاشلة لنيل استقلال كامل عام 2017، وهو مسعى أوقفته بغداد عسكريا.
ويقول طالباني إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يستغلوا الأراضي المتنازع عليها بين الجانبين ويعملوا فيها.
وأضاف "الافتقار للتنسيق بين أربيل وبغداد أدى إلى عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وزيادة قوته ونشاطه وقدراته".
وخفضت الولايات المتحدة قواتها من نحو خمسة آلاف كانت متمركزة للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، إلى نصف هذا العدد خلال العام الماضي.
ومع خفض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عدد قواته في العراق، من المتوقع أن يملأ حلف شمال الأطلسي هذا الفراغ بالتدريب والتنسيق مع القوات العراقية، لكنه ليس مفوضا بالمشاركة في العمليات القتالية.
وتطالب فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران بانسحاب القوات الأميركية بالكامل. وأصبحت هذه الفصائل خصم الولايات المتحدة الرئيسي في العراق منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وراحت تطالب بالانسحاب بقوة أكبر منذ أن قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني العام الماضي.
وقال طالباني إنه يخشى من تداعيات سحب القوات الأميركية. وسحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق عام 2011 تاركة فجوة أمنية أمكن للمتشددين استغلالها.