داعش يتسلّل إلى صفوف الحشد الشعبي

بعقوبة (العراق) – تحدّث تقرير أميركي عن تسرّب مقاتلين من تنظيم داعش إلى صفوف اثنتين من أكبر الميليشيات الشيعية المشكّلة للحشد الشعبي، الهيكل العسكري الرّديف الذي كان تشكّل بناء على فتوى من المرجعية الشيعية العليا في العراق لقتال التنظيم المتشدّد حين غزا سنة 2014 مناطق واسعة من البلد وبات آنذاك يهدّد العاصمة بغداد بحدّ ذاتها.
ويتشكّل الحشد بشكل أساسي من عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة، لكنه ضم إلى فصائله أعدادا محدودة من السنّة والمسيحيين وغيرهم.
وقال تقرير لمجلة “فورين بوليسي”، إنّ منظمة بدر بقيادة هادي العامري استقطبت نحو ثلاثين من عناصر داعش كانوا ناشطين في بلدة جلولاء بمحافظة ديالى، وضمتهم إلى صفوفها بعد هزيمة تنظيمهم هناك، وإنّ عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي ضمت بدورها أربعين آخرين من التنظيم بينهم قادة، في ذات البلدة.
وفيما بدا الهدف من الخطوة غامضا، ذهب خبراء أمنيون إلى القول إنّ الهدف قد يكون ماليا، إذ أن من عناصر داعش من تمكّن خلال فترة سيطرة التنظيم على المناطق العراقية من جمع ثروات طائلة عبر اقتحام المنازل والمتاجر وحتى فروع البنوك، والاستيلاء على أموال، وممتلكات ثمينة.
وقال خبير أمني عراقي إنّ المرجّح أن بعض عناصر داعش عقدوا صفقات مع كبار قادة الميليشيات الشيعية لافتداء أنفسهم بالأموال التي استولوا عليها، كما وضعوا خبراتهم القتالية ومعرفتهم بالأرض في خدمة تلك الميليشيات المعنية بالتوسّع في مناطق السنّة بالعراق، لتكون بذلك استفادة ميليشيات الحشد مزدوجة.
وتتعتبر ميليشيات الحشد الشعبي قوة سيطرة ميدانية في العراق لمصلحة إيران.
وردّا على التقرير، قال عضو بأحد فصائل الحشد الشعبي إنّ ما ورد فيه هو “محاولة أميركية لاستهداف الحشد”. ونقل موقع السومرية الإخباري الثلاثاء، عن محمود الربيعي عضو حركة صادقون، الذراع السياسية لميليشيا عصائب أهل الحق قوله، إنّ “جميع القيادات العاملة في هيئة الحشد الشعبي ولديها ألوية منتظمة وماسكة لمناطق حدودية أو مناطق كانت تحت سيطرة داعش هي شخصيات عشائرية وطنية معروفة وقفت بكل قوة بوجه الإرهاب وقاتلته بكل بسالة وسعت للدفاع عن الدولة العراقية والحفاظ على السيادة ووحدة البلد ولا علاقة لها بزمر داعش الإرهابية”.