داعش وراء هجمات طالت إسرائيليين في القدس

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تؤكد أن منفذ الهجوم في محطتين للحافلات بالقدس الشهر الماضي جهادي فلسطيني من عرب 48.
الثلاثاء 2022/12/27
هجمات الذئاب المنفردة تطول إسرائيل

القدس - أفاد جهاز الاستخبارات المحلية في إسرائيل بأن شابا من عرب إسرائيل (26عاما) يُزعم أنه نفذ هجوما بالقنابل في محطتين للحافلات بالقدس في الشهر الماضي، مشيرا إلى أنه متأثر بتنظيم داعش، وذلك في خضم تصاعد المخاوف الإسرائيلية من نوايا التنظيم المتطرف لشن عمليات دموية في الداخل الإسرائيلي.
وقال جهاز الأمن العام "شاباك" اليوم الثلاثاء، بعد رفع التعتيم الإخباري، إن المهندس الميكانيكي تم اعتقاله في التاسع والعشرين من نوفمبر. وأفادت تقارير بأنه من الموالين لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.
وفي الثالث والعشرين من نوفمبر، انفجرت قنابل في تتابع سريع، بمحطتي حافلات في منطقة القدس، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.
وكشف التحقيق أن الرجل كان يتصرف بمفرده وأنه كان يخطط للجريمة منذ فترة طويلة، بحسب ما ورد في بيان جهاز الأمن العام، لكن لا يعرف إن كان الهجوم بتعليمات من قيادة التنظيم أم أنه هجوم فردي على طريقة "الذئاب المنفردة".
وكان المتهم قد صنع العبوات الناسفة في الضفة الغربية، كما اختبر الانفجارات في حفرة، ثم أخفى المواد التي استخدمها بغرض تصنيع المزيد من العبوات الناسفة هناك. كما تم العثور بحوزته على بندقية وعبوة ناسفة معدة للاستخدام.
واضاف جهاز الأمن العام إنه خطط لشن المزيد من الهجمات، فيما قررت محكمة تمديد فترة اعتقاله اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يتم توجيه اتهامات له في الأيام المقبلة.
ووقع التفجيران حينها وسط تصاعد أعمال العنف التي أودت بما لا يقل عن 150 فلسطينيا و26 إسرائيليا منذ مطلع العام في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها.
وفي وقت سابق من هذا العام، قتل 49 من سكان قطاع غزة في تصعيد استمر ثلاثة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في القطاع الفقير والمحاصر.
وقالت الأمم المتحدة إن العام الجاري 2022 من أكثر الأعوام دموية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 - 2005).
ولم يعهد عن تنظيم داعش تنفيذ هجمات داخل إسرائيل في أوج قوته، لكن تقارير تحدثت عن نواياه لاستهداف إسرائيليين، في تحول هام لعمليات الجهاديين الذين ركزوا في السابق على ساحات أخرى، فيما يرى مراقبون أن التحول يهدف إلى كسب التعاطف واستقطاب عناصر فلسطينية غاضبة من الاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت إسرائيل في مارس الماضي ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل 11 شخصا، تبنى التنظيم اثنين منها. وانضم عدد يعتبر قليلا نسبيا من الفلسطينيين والعرب في إسرائيل إلى التنظيم، قبل هزيمته في سوريا في العام 2019.
ورغم أن أغلب الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل تقف وراءها فصائل فلسطينية محلية مثل الجهاد الإسلامي أو حركة حماس، إضافة إلى فصيل جديد أطلق على نفسه "عرين الأسود"، لكن داعش دخل على خط الصراع بتنفيذ هجمات يراها مراقبون قليلة، لكنها مؤثرة.
وفي المقابل يرى محللون أن رغم تنفيذ تلك الهجمات إلا أنها ليست دليلا على تصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها قد تكون مشجعة لآخرين وتدفعهم إلى الإقدام على تنفيذ هجمات مماثلة.
لكن مؤسس شركة "جهاد أنالتكس" داميان فيري حذر من أن تنظيم الدولة الإسلامية "لا تزال لديه القدرة على ضرب إسرائيل".