داعش تدخل على خط المواجهة في اليمن

صنعاء – تمكنت قوات عسكرية يمنية مسنودة من اللجان الشعبية المحسوبة على الرئيس عبدربه منصور هادي من استعادة مدينة لحج جنوبي اليمن.
وكان تنظيم القاعدة قد سيطر، الجمعة، على مركز محافظة لحج المحاذية لعدن (العاصمة المؤقتة لليمن) وقام بقتل العشرات من جنود الأمن بطريقة وحشية.
وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن وحدات عسكرية ولجانا شعبية جنوبية انتشرت في العديد من مناطق محافظة لحج وسيطرت على مواقع عسكرية في مديرية ردفان.
وقد مثل ظهور القاعدة المفاجئ في لحج وسيطرتها على مؤسسات الدولة في عاصمة المحافظة، وفقا لمراقبين، تحديا هائلا للرئيس هادي عقب انتصاره في أول معركة وتمكنه من فرض سيطرته الكاملة على محافظة عدن.
وأثار هذا الظهور المفاجئ للقاعدة على تخوم عدن علامات استفهام كبيرة بالتزامن مع إعلان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش عن نفسه في صنعاء بشكل بالغ الدموية.
وكان تنظيم داعش قد تبنى في بيان صوتي له الهجمات الإرهابية التي طالت مساجد صنعاء وقام بتنفيذها أربعة انتحاريين إضافة إلى تمكن اللجان الأمنية التابعة للحوثيين من إلقاء القبض على مهاجم خامس قبيل تنفيذ عملية مشابهة في جامع “الهادي” بمدينة صعدة والذي يعد أهم مساجد المذهب الزيدي و يضم ضريح مؤسس الدولة الزيدية في اليمن.
وفي سياق التصعيد العسكري على الأرض، تواترت الأنباء عن مخططات لاقتحام محافظات الجنوب من قبل الحوثيين.
وأكدت مصادر خاصة لـ”العرب” من جنوب اليمن أن الرئيس هادي أحكم سيطرته على قاعدة العند الجوية والتي تضم عددا من الطائرات الحربية في الوقت الذي يستمر فيه تحليق الطائرات الحربية القادمة من صنعاء على عدد من مدن الجنوب. وقالت المصادر إن الرئيس هادي قد يضطر لاستخدام الطائرات الحربية التي باتت في حوزته لخلق حالة من التوازن الذي قد يحيّد الطيران الحربي في الصراع العسكري المرتقب.
ومن ناحية أخرى شهدت مدينة تعزّ مظاهرات حاشدة خرجت للتنديد بدخول طلائع القوات الحوثية إلى المدينة.
وأكدت المصادر أن المدينة تشهد حالة توتر شديدة إثر إطلاق الحوثيين النار على المتظاهرين الذين اعتصموا أمام معسكر قوات الأمن الخاصة الذي اتخذت منه التعزيزات الحوثية التي دخلت المدينة مقرا لها.
وكانت اللجنة الأمنية في تعز قد أصدرت بيانا أكدت فيه رفضها دخول أيّ تعزيزات عسكرية إلى المحافظة معتبرة أن ذلك قد يحوّل المحافظة إلى ساحة للصراعات وتصفية للحسابات الضيقة.
وقالت اللجنة الأمنية في بيانها إن “أيّ تعزيزات عسكرية ستصل إلي المحافظة من أيّ جهة قد يقابله تصرف مماثل من الجهة الأخرى وهو ما سيجعل المحافظة ساحة للاقتتال وتصفية الحسابات والزج بها في أتون فوضى لن تخدم أحد”.
وفي ذات السياق كشف صحفي مقرب من وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي عن وجود الصبيحي في مدينة تعز في مؤشر على صراع محتمل بين هادي والحوثيين للسيطرة على المدينة التي تكتسب أهمية خاصة كونها همزة الوصل السياسية والجغرافية بين شمال اليمن وجنوبه.
وفي هذه الأثناء تستمر المواجهات العنيفة على الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء إثر محاولة الحوثيين اقتحام محافظة مأرب من جنوبها في محاولة لإحداث نصر عسكري قد يهيئ لإسقاط المحافظة الإستراتيجية التي تمد محافظات اليمن باحتياجاتها من الوقود والطاقة.
وتأتي التحركات الحوثية الأخيرة والتي تهدف وفقا لمراقبين لإحكام السيطرة على آخر محافظتين شماليتين خارج سيطرتها (تعز ومأرب) في ظل تسارع وتيرة سيطرة اللجان الشعبية والجيش في الجنوب على مقرات ومواقع الجيش والأمن الذي ينظر إليه على أنه موال للحوثيين والرئيس السابق.