دار المحيط تنطلق بثلاثة كتب وجودية

أدب اليوميات والفلسفة وتاريخ القهوة العربية أول إنتاجات دار المحيط للنشر في الفجيرة.
الاثنين 2021/05/10
القراءة سفر إلى عوالم مختلفة (لوحة: إبراهيم بريمو)

أبوظبي - صدرت عن دار المحيط التي انطلقت في الثالث عشر من أبريل الماضي ثلاثة كتب: الكتاب الأول للكاتب الإماراتي فوّاز بن ضيف الله بعنوان "سوشي بنكهة الزَّعفران"، وهو عبارة عن يوميّات إماراتي في اليابان، جاء في 180 صفحة من القطع المتوسّط، ويحتوي على خمسين فصلا صغيرا.

 وعاش المؤلّف سبعة أعوام حافلة بالتجربة والعلم والحياة، تخلّلتها بعض الحكايات الطريفة التي يجمعها هذا الكتاب الممتع الشائق، إضافة إلى حصوله على شهادتي الماجستير والدكتوراه في القانون الجنائي من جامعة فوكوما بين 2008 و2014.

ويقول الكاتب متحدّثا عن تجربته "من إعلان صغير في زاوية جريدة 'الاتحاد' ولدت هذه المغامرة العلميّة الإنسانية في بلاد 'الساكورا'، وتكلّلت بالنجاح. قد كانت تجرية ملهمة في حياتي، لذلك أحببت أن أشارك لحظتها مع القارئ الكريم، بحلوها ومرّها وشدائدها ولحظاتها الطريفة.. والحقّ أنّ مَنْ يمرّ باليابان لا يعود كما كان قبلها.. لقد تأثّرت كثيرا بهذا الشعب، وأثريت تجربتي، وحقّقت طموحي العلمي".

من يمر باليابان لا يعود كما كان قبلها
من يمر باليابان لا يعود كما كان قبلها

ويقع الكتاب الثاني "متعة الفلسفة" للدكتور المغربي عزيز الحدادي، في نحو مئتي صفحة من القطع المتوسّط، ويتضمّن ثلاثة عشر فصلا، طارحا أسئلة تميط اللثام عن حقيقة اللذة ومتعة الفلسفة بأسلوب مشوّق.

ويركّز الكتاب على موضوع المتعة العقلية التي تثيرها الفلسفة وانجذابها إلى عالم غامض، طارحا السؤال الجوهري: هل بإمكان الأبديّة أن تتحكّم بجدلية الاختفاء والعود الأبدي أم إنّها حطّمت كلّ جسر قديم مضى عهده؟

يسرد المؤلّف ثورات الفلاسفة الذين سعوا إلى الجمع بين متعة الفلسفة ومتعة العقل، كما يؤكّد في الغرض من تأليفه هذا الكتاب "لم تكن نيّتنا أن نتوجّه بكلّ براءة إلى المتعة بنداء مفعم بالأمل، لكي لا تتركنا في هذه العزلة المطلقة، ونناشدها أن تخفّف عنّا أحزاننا، وتبعث في أرواحنا بصيصا من الأمل".

أمّا الكتاب الثالث فهو للكاتب والصحافي اللبناني محمد غبريس بعنوان "تاريخ القهوة العربية"، يقع في 160 صفحة من القطع المتوسّط، يحتوي على سبعة وعشرين فصلا صغيرا، يسرد فيه المؤلّف اكتشاف القهوة وتقاليدها في الإمارات، وأشهر الدلال، وتحولاتها بين الشعوب.

كما يثير المؤلّف سرّ تعلّق الناس بالقهوة وتحوّلها إلى طقس من أكثر الطقوس انتشارا في العالم.

ويقول محمد غبريس مؤلّف الكتاب "إنّها رفيقة المبدعين التي لا تفارق لحظات تجليهم وومضات فكرهم، وهي الساهرة على كتاباتهم ونزف أقلامهم، والشاهدة على كلّ حرف عانقوه، وكلّ حرف حولوه".

كما يستشهد المؤلّف بقول الكاتبة الأميركية جيرترود شتاين "القهوة تمنحك المكان لا بمعناه الجغرافي بل مكانا وجوديا في داخلك. القهوة تعطيك الوقت، لا بمعنى الدقائق والساعات بل بمعنى الفرصة".

يقول الشاعر الراحل محمود درويش:

أُريدُ رائحةَ القهوة. أريدُ خمسَ دقائق. أُريدُ هدنةً لمدّة خمسِ دقائقَ من أجلِ القهوة. لم يعدْ لي من مطلبٍ شخصيّ غير إعدادِ فنجانِ القهوة. بهذا الهوَس حدّدت مهمّتي وهدفي. توثّبتْ حواسي كلُّها في نداءٍ واحدٍ، واشرأبّت عطشى نحو غايةٍ واحدةٍ: القهوة.