دار الشعر بمراكش تستقصي "الشعر والآخر" برؤى ثلاثة شعراء

الدرس الافتتاحي للموسم السادس عبور جديد لبرمجة الدار وانفتاح على أسئلة وجغرافيات شعرية.
الأربعاء 2022/09/14
محمد الأشعري يناقش تجربته

مراكش (المغرب) - تقدم دار الشعر بمراكش الأربعاء الرابع عشر من سبتمبر درسها الافتتاحي بعنوان “الشعر والآخر”، الذي ترافقه أمسية شعرية وشهادات وتجارب للشاعرين أحساين بنزبير وجميلة أبيطار.

وأوردت الدار في بيان أن مفهوم “الآخر” ظل محددا أساسيا لتمثل الهوية، غير أنه يؤشر، ضمن سياق ما نقترحه هنا، على خلفيات محددة تمثل نصوصا وجغرافيات شعرية ومرجعيات وهويات فاعلة في الشعر، وأيضا محددة لكل تجربة شعرية على حدة، غير أن حدود هذه الغيرية وأنساقها بدأت تلتبس وأمست بلا حدود.

وسعيا من دار الشعر بمراكش، وضمن سياق ما تطرحه من أسئلة وقضايا تهم الخطاب الشعري، إلى مواصلة هذه السلسلة من استقصائها ومقارباتها في افتتاح الموسم الجديد (السادس 2022 – 2023)، بعد دخول ثقافي مبكر، من خلال فقرة الأبواب المفتوحة والتي اختتمت السبت العاشر من سبتمبر بتنظيم الصالون الشعري الثالث.

وتفتح دار الشعر بمراكش درسها الافتتاحي الجديد، من خلال مشاركة نوعية للشاعر والروائي محمد الأشعري، والشاعر والمترجم أحساين بنزبير والشاعرة جميلة أبيطار (يقيمان في فرنسا) في نظرة على جانب من جوانب الشعرية المغربية المعاصرة.

والدرس الافتتاحي يقدمه الشاعر والروائي محمد الأشعري، والذي قدر لديوانه “صهيل الخيل الجريحة” (الصادر سنة 1978) أن يؤرخ لأثره، شاعرا سبعينيا، ضمن مسار إبداعي كان فيه الشعر أبلغ ارتباطا، وقدرة على الانتصار للاختلاف ومقاومة السطحية.

وظلت مسيرة الأشعري الشعرية تتجه إلى هذا الأفق، في انشغال عميق باللغة الشعرية، والذهاب عميقا إلى استعارة الأشياء وكينونتها في الوجود واللانهائي، كرسها عبر دواوين كثيرة متعاقبة نذكر منها “عينان بسعة الحلم” (1982)، “سيرة المطر” (1988)، “سرير لعزلة السنبلة” (1998)، “قصائد نائية” (2006)، “يباب لا يقتل أحداً” (2011)، “جمرة قرب عش الكلمات” (2017) وغيرها من رواياته التي صبغت على مسار كتاباته ميسما أدبيا، ونفسا شعريا ظل يأتي، ذهابا وإيابا، بين مسارات الشعر والنثر.

ويقدم الأشعري مداخلة حول موضوع الغيرية، من خلال تجربته الشعرية والإبداعية، وكيف تمثلت هذا الحضور ضمن سياق ما تطرحه من أسئلة، على الشاعر وعلى نصوصه. ولعل تجربة الأشعري، في سياق ما عرفته من تحول لافت منذ سبعينات القرن الماضي، يغذي هذا الأفق في تحرر النص الإبداعي الشعري على التطويع وعلى بقائه ضمن نسق محدد.

وكما جاء في بيان الدار فإن الهالة التي يتحرك ضمنها مفهوم “الغيرية” يجعلها منطقة مفتوحة على اللامتوقع. وضمن هذا المسار من الأسئلة، يحاول الأشعري رصد مفهوم “الآخر”، ضمن مسيرته الإبداعية.

وعن مفهوم الآخر، في الإبداع الشعري وفي مسيرة الشاعر، يخلص الدرس الافتتاحي للموسم الجديد لدار الشعر بمراكش، في محاولة حثيثة إلى استقصاء أهم الأسئلة والقضايا، التي تمس راهن الشعر والإبداع العربي وأيضا الخوض في تفاصيل هذه الغيرية، ضمن ما تطرحه من تمايز تتجسد فعليا في هذه العلاقة، بين الشاعر و”الآخر”.

واختارت دار الشعر بمراكش أن تقدم تجربتين شعريتين ضمن فقرة شهادات، الشاعر والمترجم والفنان التشكيلي أحساين بنزبير، والذي ينتمي إلى “الحساسية الجديدة” في الشعر المغربي، وهو حاصل على  دبلوم مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، تسعينات القرن الماضي، ليلتحق بعدها بمدرسة الفنون العليا بمدينة إيكس – إن- بروفانس في جنوب فرنسا. وقد صدرت لبنزبير، المجاز في علوم التربية سنة 2000 بمدينة أفينيون في جنوب فرنسا، ثلاثة دواوين شعرية هي “بالصدفة، نثر الفصول”، “أسمدة تليها حالات”، “كما لو في فقاعة”.

أما الشاعرة جميلة أبيطار والتي صدرت لها باللغة الفرنسية، خمسة دواوين شعرية في كل من فرنسا وبلجيكا، فهي من مواليد مراكش وجذور تنتمي إلى قبلية آيت حدو جنوب المغرب. شاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات الشعرية، في أوروبا والمغرب، كما استطاعت أن تبدع بلغة موليير نصوصا تكشف من خلالها حالة المابين، التي تعيشها الذات حيث تصبح الأنا آخر.

فكيف يمكن تمثل مفهوم الآخر، من خلال تجربتين تعيشان في نفس الفضاء الثقافي في المهجر؟ حيث اختار أحدهما لسانه العربي للتعبير عن تجربته الشعرية، إبداعا وترجمة، بينما ظلت الشاعرة، جميلة أبيطار، مقيمة في اللغة الفرنسية.

واعتبر بيان المنظمين أن الدرس الافتتاحي، للموسم السادس لدار الشعر بمراكش وهو يتأمل إشكالية “الشعر والآخر” من خلال مداخلات الشعراء، عبور جديد لبرمجة الدار وانفتاح على أسئلة وجغرافيات شعرية.

مضيفا أنه خطوة جديدة لدار الشعر بمراكش، والتي ترسخ عمق التعاون الثقافي المشترك، بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة دولة الإمارات العربية المتحدة.

12