خيارات واشنطن في فنزويلا تتراجع أمام صمود مادورو

مراقبون يرون أن الجيش يبقى الداعم الرئيسي لمادورو حيث أن واشنطن فوجئت بمستوى الانشقاق المحدود جدا بعد الاعتراف الدبلوماسي بخوان غوايدو.
الجمعة 2019/05/03
معظم الخبراء لا يأخذون على محمل الجدّ تهديدات إدارة ترامب لمادورو

واشنطن - بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لوّحت واشنطن بالتدخل عسكريا في هذا البلد، لكن خيارات واشنطن تتقلص حيال وضع قد يبقى على حاله مع صمود الرئيس مادورو في وجه الاحتجاجات.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء أن الرئيس دونالد ترامب كان مستعدا إذا اقتضى الأمر للتدخل عسكريا في فنزويلا، حيث وقعت صدامات جديدة بعد الانقلاب الذي نفذته الثلاثاء مجموعة من الجنود انضموا إلى المعارض خوان غوايدو الذي اعترفت به حوالي خمسين دولة رئيسا انتقاليا منها الولايات المتحدة.

وقال بومبيو “التدخل العسكري ممكن. إذا دعت الحاجة، هذا ما ستفعله الولايات المتحدة”، مضيفا “كنّا نفضل عملية انتقالية سلمية مع رحيل مادورو وتنظيم انتخابات جديدة، لكن الرئيس ترامب أبلغ بوضوح أنه في وقت من الأوقات يجب اتخاذ قرارات”.

وألغى وزير الدفاع باتريك شاناهان الأربعاء في اللحظة الأخيرة زيارة مقررة لأوروبا بسبب التطورات في فنزويلا. لكن بالنسبة إلى مايكل شيفتر رئيس مركز الحوار بين الأميركيين، الذي يدافع عن الديمقراطية في أميركا اللاتينية، تذكر التطورات الأخيرة بمحاولة غوايدو الفاشلة لإدخال المساعدة الدولية إلى فنزويلا في فبراير الماضي.

وأضاف شيفتر “من الواضح أن قوى المعارضة قللت من شأن قدرة مادورو على البقاء في السلطة ومقاومة ضغط الشارع”، معتبرة أن تهديدات ترامب باستخدام القوة “غير فعّالة وغالبا ما تأتي بنتائج عكسية”.

وتشنّ الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر هجوما لزيادة الضغط على نيكولاس مادورو من خلال توجيه تحذيرات لآخر داعمي الرئيس الفنزويلي الاشتراكي وحث المسؤولين في كاراكاس على الانشقاق.

وفرضت واشنطن عقوبات مالية شديدة على نظام مادورو، خصوصا الحظر على النفط الفنزويلي الذي تستورده أساسا الولايات المتحدة. ويرى تيد غالن

كاربنتر من مركز كاتو انستيتيوت المحافظ للأبحاث أن الجيش يبقى الداعم الرئيسي لمادورو، حيث فوجئت واشنطن بمستوى الانشقاق المحدود جدا بعد الاعتراف الدبلوماسي بخوان غوايدو.

وقال الخبير إن إدارة ترامب “تجد أعذارا لتبرير بقاء مادورو في الحكم، خصوصا من خلال تضخيم دور روسيا والصين”.

ودعا بومبيو وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ليقول له إن موسكو “تزعزع الاستقرار” في فنزويلا وطلب مجددا من روسيا وقف دعمها لمادورو. لكن الوزير الروسي أجاب منددا بـ“النفوذ المدمر” للولايات المتحدة في فنزويلا و“تدخل واشنطن في شؤون فنزويلا”.

ودعا نواب جمهوريون دونالد ترامب إلى استعراض قوة الولايات المتحدة العسكرية لدفع نيكولاس مادورو إلى التنحي.

وحث سيناتور ولاية فلوريدا ريك سكوت حيث تقيم جالية فنزويلية كبيرة، الرئيس على الاستعانة بالجيش لنقل المساعدات الدولية التي يرفض الرئيس مادورو إدخالها إلى البلاد.

واقترح النائب الجمهوري من إنديانا جيم بانكس انتشارا بحريا وبريا في محيط فنزويلا “ليس للاستفزاز بعنف، بل للتحذير بحزم بأن التدخلات الأجنبية في قارتنا غير مقبولة”. لكن إيفان بريكسو مدير برنامج أميركا اللاتينية في مجموعة الأزمات الدولية يعتبر أن معظم الخبراء لا يأخذون على محمل الجدّ تهديدات إدارة ترامب بتنفيذ عمليات عسكرية ضد بلد لا يعتبر الأميركيون أنه يطرح تهديدا على أمنهم.

وقال “يمكنهم تكرار أن الخيار العسكري على الطاولة لكن بما أنه لم يستخدم بعد وأن لا شيء يدل على أنه سيحل المشاكل، أعتقد أن حكومة مادورو يمكنها أن تعتبره خدعة”.

ورغم دعوات غوايدو للجيش إلى تقديم الدعم له، فلا تزال قيادة القوات المسلحة حتى الآن على ولائها لمادورو، الذي تولّى السلطة منذ وفاة الرئيس الراحل هوغو تشافيز، في 2013.

5