خميس الخنجر يعود إلى بغداد في هيئة "المنقذ"

سنّة العراق يعيشون أزمة تمثيل سياسي لهم في العملية السياسية الجارية منذ 15 عاما، نظرا لضعف أداء الشخصيات التي تدّعي تمثيلهم ورضاها بلعب دور ثانوي تجميلي في الغالب لحكم الأحزاب الشيعية.
السبت 2018/05/26
خميس "المنقذ"

بغداد - يعمل رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر على تقديم نفسه “رقما صعبا” في المعادلة السياسية الناتجة عن انتخابات الثاني عشر من مايو الجاري، طامحا لسدّ الفراغ في تمثيل سنّة العراق في ظلّ أزمة الثقة الحادّة بين جمهور هذه الطائفة ومختلف الشخصيات التي مثّلته في العملية السياسية، لكنّها لم تقدّم له شيئا يذكر من المكاسب لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا.

وحاول الخنجر أن يضفي على عودته إلى العاصمة العراقية ليستقرّ بها، وحيث شارك في حوارات وتفاهمات الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة القادمة، طابع الحدث، قائلا إنّه لم يأت إلى بغداد بعد هذا الغياب الطويل من أجل المناصب وإنما لإطلاق مبادرة وطنية شاملة للحوار، مشيرا إلى أن ما يهم “المشروع العربي” الذي يقوده من التحالفات هو برامج الكتل.

ولم يحصل التحالف الانتخابي الذي رعاه الخنجر تحت مسمّى “تحالف القرار” وتزعمه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، سوى على 13 مقعدا في البرلمان الجديد، ومع ذلك يمكن أن تكون تلك المقاعد مفيدة في تكملة النصاب في أي تحالفات بين قوائم كبيرة لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر القادرة على ترشيح رئيس للوزراء.

وعلى هذا الأساس سيفاوض الخنجر على مكتسبات لتحالفه، وله شخصيا، حيث لم تستبعد مصادر عراقية طموحه لتولي منصب رئيس الجمهورية، في إطار عملية تبادلية جرى الحديث عنها مؤخرا وتقضي بإسناد رئاسة البرلمان للأكراد ورئاسة الجمهورية للعرب السنّة.

ولا يسلم خميس الخنجر من انتقادات من داخل الأوساط السنية ذاتها، لجهة كونه “عديم الخلفية السياسية ويحاول فقط التعويل على ثروته الهائلة وعلى دعم إقليمي له، وتحديدا من قبل قطر وتركيا، بينما هو بعيد أصلا عن مشاغل سنّة العراق ومعاناتهم ولا يمتلك برامج حقيقية لتغيير واقعهم”، وفق ما ورد على لسان نائب سنّي عراقي سابق طلب عدم الكشف عن هويته.

ويلفت ذات النائب السابق إلى “أنّ أبرز نقاط ضعف ‘مشروع” الخنجر استعانته بوجوه استهلكتها العملية السياسية، وخصمت مشاركتها في الحكم والعمل تحت قيادة الأحزاب الشيعية الموالية لإيران طيلة الـ15 سنة الماضية من رصيدها الجماهيري بشكل كبير”.

ويضيف “مهما رفع الخنجر من شعارات عروبة العراق والدفاع عن السنّة فلن يستطيع الخروج عن ذلك السياق الذي عملت ضمنه باقي القيادات السنية العراقية منذ ما بعد الغزو والاحتلال الأميركي. وهو في مفاوضاته الحالية بشأن تشكيل الحكومة لن يفعل شيئا آخر سوى عرض مقاعد تحالفه الـ13 على إحدى الكتل الشيعية الكبيرة لتكمّل نصابها”.

وحرص الخنجر على تسويق صورة “المنقذ” خلال عوته إلى بغداد قائلا في مؤتمر صحافي “جئت إلى بغداد بعد هذا الغياب لا لمنصب أو مصلحة وإنما جئت لإطلاق مبادرة وطنية شاملة للحوار والتعايش بين كل مكونات الشعب”.

وأضاف “نحن جئنا لنقدم أنموذجا مختلفا عن التجارب الماضية في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بعيدا عن المحاصصة الطائفية، وبعيدا عن التدخلات الخارجية”، مؤكدا “لنا أمل كبير في شركائنا بالوطن للمضي سريعا بتشكيل هذه الحكومة”.

وأشار إلى أن “الشعب اليوم بحاجة ماسة إلى تشكيل هذه الحكومة”، لافتا إلى أن “النازحين والمناطق المنكوبة إحدى أهم مهام تحالف القرار”.

وأضاف “جئنا وأيدينا ممدودة إلى كل شركائنا في الوطن للذهاب إلى المستقبل من أجل بناء مستقبل واعد لكل أبناء الوطن”.

وعلّق صحافي عراقي على تصريحات الخنجر بأنّها لم تتجاوز العناوين العامة والشعارات المرفوعة من قبل جميع السياسيين العراقيين بلا استثناء بشأن الحوار وتجاوز الطائفية وبناء المستقبل، دون برامج واضحة لتحقيق ذلك.

3