خمول اقتصاد الصين يبطئ نمو الطلب العالمي على النفط

باريس- خفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط الصادر الخميس توقعاتها لنمو الطلب في 2024 بواقع 70 ألف برميل يوميا أو نحو 7.2 في المئة إلى 900 ألف برميل يوميا. وأرجعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها خفض التوقعات إلى تأثير ضعف الاستهلاك الصيني.
وتتوقع حاليا نمو الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنحو 180 ألف برميل يوميا فقط في 2024، إذ يتزامن تباطؤ في الاقتصاد الكلي مع زيادة استخدام السيارات الكهربائية.
وتعد الصين من أكبر مستهلكي ومستوردي النفط في العالم، لكن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يعاني وسط ضعف الإنفاق الاستهلاكي وأزمة قطاع العقارات وارتفاع معدلات البطالة.
زيادة المعروض العالمي من النفط مدفوعة بارتفاع الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك
وقالت الوكالة “مع تراجع زخم نمو الطلب على النفط في الصين، وزيادات متواضعة أو انخفاضات في معظم البلدان الأخرى، تعزز الاتجاهات الحالية توقعاتنا بأن الطلب العالمي سيبلغ ذروته بحلول نهاية العقد الحالي”.
وسجل الطلب العالمي على النفط في النصف الأول من هذا العام أبطأ وتيرة نمو له منذ العام 2020 بسبب ضعف الاقتصاد في الصين، ما دفع بالوكالة إلى خفض توقعاتها للعام بأكمله.
وارتفع الطلب بمقدار 800 ألف برميل يوميا في الأشهر الستة الأولى من 2024 مقارنة بنحو 2.3 مليون برميل في نفس الفترة العام الماضي.
وتتباين التوقعات حول نمو الطلب على النفط في 2024 بسبب اختلاف التقديرات حول الصين ووتيرة انتقال العالم إلى وقود أنظف.
وخفّضت منظمة البلدان المُصَدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لعام 2024 هذا الأسبوع، وذلك رغم أن تقديراتها تظل أعلى بكثير من وكالة الطاقة الدولية.
وتتوقع أوبك نمو الطلب على النفط بنحو 2.03 مليون برميل يوميا في عام 2024 و1.74 مليون برميل يوميا في 2025، لكن الخفض المتتابع لتوقعاتها يؤكد أيضا على التحديات التي تواجهها مجموعة المنتجين في تحقيق التوازن في السوق.
وأبقت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في 2025 دون تغيير عند نحو 950 ألف برميل يوميا، لكنها أشارت إلى أن سوق النفط العالمية قد تتأثر بفائض في المعروض العام المقبل إذا مضت أوبك+ في خطتها للتراجع التدريجي عن تخفيضات الإنتاج الطوعية.
وتقول إن زيادة المعروض العالمي من النفط مدفوعة بارتفاع الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك.
وتتوقع نمو المعروض من خارج المجموعة بنحو 1.5 مليون برميل يوميا لهذا العام والعام المقبل، مع زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وجيانا وكندا والبرازيل.
ودفع انخفاض الأسعار الأعضاء الرئيسيين في أوبك+ ومن بينهم السعودية وروسيا، إلى تأجيل خطة مقررة لزيادة العرض وتمديد تخفيضات الإمدادات الطوعية حتى نهاية نوفمبر المقبل.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة إن التأخير يمنح التحالف “بعض الوقت لتقييم آفاق الطلب للعام المقبل”، بالإضافة إلى تأثير اضطرابات الإنتاج في ليبيا.
ولكن مع ارتفاع العرض من الدول خارج أوبك+ بشكل أسرع من الطلب الإجمالي، فإن المجموعة “قد تتطلع إلى فائض كبير، حتى لو ظلت القيود الإضافية مطبقة”.