خليط فريد من الوسطاء لإنجاح صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل

عملية تبادل الأسرى "ستتمّ على مراحل، بمعدّل 10 أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل 30 أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن تبقّى في اليوم الأخير".
الأربعاء 2023/11/22
"نحن قريبون جدا"

غزة – وضعت أطراف عربية وإقليمية جانبا خطابها السياسي والإعلامي المندد بإسرائيل، وعملت على تسجيل دورها الرئيسي في المسعى الأميركي الهادف إلى إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس مقابل هدنة مؤقتة في غزة وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.

وأعلنت قطر على لسان ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنه “لا يمكننا حاليا التصريح حول أيّ تطورات إلى حين الانتهاء من هذا الاتفاق والوصول إلى إعلانه بشكل رسمي”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، إن “وزير خارجيتنا وسفيرنا ينسق مع الجانب القطري في هذا الموضوع. المشاورات لا زالت متواصلة ونتوقع أن نصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى في أقرب وقت”.

وبدا خلال الساعات الماضية أنه تم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مقابل هدنة مؤقتة في قطاع غزة، وقد يعلن عنه خلال الساعات القادمة إذا لم تظهر عراقيل مفاجئة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ظهر الثلاثاء “إننا نحرز تقدما. آمل أن تكون هناك أخبار سارة قريبا”.

وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه قال لجنود احتياط “نحقق تقدما. لا أعتقد أنه يستحق أن نصفه بأنه كبير جدا، ليس بعد، لكنني آمل أن تكون هناك أخبار جيدة قريبا”.

وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن “نحن قريبون جدا” من اتفاق حول الرهائن، مكررا “نحن قريبون جدا، وسنتمكن من إعادة البعض من هؤلاء الرهائن إلى عائلاتهم قريبا جدا”.

الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 و100 رهينة لدى حماس و300 أسير من الأطفال والنساء لدى إسرائيل

وأضاف “لا أريد الخوض في التفاصيل لأنه لا يحصل شيء إلا حين يحصل فعليا”، مضيفا أن “الأمور تبدو جيدة راهنا”.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قال فجر الثلاثاء إنّ “الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل إلى اتفاق الهدنة”.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق “الآن الأمر منوط بالأشقاء في قطر وهم الذين سيعلنون عن اتفاق الهدنة مع إسرائيل وتفاصيله”.

وتشارك مصر بدورها في جهود الوساطة المتعددة. وأكدت تقارير إعلامية محلية في القاهرة الأحد أن مباحثات مصرية – أميركية جرت للتوصل إلى هدنة والإفراج عن عدد من الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.

وقال مصدران مطّلعان على مفاوضات الاتّفاق لوكالة فرانس برس “تتضمّن الصفقة هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيتم وقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط”.

عع

وأضاف المصدران أنّ “الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين خمسين ومئة” رهينة محتجزين في قطاع غزة “لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحاملي الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء” الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وأوضحا أنّ الإفراج عن هؤلاء “سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير” من الهدنة.

ويتضمّن الاتفاق “إدخال ما بين 100 و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال”، وفق المصدرين اللذين أكدا أنّ “احتمالات التغيير في البنود تبقى قائمة”.

وأكدت حماس أنها مستعدة لإطلاق سراح المدنيين لعدم حاجتها إليهم، مقابل إطلاق معتقلين في السجون الإسرائيلية بينهم المئات من الأطفال والنساء، وربطت التنفيذ بتهدئة أو وقف لإطلاق النار لا تزال إسرائيل ترفضه.

وبعد مهاجمة مجمع الشفاء من قبل الجيش الإسرائيلي تبنت حماس موقفا أكثر تشددا، وأعلنت وقف المفاوضات حول الإفراج عن الأسرى ردا على المراوغات التي تتبناها حكومة نتنياهو ورغبتها في الخروج وحدها رابحة من الصفقة، وردّا أيضا على رسالة الرئيس الأميركي جو بايدن التي لمّح فيها إلى أن خروج هؤلاء سيتم بطرق مختلفة.

واحتجزت حماس نحو 240 شخصا في هجوم مباغت على قواعد عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة خلال السابع من أكتوبر الماضي، من بينهم جنود وضباط إسرائيليون بالإضافة إلى مدنيين.

1