خلاف مصري حول أغنية كارول جي: تروج للبلد أم تشوهه

تباينت ردود الفعل المصرية حول أغنية “القاهرة” للفنانة الكولومبية كارول جي، بين من اعتبرها دعاية جميلة تروج للسياحة، وبين من اعتبر تصوير الأماكن العشوائية يسيء لحضارة بلد عريق مثل مصر.
القاهرة - تتصدر أغنية “القاهرة” للفنانة الكولومبية كارول جي الترند العالمي منذ الأحد، تاريخ إطلاقها على يوتيوب تزامنا مع توجه أنظار العالم إلى مصر التي تستضيف مؤتمر المناخ “كوب 27” في شرم الشيخ.
وحصدت الأغنية أكثر من 13 مليون مشاهدة على يوتيوب والآلاف من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي من المصريين بين مرحب ومستاء.
وتم تصوير الأغنية وسط مجموعة من أبرز المعالم السياحية والأثرية في مصر من بينها الأهرامات وجامع السلطان حسن والقلعة، لكنها صورت أيضا بعض العشوائيات في القاهرة التي تسعى القاهرة إلى إخفائها واستبدالها.
ولم يرق نجاح الأغنية للكثيرين من بينهم إعلاميون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذهب البعض إلى القول إن الأغنية تسيء لتاريخ مصر وتشوه صورتها الحضارية بإبراز معالم العشوائيات والمناطق الفقيرة المهمشة التي يجري العمل على تطويرها، وتجاهل القائمين على الأغنية أن هناك الكثير من المناطق الأخرى في مصر شهدت نهضة عمرانية كبيرة، منظمة وبها أحدث المباني وأجملها، فلماذا لم يتم تقديمها للمشاهد كدليل على ما وصلت إليه مصر من تطور وعمران؟
وطالب غاضبون بملاحقة كل من صرح للمطربة الكولومبية وفريقها بالتصوير في مصر، وفرض رقابة على المواد الأجنبية المصورة داخل البلاد وتوجيه أصحابها إلى التصوير في الأماكن التي تعكس وجه مصر الحضاري الجديد.
وقال الإعلامي لؤي الخطيب في قناة “أون.تي.في”، في سلسلة تغريدات إنه ليس سعيدا أبدا بأغنية كارول التي تم تصويرها في القاهرة والجيزة، واعتبر أن تصوير الفيديو كليب في مصر ليس مهمّا في حد ذاته، بل إن المهم هو شكل الصورة التي يتم تقديمها.وقارن الخطيب بين أغنية القاهرة وديسباسيتو الشهيرة، قائلا إنها أفادت جزيرة بورتوريكو لأن الصورة التي ظهرت بها جميلة، إنما كليب كارول جي هو مجرد استمرار لتقديم نفس الصورة النمطية، دولة لها تاريخ عظيم وأهلها يعيشون في العشوائيات والقمامة، على حد وصفه.
واعتبر أن الأمر برمته مؤامرة على مصر قائلا:
اتفرج كده على الصور دي من الكليب، وقول لي فين الشيء الجذاب اللي يخلي أي سائح يتفرج ويقول أنا عايز (أريد) أزور المكان ده؟
طيب دي مؤامرة؟ مفيش دليل على كده، بس الكليب لازم يبقى لمبة حمرا لينا كلنا دولة وشعب إن الصورة النمطية اللي استمرت عشرات السنين لسه موجودة رغم إن في تغيير حقيقي على الأرض، وده ممكن تشوفه في مناطق في قلب القاهرة “ميدان التحرير، زهور مايو، روضة السيدة، أبراج ماسبيرو، سور مجرى العيون”.
وانتقد الإعلامي رامي رضوان في برنامجه على قناة “دي.إم.سي” تصوير الأغنية وقال إنه يختلف مع الناس الذين أعجبوا بها، إذ أن كلمات الأغنية ليست لها علاقة بمصر وتتضمن كلمات غريبة عن الثقافة المصرية لكن هذا شأن يخصهم، إنما المهم لديه هو تصوير الأغنية وهو أمر لم يعجبه لأنه يتضمن تصوير أماكن عشوائية كما تظهر المغنية في حافلة قديمة جدا تتنقل فيها بشوارع القاهرة، إضافة إلى وجود الجمال غير المبرر بالنسبة إليه في الفيديو.
وعلى طريقة رضوان انتقد مغردون كلمات الأغنية الفضة التي تتحدث عن الكحول والعصابات والعلاقات الحميمة، والتي اعتبرها كثيرون لا تناسب الثقافة المصرية خاصة وأن الأغنية تحمل اسم القاهرة.
وعلقت ناشطة:
Safaa Safaa
الكليب فيه حاجات مش كويسة (جيدة) من جهة المناظر المعروضة للمناطق العشوائية كمان كلمات الأغنية لا تناسب ديننا أو ثقافتنا ورأيك فى إظهار مصر بصورة جيدة المفروض يبدأ من القائمين على الأعمال الفنية في مصر يظهروا جمال البلد لا أن تبقى الأفلام كلها في المناطق الشعبية وتبقى عبارة عن بلطجة وعرى مالوش داعي.
وكتب آخر على تويتر:
وأعربت المطربة الكولومبية عن سعادتها الكبيرة بتقديمها هذه الأغنية في مصر، حيث قالت عبر صفحتها الرسمية بموقع إنستغرام “مصر واحدة من أفضل 5 أماكن في العالم التي حلمت بزيارتها”. وأضافت “كان لدي طموح لرؤية هذا البلد، وأن أتجول في شوارعه ومعالمه مثل الأهرامات وأبوالهول، لتحقيق مقطع فيديو كان دائما في قلبي وعقلي”. وتابعت “لحظة وصولي إلى هذا المكان كانت لحظة مهيبة، ورأيت أنه وبعد صعوبة تحقق حلمي، أصبح حقيقة بالفعل، وسأحتفظ به كأحد أفضل المشاريع في حياتي”.
وتعد جي من أشهر 5 مغنين “ريجاتون” وهو لون من ألوان الموسيقى.
وعلى الجهة المقابلة، احتفل الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بظهور كارول في الفيديو وهي سعيدة في مصر ومعالمها السياحية، واعتبروه دعاية للسياحة المصرية بشكل كبير.
وقال أحدهم:
ورأى مغرد أن الأمر يحمل جوانب إيجابية لا يراها المنتقدون والمنزعجون من الأغنية فكتب:
بالعكس هى جايبة صورة جميلة واقعية هي مش بتعمل دعاية سياحة هي جابت صور واقع حقيقية للشعب والناس.
ومش وحشة (سيئة) إنت بس اللي مش واثق فى نفسك أو عايز وش القفص بس (فقط) اللي يبان
المرة الجاية نقولها تصور الكومباوندز عشان العالم يعرف أن مصر فيها طبقة غنية.
وأبدى آخرون وجهة نظر باستغلال الأغنية لإظهار الجوانب الإيجابية في مصر، بالتعليق على الحسابات الاجتماعية التي تعرض الفيديو كليب واستغلال الترند بلقطات وفيديوهات صغيرة بها صور ولقطات فيديو تبرز الجانب الجيد وانتقاء ما يجب أن يظهر وليس مجرد الأماكن السياحية المعروفة مسبقا. وقال البعض إن الإبداع والفن ليست لهما حدود ولا يخضعان لضوابط، وكتب أحدهم:
واعتبر ناشطون أن الفيديو يمثل صورة حقيقية يحاول أن يخفيها الإعلام المصري عن الجمهور، وهي موجودة ولا يجب أن يتم التعتيم عليها. وعلق أحدهم:
هي دي مصر الحقيقية مش مصر عمرو أديب.
وأضاف آخر:
هي ليست مشكلة كارول جي إنها مشكلة الواقع.. مشكلة العشوائيات والزبالة وفساد رؤساء أحياء
ماذا تفعل لك كارول؟ تمسك مكنسة وتكنس الشارع وتدهن واجهات البيوت المتهالكة؟
صح كان مفروض الغرافيك يداري الواقع! أو مطلوب التصوير يكون عند أهرامات مدينتي..
تصالح مع الواقع أو غيره لو تقدر.
لا تهرى (تثرثر).
وعلى الجانب الآخر، يؤكد معلقون أن ما يواجهه كليب المغنية الكولومبية، هو السبب نفسه الذي جعل السلطات تعرقل تصوير العديد من الأفلام والأغاني والمسلسلات الأجنبية في مصر، خشية أن يظهر ما “يسيء إلى سمعة الدولة المصرية”.