خلاف أيرباص مع الخطوط القطرية يتحول إلى نزاع قضائي

باريس - صعدت مجموعة أيرباص لصناعة الطائرات حدة المواجهة مع الخطوط القطرية في خلاف بشأن عيوب الطلاء لطائرات أي 350 ليتحول إلى نزاع قانوني يتوقع أن يستمر بعض الوقت حتى تفصل فيه الجهات المعنية.

وأيرباص على خلاف مع أحد أكبر المشترين في صناعة الطيران منذ أشهر بسبب أضرار لحقت بطلاء هذا الطراز وبطبقة حماية من الصواعق، والتي تقول الخطوط القطرية إنها أدت إلى إيقاف تشغيل 20 طائرة من قبل الهيئة التنظيمية للطيران في قطر.

واتهم الصانع الأوروبي شركة الطيران المملوكة للدوحة بإساءة تصوير المشكلة على أنها مسألة تتعلق بالسلامة وطلبت الحصول على مشورة قانونية مستقلة.

ووصف الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر الشهر الماضي النزاع بأنه “مسألة سلامة مهمة” واقترح إعادة اعتماد الطائرة.

وفي بيان نادر كشف عن انهيار العلاقات بين الشركة وأول عملاء طائرة المسافات الطويلة الأوروبية، قالت أيرباص إن “الهيئات التنظيمية الأوروبية أعلنت أن أي 350 آمنة للطيران رغم بعض الأضرار السطحية”.

وأضافت أن “محاولة هذا العميل تحريف هذه المسألة باعتبارها مشكلة في صلاحية الطائرة للطيران تمثل تهديدا للبروتوكولات الدولية المتعلقة بمسائل السلامة”.

وأكد مسؤولون في أيرباص أن البيان يشير إلى الخطوط القطرية، لكنّ متحدثا باسم شركة الطيران رفض التعليق لرويترز على بيان الصانع الأوروبي قبل مراجعته.

وقالت مصادر في القطاع إنه لا يوجد ما يشير إلى أن الخطوط القطرية مستعدة للتراجع عن موقفها في الخلاف الذي دفعها بالفعل إلى استبعاد أيرباص من صفقة بالمليارات من الدولارات لاستبدال 35 طائرة شحن والتي يُتوقع أن تفوز بها منافستها الأميركية بوينغ.

وتحافظ أيرباص على أن مشكلات تدهور السطح غير هيكلية، وتنبع من الخصائص الحرارية المختلفة لغلاف مركب الكربون لطائرة أي 350، وطلاء الطلاء الخارجي وطبقة من النحاس للحماية من الصواعق بينهما.

وينثني كل منهما بمعدل مختلف مع تقلبات درجة الحرارة والتي يمكن أن تكون شديدة في الدوحة، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة المرتفعة 108 درجة فهرنهايت في يوليو.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للبرامج والخدمات في أيرباص فيليب مون الشهر الماضي إن “الخطوط القطرية اتخذت خطوة أولى نحو اتخاذ إجراء قانوني مما أدى إلى تطبيق أحكام تسوية النزاع في عقد البيع”.

وتتراوح الحلول المقدمة للخطوط القطرية وغيرها من اللمسات الأخيرة إلى إعادة طلاء الطائرة بالكامل إذا لزم الأمر. وقال مون “نحن نقف إلى جانب المنتج ونريد إيجاد طريقة لإعادة العلاقات مع قطر”.

وتسبب النزاع في وضع مصداقية اثنين من أقوى اللاعبين في القطاع على المحك مع احتمالية اندلاع نزاع قضائي للحصول على تعويضات بمئات الملايين من الدولارات مقابل التكاليف المقدرة لوقف تحليق الطائرات.

واتسعت هوة الخلاف الأسبوع الماضي عندما كشفت وثائق أن خمس شركات طيران أخرى على الأقل اشتكت من الطلاء أو عيوب أخرى في سطح الطائرات منذ أواخر عام 2016.

وانضمت دلتا إير لاينز إلى قائمة شركات الطيران المتضررة هذا الأسبوع، ولكن حتى الآن لم تقدم أي شركة على إيقاف الطائرة باستثناء ما حدث في قطر.

وأظهرت صور حصرية نشرتها رويترز انكشاف طبقة الحماية من الصواعق وتآكلها تحت شقوق في الطلاء. لكن مون أكد أن أيرباص سعت لعقد تسوية وقال “لقد عملنا بكل همة مع الخطوط القطرية لتقليل تأثير هذه الأضرار على طائراتها”.

وأشار مون إلى أن شركته عرضت حلولا على الخطوط القطرية مثل إصلاح الطبقة المضادة للصواعق أو إعادة طلاء الطائرة بالكامل، لكنها رفضت العرض.

وتؤكد مصادر في قطاع الطيران أن الخطوط القطرية مترددة في إجراء إصلاحات قصيرة الأجل دون معرفة السبب الجذري للمشكلة بالتفصيل.

وقال الباكر في لندن الأسبوع الماضي “لا نعرف ما إذا كانت المسألة تتعلق بصلاحية الطائرات للطيران. كما أننا لا نعرف إن كانت لا تتعلق بصلاحيتها للطيران”.

وذكرت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي في بيان أنه “لم يتم تحديد أي مشكلة محتملة تتعلق بصلاحية الطيران حتى الآن”.

وكالة سلامة الطيران الأوروبية لم تحدد أي مشكلة محتملة تتعلق بصلاحية طيران أي 350

واستبعدت الوكالة وجود صلة بين هذه المسألة وبين عيب تصنيع منفصل دفعها إلى إصدار مذكرة توجيهية أولية بشأن السلامة عن 13 من طائرات أي 350.

وأكدت أيرباص مرارا أنها تتفهم السبب وراء ظهور المشكلة، لكن مصادر في القطاع تقول إن التشخيص الرسمي قد يتطلب المزيد من الاختبارات بشأن تآكل السطح.

وقال مون إن “الخطوة القانونية التي اتخذتها أيرباص تأتي بموجب بند في العقد يسمح باللجوء للتحكيم”.

وعادة ما تتم إجراءات التحكيم بعيدا عن الأعين، لكن أيرباص قالت إنها تتصرف من أجل “الدفاع عن موقفها وسمعتها” وفي الوقت نفسه تدعو إلى إجراء “حوار بناء”.

وتقول الخطوط القطرية إن علامتها التجارية ورحلاتها للطائرات ذات البدن العريض معرضة للخطر بسبب تعليق عمل عدد من طائرات هذا الطراز قبل أقل من عام على استضافة الدولة الخليجية لكأس العالم لكرة القدم.

وتضغط بعض شركات الطيران على أيرباص لتجنب أي ضرر يلحق بعلاماتها التجارية نتيجة الخلاف العلني والمرير بينها وعميل رفيع المستوى كان قد اشتبك في الماضي مع شركات صناعة الطائرات، دون أن يتطور إلى هذا الحد إلا نادرا.

وقال برتراند جرابوفسكي مستشار الملاحة الجوية لرويترز “لم أر شيئا كهذا من قبل. إنها ليست مشكلة بين أيرباص والخطوط القطرية فحسب، وإنما تهدف من خلالها أيضا إلى منع إلحاق المزيد من الضرر بسمعة طائرات أي 350 لدى جميع المشغلين”.