خلافات حادة تنتهي بتفجر المجلس الأعلى الإسلامي بالعراق

الثلاثاء 2017/07/25
ضربة جديدة للتحالف الحاكم

بغداد - أدّت الخلافات السياسية الحادّة داخل المجلس الأعلى الإسلامي، أحد أهمّ التشكيلات السياسية الدينية الشيعية في العراق، إلى تفجير المجلس بانسحاب قائده ووريث مؤسسيه، عمّار الحكيم منه والشروع في تأسيس كيان سياسي جديد.

وكشف ذلك عن حدّة الخلافات وشراسة الصراعات داخل الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق والتي لطالما جمعتها مظلة الولاء لإيران قبل أن تتفرّق السبل بقادتها وزعمائها وتتضارب المصالح السياسية وحتى المادية بينهم.

ويعتبر انفجار المجلس ضربة جديدة للتحالف الوطني الشيعي الحاكم في العراق والذي انكشف بشكل جلي التباين بين مكوّناته، بما في ذلك التباين في الموقف من الولاء لإيران مع ظهور شخصيات سياسية شيعية باتت تجاهر بالرغبة في الحدّ من التبعية لطهران ورهن القرار العراقي بيدها.

ونُقل، الإثنين، عن مصدر عراقي وصف بالمطلع، قوله إنّ عمّار الحكيم قرر مغادرة المجلس. وشرح ذات المصدر لموقع السومرية الإخباري أنّ الحكيم “بدأ بتشكيل كيان سياسي جديد”.

وكانت وسائل إعلام محلية أفادت، في وقت سابق، بوجود خلافات داخل المجلس الأعلى الإسلامي، مشيرة إلى قرب إعلان عدد من قياداته الانشقاق وتشكيل حزب منفرد للدخول إلى الانتخابات القادمة.

وتعليقا على حدث الانسحاب قال القيادي في تيار الحكيم والمقرب منه نوفل أبورغيف إن حسم المواقف تأخر كثيرا، معتبرا أن إعلان كيان سياسي جديد منسجم بات ضرورة وطنية.

وخلال الفترة الأخيرة ظهرت أصوات من داخل المجلس الأعلى تعبّر عن عدم اقتناعها بالإبقاء على عمّار الحكيم قائدا له معتبرة أنّه “أصغر من المجلس لأنّه ليس فقيها”، بينما يجزم مطّلعون على كواليس الأحزاب الدينية في العراق، بإنّ الخلاف مع الرجل سياسي بامتياز ومتّصل بمواقف إيران من مجموعة من قادة تلك الأحزاب بدأوا ينتهجون نهجا “استقلاليا” عن طهران ويسوّقون لإحداث حدّ أدنى من التوازن في علاقات العراق بمحيطه.

وركّز الحكيم خلال الأشهر الماضية على تسويق صورة له باعتباره رجل المصالحة بين طوائف العراق وعرّاب مصالحة البلد بمحيطه العربي من خلال جولة قادته إلى عدد من الدول العربية.

3