خلافات تعصف بالداخل الإيراني حول السياسة النووية

طهران – فجّر تخلّف الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الالتزام بمهلة زمنية لتطبيق قانون رفع مستويات تخصيب اليورانيوم إلى البرلمان، خلافات داخلية حادة ومتصاعدة.
وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد باقر قاليباف الأربعاء إنه كان من المفترض أن يقدم روحاني القانون للسلطات المعنية لتنفيذه في غضون خمسة أيام من إقراره، “إلا أن هذا لم يحدث وانتهت المهلة”.
ورغم أن قاليباف قادر من الناحية القانونية على تنفيذ القانون دون موافقة روحاني، فإن هذه ستكون سابقة في السياسة الداخلية الإيرانية. ولم يتضح بعد ما الذي سيحدث لاحقا. ويعتقد مراقبون أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي سيتخذ قرارا في هذا الشأن.
ويلزم القانون منظمة الطاقة الذرية الإيرانية برفع مستويات تخصيب اليورانيوم، وإنتاج ما لا يقل عن 120 كيلوغراما من اليورانيوم بمستوى تخصيب 20 في المئة سنويا في منشأة فوردو وتخزينه خلال شهرين من بدء اعتماد هذا القانون.
ويتضمّن القانون الذي أقره البرلمان، الذي يسيطر عليه المتشددون، إنهاء عمليات التفتيش التي يقوم بها مفتشو الأمم المتحدة للمواقع النووية الإيرانية بداية من الشهر القادم إذا ما لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات الرئيسية.
ويحظر الاتفاق النووي مع إيران الموقع في عام 2015 تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الذي بنته إيران سرا في بطن جبل وكشفته أجهزة المخابرات الغربية في العام 2009. ويسمح بأجهزة الطرد المركزي في هذا الموقع لأغراض أخرى مثل إنتاج النظائر المستقرة. ولإيران الآن 1044 جهازا من نوع آي.آر-1 للتخصيب في فوردو.
وصادق مجلس صيانة الدستور، وهو الجهة المخولة بمراجعة التشريعات، لاحقا على القانون.
وحذرت 3 دول أوروبية الاثنين النظام الإيراني من خطورة رفع تخصيب اليورانيوم. وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك "نشعر بقلق بالغ" من إعلان طهران عزمها تركيب أجهزة طرد مركزي إضافية ومتطورة لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز، ومن تشريع برلماني قد يفضي إلى توسيع نطاق برنامجها النووي.
وأكد البيان أنه "يتعين على إيران عدم تنفيذ هذه الخطوات إذا كانت جادة بشأن الحفاظ على مساحة للدبلوماسية".
واتخذ البرلمان الإيراني القرار كردّ على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده. وتتهم طهران كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن مقتله.
وبعد تمرير القانون، طالب روحاني المتشددين بعدم التدخل في السياسة النووية للبلاد، وقال إنه ”لا ينبغي أن يتخذ إخواننا (في البرلمان) قرارات متسرعة… دعوا خبراء الدبلوماسية يتعاملون مع هذه القضايا بالنضج والهدوء والاهتمام المطلوب”. وأضاف ”زملائي الأعزاء، الوقت لا يزال مبكرا جدا لبدء الحملات الانتخابية”.
ويرى مراقبون أن المتشددين يريدون قطع الطريق على أي مفاوضات قد يدخل فيها الرئيس روحاني مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وذلك بهدف تقليل فرص فوز القوى الإصلاحية المعتدلة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة العام المقبل.
وكان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في العام 2018، وأعاد فرض عقوبات على طهران حتى مع محاولة الأطراف الأخرى في الاتفاق إيجاد سبل لإنقاذه.