خلافات تؤجل استئناف صادرات النفط من كردستان العراق

بغداد – انتهى اجتماع الخميس عُقد في مقر وزارة النفط العراقية مع شركات النفط دون التوصل إلى نتيجة حول استئناف تصدير الخام من إقليم كردستان العراق عبر ميناء جيهان التركي، بسبب خلافات بين الوزارة العراقية وممثلي تلك الشركات، ما يسلط الضوء على حجم التعقيدات والتحديات رغم اعلان بغداد استكمال كافة الإجراءات.
واتجهت الأنظار لهذا الاجتماع الذي كان من المؤمل أن يعطي دفعة للمفاوضات الجارية بين بغداد وأربيل وسط ضغوط أميركية لتسريع استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان العراق الذي يواجه بدوره أزمة مالية حادة بسبب توقف الصادرات حتى بعد التوافق الذي استجد في الفترة الأخيرة بعد الاتفاق على المخصصات المالية من إيرادات الخام.
وكان علي شداد المتحدث باسم لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي قد أكد أن "وزارة النفط استكملت كافة الإجراءات لتصدير النفط الخام عبر ميناء جيهان وأبلغت الجانب التركي بإنهاء استعداداتها لاستئناف التصدير وذلك بعد تعديل قانون الموازنة لتصبح كميات النفط المصدرة تتراوح بين 300 ألف إلى 325 ألف برميل يومياً"، مشددا على ان "الوفود التفاوضية قد انتهى دورها أمام مادة قانونية لا تقبل المفاوضة أو الاتفاق".
والأسبوع الماضي أعلنت ثماني شركات نفطية دولية عدم استئناف التصدير عبر ميناء جيهان التركي رغم تأكيدات سابقة من وزير النفط العراقي حيان عبدالغني قرب تفعيل عملية التصدير، مع امكانية زيادة الصادرات من نفط البصرة عبر هذا المسار.
وكانت وزارة النفط الاتحادية قد دعت الشركات النفطية العاملة في الإقليم إلى اجتماع موسع لبحث المسائل الفنية واللوجستية الضرورية لاستئناف عمليات التصدير، بينما تتمسك هذه الشركات بالحصول أولا على مستحقاتها المالية مسبقا وهي شروط رفضتها الحكومة الاتحادية التي تمسكت أولا بتسوية كافة المتعلقات المالية.
وقبل ذلك كانت خمسة مصادر مطلعة قد قالت لرويترز، إن دبلوماسيا أميركيا سيحضر اجتماعا مقررا في بغداد اليوم الخميس بشأن استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق عبر خط أنابيب جيهان التركي في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن الضغط من أجل استئناف الصادرات.
وقال أحد المصادر وهو مسؤول بوزارة النفط العراقية على علم مباشر بالاجتماع إن الحضور المقرر للدبلوماسي الذي يعمل في السفارة الأميركية في بغداد جاء استجابة لطلب من واشنطن، مضيفا "حضور الدبلوماسي الأميركي يهدف إلى المساعدة في دفع المفاوضات والتوصل إلى حلول للقضايا التي تعوق استئناف صادرات النفط بطريقة ترضي جميع الأطراف".
وكشفت رويترز الشهر الماضي أن العراق تعرض لضغوط أميركية متزايدة للسماح بتصدير النفط من إقليم كردستان عبر تركيا وبالتالي تعزيز الإمدادات إلى السوق العالمية في وقت تريد فيه واشنطن خفض صادرات النفط الإيرانية في إطار جهودها لكبح البرنامج النووي لطهران.
وتعتبر إيران جارها وحليفها العراق عنصرا رئيسيا في الحفاظ على اقتصادها صامدا في ظل العقوبات، لكن المصادر قالت لرويترز إن بغداد، حليفة الولايات المتحدة أيضا، تخشى من الوقوع في مرمى نيران سياسات ترامب الهادفة للضغط على طهران.
وقال مسؤول حكومي قريب من المحادثات "هناك إصرار قوي من الجانب الأميركي على ضمان نجاح المفاوضات (بشأن استئناف صادرات النفط الكردية) بأي وسيلة. نأمل أن يساعد الدور الأميركي في التوصل إلى اتفاق معقول ومقبول للحكومة العراقية".