خلافات بين واشنطن وحلفائها بخصوص مقاتلي داعش

واشنطن - تعهّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، بأن الولايات المتحدة ستواصل قتال تنظيم داعش، مطمئنا الحلفاء المجتمعين في واشنطن رغم ظهور بعض الانقسامات بينهم في ما يتعلق بمصير الجهاديين الأجانب المعتقلين في سوريا.
وأفاد بومبيو لدى افتتاح المحادثات خلال اجتماع لدول التحالف الدولي ضد داعش أنّ بلاده ستواصل قيادة التحالف والعالم في هذا التحرّك الأمني الضروري، "مؤكدا أن القوات الأميركية لا تزال متمركزةً "لضمان عدم ظهور تنظيم داعش مجدداً".
وقال بومبيو إنه "يجب على أعضاء التحالف إعادة الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين حاليا، ومحاكمتهم على الفظائع التي ارتكبوها".
وتريد الولايات المتحدة عودة المقاتلين المتشددين لدولهم للمثول للمحاكمة أو إعادة التأهيل لكن أوروبا لا تريد أن تحاكم مواطنيها الأعضاء بالدولة الإسلامية على أراضيها بسبب صعوبات جمع الأدلة التي تدينهم وخشيتها من خطر شنهم هجمات على أراضيها.
وقد أثار الهجوم التركي الأخير ضدّ القوات الكردية في شمال سوريا مخاوف من إمكان فرار هؤلاء المعتقلين.
وحذّر ناتان سيلز منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجيّة الأميركيّة من أنّ "الوضع يمكن أن يتغيّر في لمح البصر". وقال "نعتقد أنّه يجب أن يكون هناك شعور بضرورة إعادة (الجهاديين) إلى أوطانهم الآن، طالما أنه لا يزال هناك وقت".
لكنّ الخلاف ظلّ قائمًا بين المشاركين في الاجتماع. ويصطدم الطلب الأميركي برفض دول عدّة بينها فرنسا استعادة المتطرّفين من مواطنيها الذين نفّدوا هجمات مروعة ضد أهداف مدنية.
ودافع وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لودريان عن "الإبقاء على مقاتلي داعش معتقلين بشكل آمن ومتواصل".
وتريد فرنسا أن يُحاكَم الجهاديّون الفرنسيّون على مقربةٍ من المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم، وتُحاول التفاوض مع بغداد من أجل أن يتكفل القضاء العراقي بهذا الشأن.
وفي بيان سبق اجتماع واشنطن، أفادت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس ترغب بالتأكيد في أن "لا تترك مجالا للشك وأن تتم معاقبتهم على الجرائم التي ارتكبوها في العراق وسوريا".
وردّ ناثان سيلز بالقول إنه "سيكون من غير المسؤول من جانب دولةٍ أن تنتظر من العراق أن يحلّ هذه المشكلة بدلاً منها".
وأضاف ان "مطالبة دول المنطقة باستقدام مقاتلين أجانب (يتحدرون) من دولةٍ أخرى، ومحاكمتهم وحبسهم هناك، ليس خيارًا قابلاً للتطبيق".
وخسر تنظيم داعش كل الأراضي تقريبا التي سيطر عليها في سوريا والعراق لكنه ما زال يشكل تهديدا أمنيا في سوريا وخارجها. وما زال نحو عشرة آلاف من أعضاء التنظيم وعشرات الألوف من أفراد أسرهم محتجزين في مخيمات في شمال شرق سوريا تحرسها قوات كردية سورية متحالفة مع الولايات المتحدة.