خفايا مبادرة أوربان لوقف حرب أوكرانيا ولقاء بوتين

لندن- تقلق تحركات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لوقف الحرب في أوكرانيا الدول الأوروبية بسبب تصريحاته المتكررة المؤيدة لروسيا.
وما يزيد القلقَ الأوروبي تزامنُ هذه التحركات مع انتقال الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي من بلجيكا إلى المجر.
وتمنح رئاسة الاتحاد الأوروبي المجر سلطة على جدول أعمال التكتل وتحديد الأولويات للأشهر الستة القادمة.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، على موقع إكس، أن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لا تتمتع بالتفويض للتعامل مع روسيا نيابة عن التكتل.
وأضاف “المجلس الأوروبي واضح: روسيا هي المعتدية، أوكرانيا هي الضحية. لا يمكن إجراء مناقشات حول أوكرانيا دون أوكرانيا”.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، لإذاعة أوروبا الحرة إن أوربان لم يُبلغ التكتل بأي رحلة مقررة إلى موسكو. وأكد أنه لو اقترح أوربان ذلك لنصحه ميشيل نصيحة شديدة اللهجة بعدم تنظيم هذه الزيارة.
وزار أوربان موسكو يوم 5 يوليو الجاري للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. جاء ذلك بعد مرور أيام على اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.
ورافق أوربان في الزيارة إلى الكرملين وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، حسب ما أكده مصدر حكومي في 4 يوليو. وزار زيجارتو روسيا أكثر من خمس مرات منذ غزو موسكو لأوكرانيا قبل أكثر من سنتين.
وبرز أوربان بين قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، لتردده في التوقيع على إرسال حزم أسلحة غربية ومساعدات إلى أوكرانيا.
وكان الصحافي الاستقصائي المجري زابولكس بانيي أول من أبلغ عن رحلة أوربان إلى موسكو في منشور على موقع إكس. وتلقت إذاعة أوروبا الحرة لاحقا تأكيدا للزيارة عبر مصدر حكومي مجري.
وقال بوتين خلال الشهر الماضي إن روسيا ستنهي حربها إذا استوفت كييف شروطا محددة. ويُعتقد أن الغزو قتل وجرح ما لا يقل عن 500 ألف جندي من الجانبين.
وتشمل شروط موسكو تخلي كييف عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي والتنازل عن أربع مناطق محتلة جزئيا تطالب بها روسيا بالكامل، إضافة إلى شبه جزيرة القرم.
ورفضت أوكرانيا الشروط ووصفتها بالسخيفة، ورأت أنها ترقى إلى مستوى الاستسلام.
وقال أوربان، الذي تربطه ببوتين علاقات وثيقة، أثناء وجوده في كييف إنه قدّم إلى زيلينسكي اقتراحا يقضي بوقف إطلاق النار من أجل إنهاء الاقتتال بين البلدين بعد أكثر من سنتين من غزو روسيا الشامل.
ولم يقدم أوربان خلال حديثه للصحافيين بعد اجتماعه مع زيلينسكي أي تفصيل عن محتويات الاقتراح. لكنه قال إنه سأل الرئيس الأوكراني “عما إذا كان من الممكن أخذ قسط من الراحة، ووقف إطلاق النار، ثم مواصلة المفاوضات”، مضيفا أن وقف إطلاق النار “يمكن أن يضمن تسريع وتيرة هذه المفاوضات”.
وبرزت المحادثات بسبب انتقاد أوربان الصريح والمستمر للمساعدات العسكرية الغربية لكييف.
ولم يعبر زيلينسكي عن رأيه في الاقتراح خلال الإحاطة مع الصحافيين. لكنّ متحدثا باسم الرئيس قال في 2 يوليو إن زيلينسكي منح أوربان فرصة التعبير عن أفكاره.
وقال إيهور جوفكفا، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، إن المجر ليست أول دولة تقدم خطة سلام محتملة. وذكر أن زيلينسكي استمع إلى اقتراح أوربان لكنه كرر له موقف أوكرانيا “الواضح والمفهوم والمعروف” ردا على ذلك.
وتقول أوكرانيا إن “وحدة أراضيها” يجب أن تكون أساس أي اتفاق سلام، وهي فكرة أكدتها 80 دولة شاركت في قمة السلام العالمية التي بادرت بها أوكرانيا في سويسرا الشهر الماضي.
وكانت زيارة أوربان السابقة إلى موسكو في سبتمبر 2022، حين قدم تعازيه لوفاة الرئيس السوفييتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف.