خطورة التطورات في سوريا تسرّع دعم دول عربية للأسد

فرضية سقوط حماة تثير مخاوف من انهيار تام للأوضاع.
الاثنين 2024/12/02
هجوم يهز صورة النظام السوري

لندن – تعكس مكالمة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس السوري بشار الأسد، التي أكد خلالها دعم الإمارات لسوريا، بالإضافة إلى مواقف الأردن والعراق الداعمة للأسد، إدراكا لخطورة ما يحدث في سوريا وخشية من انهيار الأوضاع بشكل أكبر لصالح الجماعات المتطرفة.

وتتطور الأمور بسرعة تفوق التصور؛ حيث تشن فصائل المعارضة منذ الأربعاء هجوما في شمال سوريا تمكنت على إثره من السيطرة على مدينة حلب، ثانية كبرى المدن السورية، بالإضافة إلى الاستيلاء على أربعين بلدة وقطع الطرق السريعة واحتلال المطار، ما يثير مخاوف من أن تنهار الأوضاع تماما إذا وصل المسلحون إلى مدينة حماة التي تقول المعارضة إنها من بين أهدافها اللاحقة، بعد أن سيطرت فعلا على بلدات تابعة للمدينة.

وأكد الشيخ محمد بن زايد خلال الاتصال على وقوف بلاده إلى جانب الدولة السورية ودعمها في محاربة الإرهاب وبسط سيادتها والحفاظ على وحدة أراضيها واستقرارها.

أنور قرقاش: المسار السياسي وتغليب الحكمة يبقيان السبيل لمعالجة الأزمات
أنور قرقاش: المسار السياسي وتغليب الحكمة يبقيان السبيل لمعالجة الأزمات

وتعكس زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات الأحد إحساس الطرفين  بالحاجة إلى تحرك ثنائي عاجل على النمط الذي ساعد من قبل على ضبط الكثير من المسارات.

وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، إن الاتصال الذي جمع بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس السوري بشار الأسد، “يعكس نهجا إماراتيا يرتكز على أولوية ترتبط بالبُعد العربي في قضايا العرب والحفاظ على الدولة الوطنية، باعتبارها ركنا أساسيا للخروج من الفوضى ورفض التطرف والتشدد بكافة أشكاله.”

وزاد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات في منشور على منصة إكس أن “المسار السياسي وتغليب الحكمة يبقيان السبيل الوحيد لمعالجة الأزمات.”

وكانت الإمارات أول دولة عربية أعادت علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في 2018 لتنضم إليها السعودية لاحقا، في حين تتمسك قطر بقطع العلاقات ورفضت قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وتنظر الإمارات والأردن والعراق إلى ما يجري في سوريا على أنه لا يقل خطورة عما جرى في غزة ولبنان.

وبحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني “التطورات الراهنة في المنطقة، لاسيما الأحداث في سوريا،” وأكد “وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها.”

وكان العراق أعلن السبت الاستنفار وأغلق الحدود مع سوريا في حين أكدت مستشارية الأمن القومي الأحد أن ما يجري في سوريا أعمال إرهابية.

oo

وقالت مستشارية الأمن القومي العراقية، خلال اجتماع لمجلس الاستخبارات الوطني برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، إن العراق “سيقف إلى جانب الشعب السوري  وجيشه البطل في مواجهة الإرهاب.”

وناقش المجلس الإجراءات الواجب اتخاذها حفاظا على الأمن القومي العراقي ومستجدات الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة السورية والتهديدات التي قد تنتج عنها.

وكان العراق اتخذ سلسلة من الإجراءات لحماية الحدود العراقية – السورية ومنع أي تسلل للجماعات الإرهابية، من خلال وضع تحصينات أمنية ونشر قوات إضافية من قوات الجيش والحشد الشعبي وقيام مروحيات الجيش بطلعات جوية دورية لمراقبة الحدود تحت إشراف قادة عسكريين كبار.

وفي خطوة من شأنها إضفاء المزيد من الفوضى على المشهد أطلق “جيش سوريا الحرة”، وهو فصيل مدعوم من الولايات المتحدة، عملية في مدينتي البوكمال والميادين بمحافظة دير الزور شرقي سوريا.

وكانت المجموعات المدعومة من إيران تستخدم البوكمال المحاذية للحدود العراقية والميادين كمقر لها. واستخدمت قوات الحشد الشعبي في العراق هذه المنطقة للدخول إلى سوريا بشكل متكرر.

وتحاول فصائل المعارضة بعد سيطرتها على أغلب مناطق حلب السيطرة على مدينة حماة التي عزّز الجيش السوري انتشاره في محيطها الأحد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن “قوات النظام أعادت ترتيب مواقعها العسكرية وتثبيت نقاط جديدة على أطراف مدينة حماة، وأرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى بلدات إستراتيجية” في الريف الشمالي للمحافظة.

وجاء ذلك، وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في “إطار منع أي محاولة تسلل أو دخول محتمل من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة،” غداة سيطرتها السبت على بلدات إستراتيجية في ريف حماة الشمالي.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية من جهتها أن وحدات الجيش العاملة في المنطقة أقدمت على “تعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت للتنظيمات الإرهابية ومنعتها من تحقيق أي خرق.”

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الأسد توعد باستخدام القوة لهزْم قوات المعارضة. وقالت الوكالة إن الأسد أدلى بهذه التعليقات خلال اتصال هاتفي مع القائم بأعمال رئيس إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا بادرا جونبا.

وشدد الأسد خلال الاتصال على “أن الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أيا كان داعموه ورعاتُه.” وأشار إلى أن “الإرهابيين لا يمثلون شعبا ولا مؤسسات، يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم.”

 

اقرأ أيضا:

       • القمة الخليجية تتجنب التطورات في سوريا

       • تداعيات عودة تركيا إلى توظيف المتطرفين

       • حلب كانت في بؤرة الصبر الإستراتيجي القطري وحان وقتها

1