"خطوات" تعبيرية ورمزية في معرض نشأت الألوسي بعَمَّان

أعمال فنية تعكس تجربة فنية والخطوات التي مشاها الفنان طوال أكثر من خمسة عقود، جامعا بين عدة أشكال فنية وتقنيات ورؤى.
الثلاثاء 2024/05/14
ألوان مستوحاة من جماليات الأنوثة ورمزيتها

عمّان – يتضمن معرض “خطوات” المقام على غاليري دار الأندى في عمّان، مجموعة من الأعمال الفنية للتشكيلي العراقي نشأت الألوسي توزعت بين الرسم والنحت.

تعكس الأعمال المعروضة تفاصيل تجربة فنية وخطواتها التي مشاها الفنان طوال أكثر من خمسة عقود، جامعا بين عدة أشكال فنية وتقنيات ورؤى متنوعة رغم البساطة في التشكيل وتوزيع الألوان، ورغم البساطة كذلك في تكوين المنحوتات التي نُفذت بخامات البرونز والرخام والسيراميك بالإضافة إلى تقنية النحت على اللوح.

يمزج الألوسي في لوحاته بين المدرستين التعبيرية والرمزية، وهو ما منح اللوحات حيوية جاءت عبر قوة التكوين لعناصرها، والدمج اللوني للكتل الموزعة على سطوحها، والخطوط الواضحة للمنحوتات.

وثمة انسجام في المعرض بين الرسم والنحت، ففي الوقت الذي تتوزع فيه اللوحات على جدران الغاليري، تتخذ المنحوتات مواقعها على الأرضيات، لتحاكي في أسلوبها وفي موضوعاتها تلك اللوحات، فكأن الفنان أراد أن تشكّل اللوحات خلفية جمالية وموضوعية للأعمال النحتية.

وفي اللوحات تبرز العناصر ضمن ألوان ترابية هادئة وأخرى حارة من الأزرق والبرتقالي والأحمر، وهي في غالبيتها مستوحاة من جماليات الأنوثة ورمزيتها التي ترتبط بالأرض والخصب، مع الاشتغال على الخطوط التي تحدد البناء العام للجسد، والتي جاءت قريبة إلى الشكل الهندسي مع ميل باتجاه التخطيط الكاريكاتيري، وتوزيع مدروس للمفردات التي تحمل العديد من الدلالات.

خخ

ففي لوحته التي تصوّر امرأة تضع يدها على رأسها بينما يقف عصفور على اليد الأخرى، دلالة على رقة المرأة وانسجامها مع الطبيعة، وفي لوحة أخرى تجلس المرأة ويداها متشابكتان فوق رأسها وتنظر لظلال شكل إنساني مقابلها كما لو أنها في حالة من الانتظار، وفي لوحة ثالثة يصور الفنان امرأة حاملا في دلالة على العطاء وتجدد الحياة، وفي رابعة تجلس امرأة بينما تتداخل ضمن هالتها أشكالٌ تبدو كما لو أنها ظلال لها.

وفي مجموعة أخرى من أعمال الألوسي تتداخل الأشكال وتتمازج الكتل اللونية ضمن رؤية جمالية قريبة من التجريد، ومبنية بشكل كبير على الخطوط والأشكال الهندسية، فالرأس نصف دائرة، والصدر مثلث، والبيت مستطيل، والنخلة تتشعب رؤوسها ضمن مثلثات متتابعة. ورغم التنوع والتمازج بين مفردات اللوحة إلا أن كل واحدة منها تم تحديدها باللون الأسود الحاد، ليبدو كل عنصر بمفرده لوحة أيضًا.

وتعبّر الأعمال النحتية للألوسي عن حالات إنسانية عميقة، وتحمل مشاعر الخوف والقلق والإحساس بالوحدة والألم، وتتسم التشكيلات فيه بالرمزية، حيث الأشكال متداخلة أو مقطعة الأوصال. إلى جانب ذلك استوحى الألوسي عددًا من أعمال النحت من شكل المرأة أيضًا، فهناك منحوتة تجمع المرأة والرجل بما يؤكد تكامل الأدوار بينهما.

بدأ الألوسى مسيرته الفنية بالرسم، وعرض 37 معرضا فنيا بين العراق ومصر والإمارات والأردن وسوريا ولبنان وفرنسا والعديد من الدول الأخرى، حتى قرر خوض تجربة فنية جديدة بالنحت،  بعد أن درسه في فرنسا، ليقدم منحوتات متنوعة عرضها في نحو 4 معارض فنية في مصر وعمّان. وكان الدافع وراء التحول إلى النحت هو الرغبة في التحدى والتجديد.

ويقول إنه لا يستطيع تحديد شكل عمله مسبقًا، هل سيكون منحوتة أم لوحة أم عملًا فنيًّا من السيراميك، ويضيف: “اللحظة هي التي تسحبني؛ أذهب للمشغل وفي رأسي الكثير من الأفكار، وهناك أحدّد ما أشتغل عليه.. الفكرة التي أريد التعبير عنها تفرض عليّ الألوان والتكنيك والأسلوب وحجم اللوحة”.

عع

14