خطط تركية للتخارج من أكبر مشغل للاتصالات في السوق المحلية

مستثمرون من دول الخليج وأذربيجان يبدون اهتمامهم بشراء حصة في الشركة.
الأربعاء 2024/07/10
تخيل نفسك دون هاتف

أنقرة- تخطط تركيا عبر صندوقها السيادي للتخارج من شركة ترسكل، أكبر مشغل للاتصالات في السوق المحلية، والذي كان قد اشترى حصة فيه قبل أربع سنوات.

ويبدو أن الصندوق، الذي يديره الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل مباشر، يحتاج إلى تقوية الملاءة المالية باعتباره ذراعا ناشئة لإدارة أصول الدولة، وهو يحاول محاكاة صناديق أخرى في منطقة الخليج العربي وصناديق التنمية في آسيا.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ الاثنين الماضي، أن صندوق الثروة السيادية (تي.دبليو.أف) ينوي بيع حصته البالغة 26.2 في المئة في شركة ترسكل، لكنها أشارت إلى أنه لم يتخذ قرار رسيما بشأن ذلك.

وذكر أحد المصادر أنه رغم إجراء مناقشات غير رسمية مع المشترين المحتملين، فإن البعض داخل الصندوق يعارضون البيع لأنهم يعتبرون الشركة أصلا إستراتيجيا. وفي حين أنه من المرجح أن يتخذ أردوغان، القرار النهائي بشأن عملية البيع، أبدى مستثمرون من دول الخليج وأذربيجان اهتمامهم بشراء حصة في الشركة.

26.2

في المئة حصة صندوق الثروة في شركة تركسل البالغة قيمتها نحو 7.3 مليار دولار

وقالت مصادر إن “الصندوق تواصل مع بنك استثماري واحد على الأقل بشأن تقديم المشورة حول عملية بيع محتملة، لكنه لم يصدر تفويضا رسميا”. وارتفعت أسهم تركسل بأكثر من 50 في المئة بالقيمة الدولارية منذ أن استحوذ الصندوق على الحصة في عام 2020، ما منح الشركة قيمة قدرها 7.3 مليار دولار.

وتمتلك شركة لتر وان، وهي شركة استثمارية أسسها الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان، حصة تبلغ 19.8 في المئة، ويتم تداول باقي الأسهم في بورصة إسطنبول وكإيصالات إيداع في بورصة نيويورك.

وعندما اشترى صندوق الثروة الذي كلفته الدولة بلعب دور رئيسي في القيام باستثمارات تُعتبر كبيرة جدا بالنسبة إلى القطاع الخاص، الحصة أصبح أكبر مساهم وحصل على الحق في تعيين خمسة من الأعضاء التسعة في مجلس إدارة تركسل. وينشط في السوق التركية ثلاثة مشغلين، حيث تتنافس تركسل المدرجة في بورصة نيويورك، مع تورك تيليكوم وفودافون غروب.

وحققت تركسل نموا كبيرا في الإيرادات الحقيقية خلال العام الماضي، بنسبة 15 في المئة وزيادة بنسبة 20 في المئة في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، بقيمة 44 مليار ليرة (2.04 مليار دولار).

وارتفع صافي أرباح الشركة بنسبة كبيرة بلغت 83 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 12.6 مليار ليرة (580 مليون دولار). وتعكس هذه الأرباح التركيز الإستراتيجي للشركة على الخدمات الرقمية والتكنولوجيا والتوسع في الأسواق الدولية.

وبالنسبة إلى عام 2024، قدمت الشركة إرشادات لنمو إيرادات عالية مكونة من رقم واحد وهامش أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك يبلغ حوالي 42 في المئة، مع كثافة رأس مال تبلغ حوالي 23 في المئة.

83

في المئة نسبة ارتفاع صافي أرباح الشركة على أساس سنوي ليصل إلى 580 مليون دولار

وتسلط أولويات المستثمر السيادي الضوء على دوره باعتباره العمود الفقري للنظام الاقتصادي في البلاد في مرحلة ما بعد الوباء في أعقاب سلسلة من الأزمات وانهيارات العملة التي أفسحت المجال لزيادات سريعة في النشاط.

وعلى غرار صناديق التنمية الآسيوية المدعومة بالأصول مثل تماسك في سنغافورة أو خزنة ناشيونال الماليزي، برز صندوق تي.دبليو.أف كأداة أساسية لصانعي السياسات، ويسيطر الآن على الشركات من التمويل إلى الطاقة والعقارات.

وتعرض صندوق الثروة الذي تأسس في عام 2016 لفترة قاسية بسبب الجائحة رغم أنه تمت فيه عمليات استحواذ على عدة شركات، منها تركسل، فضلا عن اندماجات بين عدة شركات تأمين حكومية تابعة للصندوق.

ويتم تمويل الصندوق السيادي بشكل أساسي من أصول جميعها كانت مملوكة للدولة، ودرة تاج هذه الموجودات هي بنك زيرات الحكومي، أحد أكبر المؤسسات المصرفية من حيث الأصول في البلاد.

ويستحوذ الصندوق كذلك على حصص الدولة في عدد من الأصول الأخرى، مثل شركة الخدمات النفطية تباو، وشركة بوتاس للغاز، إلى جانب حصص من بنك خلق وحصة من الخطوط الجوية التركية وأيضا في بورصة إسطنبول. وتبلغ قيمة الأصول، التي يديرها الصندوق، حوالي 240 مليار دولار، بحسب آخر التحديثات، منها حقوق ملكية قيمتها 35 مليار دولار.

11