خطر المجاعة يهدد اليمن مع استفحال الأزمة الإنسانية

نيويورك - ندد مجلس الأمن الدولي في بيان بالحالة الإنسانية المتردية في اليمن، بما فيها الجوع وتزايد خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق، مجددا دعوته إلى وقف التصعيد بما في ذلك تصعيد الحوثيين في مأرب.
وفي بيان صدر بإجماع أعضائه (15 دولة)، أكد مجلس الأمن ضرورة امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك تلك المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
كما دان مجلس الأمن الدولي هجمات الحوثيين على السعودية عبر الحدود.
واعتاد الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة مفخخة على مناطق سعودية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف العربي عن إحباط هذه الهجمات.
وأدان أعضاء المجلس أيضا "تجنيد الأطفال واستخدامهم، والعنف الجنسي في النزاع"، معربين كذلك عن "قلقهم البالغ إزاء الحالة الإنسانية الأليمة، بما في ذلك الجوع الذي طال أمده، وتزايد خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق، والتي تفاقمت بسبب الحالة الاقتصادية المتردّية".
وفي بيانهم الذي أعدّته بريطانيا دعا أعضاء المجلس "الحكومة اليمنية إلى تسهيل دخول سفن الوقود بشكل منتظم ودون تأخير إلى ميناء الحُديدة" الواقع في غرب البلاد، مؤكّدين "أهمية ضمان جميع الأطراف التدفّق الحرّ للوقود داخل البلاد لإيصال السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية".
كما أشاروا إلى أن العدد المتزايد للهجمات على السفن المدنية والتجارية يشكّل خطرا كبيرا على الأمن البحري للسفن في خليج عدن والبحر الأحمر، مذكرين بـ"التهديد الخطير الذي تشكّله الناقلة صافر"، محملين الحوثيين المسؤولية عن هذا الوضع.
و"صافر" الناقلة النفطية المتهالكة التي صُنعت قبل 45 عاما والتي تُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام. ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015، ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها، وهي اليوم مهدّدة بالانفجار أو الانشطار في أي لحظة، مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.

وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ حصول تسرّب نفطي من هذه السفينة من شأنه أن يدمّر النظم البيئية في البحر الأحمر وأن يضرب قطاع صيد السمك في المنطقة، وأن يغلق لستة أشهر على الأقلّ ميناء الحديدة الذي يُعدّ شريانا حيويا لليمن.
وأعلنت الأمم المتحدة مرارا أنّ الحوثيين أعطوا موافقتهم المبدئية على مجيء فريق أممي لتفقّد الناقلة، لكنّ هؤلاء المتمرّدين المدعومين من إيران ما فتئوا في كلّ مرة يعودون عن قرارهم في اللحظة الأخيرة، وهو ما يشير إلى مراهنة الميليشيات على عامل الوقت للمناورة بما يخدم أجندتهم السياسية.
وأكدت الحكومة اليمنية الأربعاء ضرورة ضغط الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على ميليشيات الحوثي لوقف العبث بأرواح ودماء اليمنيين.
وأجرى رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك لقاء عبر تقنية الفيديو "كونفرنس" مع رؤساء بعثات الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن: الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وأميركا، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية.
وأحاط عبدالملك سفراء الدول دائمة العضوية بصورة شاملة عن الأوضاع، بما في ذلك عودة الحكومة إلى عدن لمواجهة التحديات والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها وتفادي الانهيار الاقتصادي، والدعم الإقليمي والدولي المطلوب من أجل إسناد هذه الجهود.
وأشار إلى الأولويات التي تنتظر الحكومة دعم الدول الخمس فيها في هذه المرحلة، وضرورة تقديم الدعم العاجل لتخفيف معاناة الشعب اليمني، ومساندة جهود الحكومة في إيقاف التدهور الاقتصادي.
وعبر رؤساء البعثات عن دعمهم لجهود رئيس الوزراء اليمني لتحسين أداء الحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
واليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، يشهد منذ 2014 حربا بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الحكومية المدعومة منذ 2015 من تحالف عسكري تقوده السعودية.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3.3 مليون شخص نازحين بينما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكّدت مرارا أنّ هذا البلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.