خطر الركود يجبر واشنطن على تأجيل حظر هواوي

اضطرت الإدارة الأميركية لتأجيل الحظر على هواوي مرة أخرى بسبب ضغوط الشركات التي تتعامل مع الشركة الصينية وتزايد المؤشرات على قرب سقوط الاقتصاد الأميركي في حالة ركود. وقد أكد ذلك تزامن القرار مع تأكيد الرئيس دونالد ترامب أنه لا يريد للولايات المتحدة أن تتعامل مع هواوي.
واشنطن - أعلن وزير الاقتصاد الأميركي ويلبر روس أمس تأجيل سريان الحظر على شراء عملاق الاتصالات الصيني هواوي للتكنولوجيا الأميركية لمدة 90 يوما أخرى حتى 19 نوفمبر المقبل.
وقال على قناة فوكس بزنس الأميركية إن أمام شركات التكنولوجيا الأميركية 90 يوما. وأقر بأن بعض الشركات تعتمد على مبيعاتها لشركة هواوي “وسنمنحها فترة أطول للتعود على وقف التعامل مع الشركة الصينية” وأنها المهلة النهائية.
والحظر هو جزء من جهود شاملة تقوم بها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقييد نشاطات هواوي التي يقول مسؤولون إنها ترتبط بعلاقات مع الاستخبارات الصينية مما يجعلها تشكّل تهديدا.
وكانت وزارة التجارة الأميركية قد سمحت في بادئ الأمر لهواوي بشراء بعض السلع الأميركية الصنع في مايو بعد وقت قصير من إدراج الشركة على قائمتها السوداء بهدف الحد من أثر ذلك على الشركات الموردة وعملائها الذين يشغل الكثيرون منهم شبكات في الريف الأميركي.
ويسمح ذلك لهواوي بمواصلة الاحتفاظ بشبكات الاتصالات الحالية وتوفير تحديثات لبرامج هواتف هواوي المحمولة، في وقت تزايدت فيه ضغوط الحرب التجارية على الاقتصادين الصيني والأميركي.
ورجحت مصادر مطلعة أن يتحدث ترامب مع نظيره الصيني شي جينبينغ هذا الأسبوع، بعد تصريحات متفائلة أطلقها خلال الأيام الماضية عن إمكانية التوصل لاتفاق تجاري بين البلدين.
ورفض مسؤولو البيت الأبيض الأحد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، وقالوا إن مخاطر الركود ضعيفة رغم تقلب أسواق السندات العالمية على مدى الأسبوع الماضي، مؤكدين أن الحرب التجارية مع الصين لم تتسبب في أي خسائر للولايات المتحدة.
وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن ممثلي الشؤون التجارية في الولايات المتحدة والصين سيجرون محادثات في غضون عشرة أيام وإنه “إذا نجحت هذه الاجتماعات… نعتزم دعوة (ممثلي) الصين للحضور إلى الولايات المتحدة” لدعم إحراز تقدم في المفاوضات من أجل إنهاء الحرب التجارية التي باتت تشكل خطرا محتملا على النمو الاقتصادي العالمي.
ورغم توقف المحادثات في الوقت الحالي وتهديد زيادة الرسوم الجمركية وغيرها من القيود التجارية المحدقة بالاقتصاد العالمي، قال كودلو لبرنامج فوكس نيوز صنداي إن الولايات المتحدة لا تزال “في حالة جيدة جدا”. وأضاف “لا ركود في المدى المنظور.. المستهلكون يعملون وأجورهم تزيد. هم ينفقون ويدخرون”.
ويأتي القرار الأميركي بعد تزايد المؤشرات على احتمال سقوط الاقتصاد الأميركي في قبضة الركود وتصاعد الضغوط لخفض أسعار الفائدة الأميركية وخاصة من قبل ترامب ومسؤولي الإدارة الأميركية. وتزامن تأجيل حظر هواوي مع تصريحات للرئيس الأميركي قال فيها إنه “لا يريد للولايات المتحدة أن تتعامل مع شركة هواوي”، الأمر الذي يؤكد حجم الضغوط الداخلية لتخفيف آثار الحرب الاقتصادية.
وكانت هواوي، ثاني أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم من حيث المبيعات، قد وجدت نفسها في أزمة عميقة في مايو الماضي حين فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في إطار الحرب التجارية الأميركية الصينية. ولاح أكبر المخاطر المحدقة في إعلان شركة غوغل عن تقييد وصول هواتف هواوي الذكية إلى نظام تشغيل أندرويد وتطبيقاتها الأساسية، التي تعتمد عليها.
وأدى ذلك إلى زعزعة خطط هواوي، التي تفوقت العام الماضي على أبل في مبيعات الهواتف الذكية، وكانت تتجه خلال العام الحالي إلى إزاحة سامسونغ عن زعامة أكبر مصنعي الهواتف في العالم.
ولا تقتصر الضغوط الأميركية على منع دخول أجهزة هواوي إلى الولايات المتحدة بل تمتد إلى الضغط على حلفاء واشنطن لمقاطعة معدات الجيل الخامس للاتصالات، التي تنفرد هواوي في صدارة مصنعيها.
الحظر هو جزء من جهود شاملة تقوم بها إدارة الرئيس ترامب لتقييد نشاطات هواوي التي يقول مسؤولون إنها ترتبط بعلاقات مع الاستخبارات الصينية مما يجعلها تشكّل تهديدا
وكان محللون قد حذروا بعد فرض العقوبات الأميركية على هواوي من أنها ستدفع الشركة إلى تعزيز اكتفائها الذاتي وتسريع خطط التخلي عن المكونات والبرامج الأميركية.
وعبرت غوغل عن قلقها من أن يؤدي عدم السماح لها بتحديث نظام أندرويد على هواتف هواوي الذكية إلى ابتعادها عن نظام أندرويد وتطبيقات غوغل الأخرى.
وحصل ذلك بالفعل حيث أطلقت هواوي نظام تشغيل للهواتف الذكية أطلقت عليه اسم هارمونيوس، وبدأت بالخروج تدريجيا من عباءة نظام أندرويد، الذي تنتجه غوغل، والتي سبق أن حذرت من حدوث ذلك.
وقالت غوغل حينها إن الحظر يهدد الأمن القومي الأميركي، في رد مباشر على مزاعم ترامب بأن الشركة الصينية هي التي تمثل خطرا على الولايات المتحدة. وقالت إن إدارة ترامب تخاطر بتعريض المصالح الأميركية للخطر، إذا واصلت فرض قيود على تصدير منتجات الشركات الأميركية إلى هواوي.
وكان مؤسس شركة هواوي رين تشنغفاي قد وجّه تحذيرا لواشنطن بعد أيام من فرض العقوبات في مايو من أن واشنطن “تسيء تقدير قوة هواوي”، وهو ما أكدته المفاجآت التي فجرتها هواوي واضطرار واشنطن لتأجيل الحظر عليها مرتين.