خطر البيت أكبر من الشارع على الأطفال في تونس

الشارع يأتي في المرتبة الثانية من حيث تسجيل حالات تهديد للأطفال وذلك بنسبة 18 في المئة تليه المؤسسات التربوية.
الخميس 2023/12/21
من يحمي الطفولة في تونس

تونس - يتعرض غالبية الأطفال التونسيين للعنف وللعقوبات البدنية كوسيلة مباحة للتربية في جل الأسر التونسية. وما يثير الفزع أن ما يتعرضون له من عنف يتم داخل أكثر مكان يفترض أن يوفر الأمان والحماية لهم، وهو البيت. وصدمت إحصائيات أوردتها آمال بلحاج موسى وزيرة المرأة والأسرة والطفولة والمسنين التونسية المهتمين بشؤون حماية الطفولة بعد أن أكدت الأرقام على أن الخطر على الطفل في منزله قد يكون أكثر منه مما وهو في الشارع.

وخلال عرضها للبيانات الإحصائية المتعلقة بنشاط مندوبي حماية الطفولة لعام 2022، أفادت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن آمال بلحاج موسى بأن خطر البيت أكبر من الشارع على الأطفال في تونس.

وقالت بلحاج موسى إن المنزل سجل أعلى نسبة تهديد للأطفال بنسبة 59 في المئة من جملة 22690 إشعارا وردا على مندوبي حماية الطفولة خلال سنة 2022، وذلك خلال لقاء التأم بالعاصمة بمناسبة اختتام شهر حماية الطفولة.

آمال بلحاج موسى: المنزل سجل أعلى نسبة تهديد للأطفال بنسبة 59 في المئة
آمال بلحاج موسى: المنزل سجل أعلى نسبة تهديد للأطفال بنسبة 59 في المئة

وأوضحت الوزيرة أن الشارع يأتي في المرتبة الثانية من حيث تسجيل حالات تهديد للأطفال وذلك بنسبة 18 في المئة تليه المؤسسات التربوية بنسبة 13 في المئة، فالمؤسسات الصحيّة بنسبة 4 في المئة ثم المؤسسات الأمنية والرعائية بنسبة 1 في المئة.

ولفتت بلحاج موسى في ذات السياق إلى أن حالات عجز الأبوين أو المسؤول عن الإحاطة بالطفل مثلت 6015 من جملة الإشعارات، واستأثرت حالات التقصير البيّن والمتواصل في التربية والرعاية بـ5934 إشعارا واعتياد سوء معاملة الطفل بـ5932 إشعارا.

وارتفع عدد الإشعارات الواردة على مندوبي حماية الطفولة خلال سنة 2022 بـ5625 إشعارا ليبلغ 22690 إشعارا بعد أن كان في حدود 17069 إشعارا خلال سنة 2021، حسب الوزيرة التي بيّنت أن المعدل الوطني لعدد الإشعارات بلغ قرابة 946 إشعارا عن كل ولاية.

وفي فبراير الماضي تعرض ثلاثة أطفال بالعاصمة، تتراوح أعمارهم بين أربع وسبع سنوات إلى العنف الشديد وسوء المعاملة من قبل زوجة والدهم، ما حتم انعقاد جلسة استعجالية تم بموجبها إسناد الحضانة إلى جدهم للأم، من قبل قاضي الأسرة بالجهة.

وفي 2019، هزت الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لطفل مقيد القدمين بالفناء الخلفي لمنزل عائلته وممسكا بالأرض للحفاظ على توازنه، الرأي العام التونسي والدولي. وتشير الكثير من الدلائل إلى أن هذه الحالة لا يمكن الحديث عنها كحالة منفردة، نظرا لاستخدام العقوبات البدنية كوسيلة مباحة للتربية في جل الأسر التونسية.

وعبّرت منظمة الطفولة العالمية “يونيسف” عن فزعها واستيائها الشديد من مشاهد العنف ضد الأطفال داخل الأسر التونسية بعد تداول مواقع التواصل الاجتماعي لصور المعنّف بشكل واسع في تونس. وقالت “ترتكز تربية الأطفال وتعليمهم على الحنان وليس العنف”، مضيفة أن العنف غير مقبول بأي شكل من الأشكال، لا شيء يبرر استخدام العنف بشكل عام بما في ذلك ضد الأطفال.

 

15