خطة لجعل الخطوط السعودية منافسا تحت مظلة صندوق الثروة

صندوق الثروة السيادية السعودي يتطلع إلى تحويل البلاد إلى نقطة جذب سياحية.
الثلاثاء 2024/03/19
انطلاقة جديدة

الرياض - يجري صندوق الثروة السيادية السعودي محادثات مبكرة للاستحواذ على شركة الطيران الحكومية الأقدم في البلاد، حيث يتطلع إلى ضخ مليارات الدولارات لتحويل البلاد إلى نقطة جذب سياحية.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ الاثنين أن الصندوق يدرّس صفقة من شأنها أن تضيف الخطوط السعودية البالغة من العمر 80 عاما إلى محفظته المتنامية من أصول الطيران في أقرب وقت من العام المقبل.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأن المعلومات غير مؤكدة، إن صندوق الثروة “سيتولى ملكية شركة الطيران من الحكومة بهدف تحسين الكفاءة والربحية”.

وأضافت أنه “من الممكن بعد ذلك خصخصة الشركة أو دمجها مع طيران الرياض، التي يعكف صندوق الثروة على تأسيسها حاليا”.

ومن غير الواضح كيف سيتم تقييم الخطوط السعودية من قبل الصندوق، الذي تلقى في الماضي أصولًا من الحكومة دون الحاجة إلى الدفع لإعدادها للخصخصة.

ولم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية. وقالت المصادر إن “المحادثات لا تزال في مرحلة مبكرة وقد تتأخر الخطة أو يتم التخلي عنها”. وامتنع ممثلون عن السعودية وصندوق الثروة عن التعليق.

وترغب الحكومة في زيادة الرحلات الدولية المباشرة إلى 250 من 99 حاليا لأسباب منها تعزيز قطاع السياحة الناشئ وتحويل البلد النفطي الثري إلى مركز تجاري رئيسي.

إبراهيم الكشي: الشركة تسعى إلى العودة للربحية خلال العام 2024
إبراهيم الكشي: الشركة تسعى إلى العودة للربحية خلال العام 2024

وتشغل الخطوط السعودية رحلاتها إلى ما يزيد على 100 وجهة حول العالم، بأسطول يبلغ حاليا 144 طائرة متنوعة الطرازات من بوينغ وأيرباص. وكانت قد وقعت صفقة العام الماضي مع الشركة الأميركية لشراء 49 طائرة جديدة.

وتطمح الشركة إلى مزيد من النمو والمنافسة مع أكبر الشركات الإقليمية، حيث تستثمر في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة كنقطة محورية تربط الشرق بالغرب لخدمة رحلات العبور.

ويتواكب مع ذلك تطوير جذري لتعزيز تجربة سفر الضيوف عبر أحدث الأنظمة الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي وكذلك من خلال تحديث منظومة أنظمتها الأمر الذي يعزز من كفاءة وانضباط الأداء التشغيلي لمنظومة رحلاتها.

وحققت الشركة معدلات متميزة من واقع تقرير الأداء التشغيلي للعام 2023، والذي أشار إلى نقل أكثر من 30 مليون ضيف، بنمو مقداره 21 في المئة عن العام السابق.

وسبق أن أكد الرئيس التنفيذي للخطوط السعودية إبراهيم الكشي في العديد من المناسبات أن الشركة المملوكة للدولة، وتدير أيضا شركة أديل للطيران الإقليمي، تخطط للعودة إلى الربحية بحلول 2024.

وإلى جانب ترقية أعمال الخطوط السعودية انطلاقا من غرب البلاد الذي يشهد تحولا كبيرا بالنظر إلى المشاريع العملاقة على ساحل البحر الأحمر تطمح الحكومة إلى تحويل الرياض إلى مركز أعمال قوي والتنافس مع شركات الطيران الخليجية الكبرى على حركة النقل العالمية.

وتستحوذ طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والخطوط الجوية القطرية على النصيب الأكبر من السوق في الشرق الأوسط والعالم بالنظر لتميزها في خدمات الرحلات الطويلة التي جعلتها تكسب ثقة ملايين زبائن وتحول المنطقة إلى مركز ترانزيت دولي.

وتسعى شركة طيران الرياض، التي أنشأها صندوق الثروة كجزء من تلك الجهود، إلى بناء شبكتها وتحدي شركتي طيران الإمارات والخطوط القطرية.

وفي الوقت نفسه، يجري تغيير موقع الخطوط السعودية، ومقرها جدة، وهي أكبر شركة طيران في البلاد، للتركيز على الحج الديني.

وفي العام الماضي، تعاونت الشركتان السعوديتان في طلب شراء 78 طائرة بوينغ 787 دريملاينر، وهي صفقة قدر البيت الأبيض قيمتها بنحو 37 مليار دولار.

وتريد السعودية جذب 150 مليون سائح سنويا بحلول نهاية العقد الحالي، في إطار خطط لتنويع الاقتصاد وجذب المزيد من العملات الأجنبية للاقتصاد المعتمد على النفط.

144

طائرة أسطول الشركة ويضم طرزا متنوعة من بوينغ وأيرباص ولديها طلبية من الشركة الأميركية بنحو 49 طائرة جديدة

وكجزء من هذه الجهود، يقوم الصندوق السيادي بإعادة تطوير مطار الرياض ليصبح أحد أكبر المطارات في العالم. كما أنشأت شركة لتأجير الطائرات، وشركة لطائرات الهليكوبتر، واستثمرت في الوحدة الهندسية في السعودية.

وتم تسليم الصندوق حصة إضافية في أرامكو في وقت سابق من هذا الشهر، ولديه الآن أصول تزيد قيمتها عن 640 مليار دولار. وهذا أقل بقليل من هدف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المتمثل في الحصول على تريليون دولار بحلول العام المقبل.

وصندوق الثروة هو الذراع الرئيسي المكلف بقيادة برنامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030. ومع توقع الحكومة حدوث عجز كل عام حتى 2026، هناك شعور بالإلحاح في الصندوق لحشد التمويل لالتزامات الإنفاق بمليارات الدولارات.

وقال طارق فضل الله رئيس ذراع إدارة الأصول لشركة نومورا القابضة في الشرق الأوسط لتلفزيون بلومبرغ إن “الحكومة السعودية تواجه بعض القيود المالية، مثل جميع الحكومات، ولذا يتعين عليها تحديد الأولويات”.

وأضاف “في الوقت الحالي، نرى الأولوية لقطاعات مثل السياحة والطيران والرعاية الصحية والترفيه”. وتابع “هذه هي الثمار المنخفضة التي تلتزم الحكومة بتوفير الموارد المتاحة لها على المدى القصير والمتوسط.”

11