خطة أردنية طموحة لتنمية صناعة ألعاب الفيديو

وزارة الاقتصاد الرقمي وضعت توفير الدعم للقطاع وتبسيط الإجراءات أولوية لزيادة حجم السوق بحلول 2033.
الخميس 2023/04/13
حان وقت زيادة جرعة التشويق

فتح الأردن أبواب طموحاته لإرساء قاعدة صناعية في ألعاب الفيديو مستفيدا من الموجة الكبيرة للاستثمار بهذا المجال في دول عربية أخرى رغم أن تنمية هذا القطاع الواعد تتطلب إزالة العديد من العقبات حتى يكون جاذبا للمستثمرين والمطورين.

الرباط - يخطط الأردن لتحفيز صناعة الألعاب الإلكترونية خلال المرحلة المقبلة والاستفادة من الفورة التي يشهدها القطاع عربيا وعالميا وذلك بالتشجيع على الابتكار وتوفير الدعم المالي له.

وتسعى الحكومة لاستقطاب استثمارات جديدة للقطاع بما يتيح لها اللحاق بركب دول عربية في مقدمتها السعودية والإمارات ومصر والمغرب في تبني هذا المسار بالنظر إلى ما تحققه هذه الصناعة من عوائد.

ووضعت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في أولوياتها توفير الدعم للقطاع وتبسيط الإجراءات لاقتحامه، والمقرر تنفيذها خلال العام الحالي ضمن البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي التي تمتد حتى العام 2033.

وشرعت الوزارة الشهر الماضي بدراسة لأفضل الممارسات الدولية حول الرياضات والألعاب الإلكترونية ستنتهي في أبريل الحالي، بالإضافة إلى إعداد مسودة إطار تنظمي للقطاع، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية، يتوقع أن تكون جاهزة في ديسمبر المقبل.

وتضم البلاد وخاصة العاصمة عمّان العديد من الشركات الناجحة والتجارب المميزة في نشر الألعاب وتطويرها، والعام الماضي أُنشئ مختبر للألعاب، يهدف إلى نشر ثقافة صناعة الألعاب وتوسيعها وتطويرها في المستقبل.

راما الرواش: نسعى للترويج للأردن كمركز إقليمي للألعاب الإلكترونية
راما الرواش: نسعى للترويج للأردن كمركز إقليمي للألعاب الإلكترونية

ويرى خبراء أن مختبر صناعة الألعاب الذي تم تأسيسه في العام 2011 سيكون نواة لجعل القطاع أكثر نموا في غضون سنوات قليلة، حيث لا يزال حجم السوق صغيرا، إذ تشير التقديرات إلى أنه يتخطى الثلاثين مليون دولار فقط.

لكنهم لفتوا إلى أن الخطوة تواجه تحديات تتمثل بعدم استمرارية عمل الموظفين، وقلة الموارد البشرية ذات الخبرة، ما يتطلب تسليط الضوء على هذه الصناعة لتوعية المجتمع بأهميتها، وتوفير الدعم المادي والمعنوي والدراسات حولها.

وكان صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية قد أطلق المختبر لتلبية احتياجات المطورين والشركات في تصميم الألعاب وبرمجتها، ليكون حاضنة لمشاريع رواد الأعمال، وتوفير الفرصة لتطوير أفكارهم وتنميتها وإخراجها إلى حيز الوجود.

وتؤكد مديرة البرامج والمبادرات بالوكالة في الصندوق راما الرواش أن المختبر يدعم صناعة الألعاب الإلكترونية بالبلاد، حيث ساهم في مساعدة الشباب على تطوير أفكارهم وتعليمهم أسس التصميم والإنتاج.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن الرواش قولها "نسعى للترويج للأردن كمركز إقليمي للألعاب الإلكترونية، وبناء قدرات الشباب وإكسابهم المهارات التقنية اللازمة في مجال التكنولوجيا وإيجاد بيئة حاضنة للمطورين وإشراكهم في تنمية هذا القطاع المهم".

وأسس البرنامج سبعة مختبرات مجهزة بأحدث التقنيات في العاصمة وإربد والعقبة ومعان في جامعة الحسين بن طلال والزرقاء، والكرك في نادي الإبداع وجامعة مؤتة، بالإضافة إلى المختبر المتنقل، فيما بلغ عدد المنتسبين إليه نحو 10 آلاف شخص.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 90 في المئة من الأردنيين يعتمدون على الهواتف الذكية، فيما يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت حوالي 8.7 مليون شخص في بلد يضم أكثر من 11.2 مليون نسمة.

وبرزت شركة طماطم المتخصصة في ألعاب الفيديو على الهواتف الذكية باللغة العربية التي أسسها حسام حمو في العام 2013 كإحدى التجارب الأردنية الناجحة، حيث توظف مئة شخص وتضم أكثر من 3.5 مليون لاعب نشط شهريا.

بيئة ريادة الأعمال بالبلاد في تحسن مستمر
بيئة ريادة الأعمال بالبلاد في تحسن مستمر

وصنف المنتدى الاقتصادي العالمي في العام 2019 طماطم كواحدة من أفضل مئة شركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشكل الثورة الصناعية الرابعة.

ولدى أصحاب الشركة قناعة بأن ألعاب الهواتف الذكية تعتبر من أسرع الصناعات نموا في العالم، فقد شهدت خلال السنوات القليلة الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد المستخدمين ولاسيما أثناء الأزمة الصحية العالمية.

ويرى الرئيس التنفيذي للصندوق الأردني للريادة محمد المحتسب أن بيئة ريادة الأعمال بالبلاد في تحسن مستمر، لكنه قال إنه يمكن تحسينها “عبر التدريبات اللازمة للرياديين والرياديات وهنا يأتي دور المسرعات والحاضنات”.

وبحسب المحتسب تم ضمن برنامج تطوير الحاضنات والمسرعات، دعم مسرّعتي أعمال، هما أويسس 500 وذا كور أتش.تي.يو.

نور خريس: استمرارية عمل المطورين والمنافسة أبرز تحديين للقطاع
نور خريس: استمرارية عمل المطورين والمنافسة أبرز تحديين للقطاع

ويتوقع منهما المساهمة في تسريع عمل 30 شركة ناشئة خلال ثلاث سنوات، وكذلك دعم 5 حاضنات تتركز خدماتها في مجالات عمل جديدة يمكن أن تفتح آفاقًا استثمارية في المجالات مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتقنية التعليم والتقنية الخضراء وغيرها.

وأطلق الصندوق منصة إلكترونية “ستارت ابس” مع جمعية “إنتاج” لتكون بوابة تفاعلية للشركات الناشئة نحو حصولها على فرص استثمارية، حيث تحتوي على قاعدة بيانات متكاملة تضم الرياديين والممولين والمستثمرين في ريادة الأعمال في مكان واحد.

كما وفر الدعم لبرنامج تمكين الريادة لقرابة 600 من رواد الأعمال وأصحاب شركات ناشئة قائمة أو جديدة على تنمية قدراتهم وتمكين مسارهم وتجهيزهم لجعل شركاتهم قادرة على استقطاب الاستثمار من الجهات الاستثمارية المختلفة.

ويرى الشريك التقني لمختبر صناعة الألعاب نور خريس أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع بالمنطقة العربية هي استمرارية عمل الموظفين من مبرمجين ومصممين.

وعلاوة على ذلك عدم توفر تخصصات ومخرجات جامعية تتوافق مع متطلبات القطاع المتنامية، وصعوبة القيام بعمليات الشراء داخل التطبيق لأن نسبة كبيرة من المستخدمين هم من الفئات العمرية الصغيرة والطلاب الذين يصعب عليهم الحصول على اعتماد ائتماني.

وتظهر شركة ماد هوك الناشئة التي تأسست في العام 2018 كأحد المطورين لألعاب الإلكترونية على الهواتف الذكية حيث سجلت نحو 50 مليون تحميل لألعابها.

ويقول مديرها التنفيذي حازم الحنبلي إن ثمة تحديات تواجه المطور الأردني، تتلخص بقلة الموارد البشرية ذات الخبرة، وصعوبة المنافسة مع الشركات العالمية، وصعوبة الحصول على بعض الأدوات اللازمة إما بسبب عدم توفرها أو لارتفاع أسعارها.

وهناك شركة أخرى بارزة في السوق المحلية وهي ربابة جيمز التي تأسست قبل عشر سنوات، فقد أصدرت لعبتها الرئيسية “هجولة” في 2016 على الأجهزة المحمولة والبلايستيشن.

وقال المدير التنفيذي للشركة حسام الناطور إن “اللعبة حققت نجاحا ملحوظا بتحميلها 120 مليون مرة على الأجهزة المحمولة، وفي عام 2017 جرى إصدارها في متاجر بلايستيشن وباعت اللعبة حوالي من 500 ألف نسخة”.

وحتى الآن لا يتجاوز عدد المهتمين بهذه الصناعة في الأردن نحو 400 موظف يعملون في جميع شركات الألعاب الإلكترونية، مما يتطلب جهودا كبيرة لبلوغ الأهداف.

11