خطاب الكراهية على رف الكتب

الفنان شاكر حسن آل سعيد يولّد في كتابه "أنا النقطة فوق فاء الحرف" الأسئلة الفنية وغيرها.
الأحد 2024/02/04
لوحة لبهرام حاجو

يُعالج الكتاب الجماعي “خطاب الكراهية في وسائل الإعلام” الصادر عن دار ألفا دوك للنشر والتوزيع بالجزائر، العديد من المسائل القانونية، والثقافية، والمعرفية، والاجتماعية ذات العلاقة بوسائل الإعلام الحديثة، والرسائل السلبية التي من الممكن أن تُشكلها لدى مخاطبة المتلقين بها.

وشكلت وسائل الإعلام ممولا لا ينضب للمشاركة المعرفية والثقافية، والطبيعة اللامركزية للبعض منها جعلها كيانا مثاليا للتعبير الحر عن الرأي والفكر، لكن تلك الديمقراطية ما لبثت أن حولت الفضاء الإعلامي إلى منبر للتحريض على الكراهية ضد أفراد ومؤسسات وعرقيات وديانات، بعضها خرج عن إطاره اللفظي ليتحول إلى عنف مادي يُعدّ القتل إحدى نهاياتها الوخيمة.

ويشير هذا الإصدار إلى أنّ مصادر الخطاب الكاره وصفاته تعددت وتنوعت؛ بين الفردي المعزول والجماعي المؤدلج الذي تغذيه بعض المؤسسات والتنظيمات الساعية لتحقيق أهداف محددة من خلال نشرها للكراهية.

وسعت العديد من الدول إلى محاربة خطاب الكراهية من خلال سن قوانين وتشريعات مناهضة له، مدعومة بجهود بعض المؤسسات الإعلامية في ذات السبيل، ورغم ذلك استمر انتشار خطاب الكراهية في منحاه التصاعدي، لتطرح العديد من النقاشات العلمية حول السبل المثلى لكبح جماح الكراهية في وسائل الإعلام.

التدريب ضرورة إنسانية

g

ما هو التدريب مفهومًا وأهمية؟ ما أسسه وأهدافه؟ ما أنواعه وأساليبه؟ وكيف تتم خطوات التدريب وعملياته للوصول إلى مزاياه وفوائده والنتائج المرجوّة منه؟ هذه الأسئلة وغيرها تشكل موضوعا لدراسة حيوية مهمة أنجزتها الباحثة الأردنية الأكاديمية دعاء محمد أحمد العبادي في كتابها “التدريب وتطوير المورد البشري”.

بنت الباحثة دراستها، الصادرة حديثا عن “الآن ناشرون وموزعون”، على موضوع غاية في الأهمية؛ فالتدريب يمثل اليوم حاجة ماسة للمؤسسات وبيئات العمل والأفراد في ذواتهم، وذلك بفعل التطور والتقدّم التكنولوجي والمنافسة العالمية الحادة، وتغير واقع الإنسان الذي بات مطالبا بجهد أكبر لتحقيق ذاته.

الكتاب يقدم استجابة علمية أكاديمية وعملية لتلبية هذه الحاجة من خلال تعميق دراستها وفهمها، إذ تكشف الباحثة عن أثر التدريب على تطوير أداء المورد البشري بداية بالأردن، من خلال بحث نظري واف ودراسة تطبيقية ميدانية مفصلة. وتطرقت الباحثة إلى مفهوم التدريب وما يتفرع عنه من أسئلة وقضايا نظرية وإجرائية. وتوقفت عند العملية التدريبية دون أن تُغفِل الصعوبات والتحديات التي تواجهها، وسبل مواجهة هذه التحديات وتذليل صعوباتها.

أسئلة فنية

g

شاكر حسن آل سعيد فنان عربي في هذا القرن بكل تناقضاته وطموحاته، هذا ما يقدمه كتابه “أنا النقطة فوق فاء الحرف”، في رحلة بين التصوف والتشكيل، تبدأ من سؤال: ما الذي يجمع بين الكشف العرفاني والصياغة اللونية؟ بين فن الخط، القديم والعربي، والرسم الزيتي، الحديث والغربي؟ بين حال الجسد الفردي المعبّر والتزاماته النظرية والثقافية والدينية، أي غير الفردية وبالتالي بين الفكر والفن، من جهة، وبين الفرد والجماعة ثقافياً، من جهة ثانية؟

أسئلة أخرى، أسئلة “متمزقة”، إذا جاز القول، حين يصوغها فنان عربي، لا يريد أن يتخلى عن الماضي أبدا، ويريد، في الوقت نفسه، أن يندمج طليعياً في تيارات هذا العصر.

وفي كتابه الصادر عن دار خطوط وظلال يولّد الفنان الأسئلة الفنية وغيرها. وهو يتساءل أكثر مما يجيب، رغم التأكيدات، القاطعة أحياناً، التي تتضمنها كتاباته النظرية عن الفن. إذ يسأل السؤال نفسه بصيغ مختلفة، وفي كل مرة يجد جوابا، ثم لا يلبث لاحقا أن يجد جوابا آخر عليه، فيصوغه من جديد.

10