خصومات أسعار النفط السعودي تظهر اشتداد المنافسة في آسيا

الرياض - اضطرت السعودية في هذه الفترة إلى تقديم بعض نفطها الخام بخصومات كبيرة إلى الأسواق الآسيوية، حيث تثير تدفقات النفط الروسي الرخيص منافسة شديدة.

وحددت الحكومة أسعار فئتيها العربي الثقيل والمتوسط العربي بأكبر خصم لسعر الخام الخفيف منذ عام 2014 لشحنات تحميل أغسطس إلى آسيا، وفقًا لبيانات جمعتها وكالة بلومبرغ.

وتعتبر الصين والهند من المشترين الأساسيين لأنواع الخام منخفضة الأسعار، لكنهما اتجهتا إلى زيادة مشترياتهما من النفط الروسي الذي يباع بتخفيضات كبيرة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي.

والسعودية ليست المنتج الوحيد في منظمة أوبك الذي يتعرض لضغوط من تعطش آسيا إلى الخام الروسي الرخيص؛ فقد اضطرت إيران إلى خفض تكلفة نفطها المخفض بالفعل للتنافس على جذب الزبائن في الصين، بينما تعرض فنزويلا خامها بخصم قياسي، كما تأثر العراق بمنافسة الأسعار في قارة تضم أكبر سوق استهلاكية في العالم.

وحتى تتمكن من التأقلم مع الأسواق تعْرض السعودية خصومات مماثلة على الزبائن في أوروبا والولايات المتحدة رغم أن معظم المشترين من الأصناف الثقيلة في آسيا لأن مصافيهم عادة ما تكون مجهزة بشكل أفضل لمعالجة الأصناف ذات الكثافة العالية.

وقال متعاملون وشركات رصد الناقلات لرويترز الأربعاء إن الصين واصلت وارداتها القياسية من الخام الروسي منخفض السعر في شهر يونيو الماضي، على الرغم من تراجع إجمالي وارداتها من الخام بسبب إجراءات الإغلاق المتعلقة بكوفيد - 19، مما قلص إمداداتها من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا.

والصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، والخام الروسي يساعد المصافي الصينية على الإبقاء على التكاليف منخفضة في وقت تتقلص فيه هوامش ربحها بسبب تباطؤ الطلب نتيجة لقيود كورونا.

وعلى الجانب الآخر من المتوقع أن ينخفض إجمالي واردات الصين من السعودية إلى أدنى مستوياته في عامين ليبلغ 1.3 مليون برميل يوميا، وفقا لتقديرات رفينيتيف.

وتقدر شحنات الخام الروسي المحمولة بحرا بما بين 1.04 و1.15 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي، وهي مستقرة بالمقارنة بشحنات مايو التي بلغت 1.1 مليون برميل يوميا مقتربة من مستواها القياسي.

وتنتج أنواع الخام الأثقل مثل الخام العربي الثقيل والمتوسط كميات أكبر من وقود البترول الأقل ربحية والذي يستخدم بشكل أساسي في السفن ومحطات توليد الكهرباء، في حين تفضل المصافي أنواع الخام الخفيف التي تنتج كميات أكبر من البنزين والديزل (السولار) عند تكريرها.

وتراجعت أرباح تحويل النفط الخام إلى زيت وقود في آسيا، وهي قريبة من أدنى مستوى لها منذ عام 2019. ومن المحتمل أن يكون هذا قد ساهم في تخفيضات أعمق للأصناف الثقيلة.