خسائر كبيرة تكبدتها ميليشيات الحوثي في الحديدة

عدن - قتل 32 متمردا في اليمن باشتباكات متقطعة مع القوات الحكومية وغارات جوية شنتها طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية في محيط مدينة الحديدة الساحلية في الساعات الـ24 الماضية، حسب ما أفادت، الأحد، مصادر عسكرية وطبية.
وتواصلت الاشتباكات في محيط الحديدة، الأحد، في وقت بدأ مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث زيارة إلى صنعاء في محاولة لإعادة إحياء الآمال بعقد جولة محادثات سلام بعد أيام من فشل الجولة الأخيرة إثر رفض المتمردين الحضور دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا إلى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرتهم.
وقال سكان ومصادر طبية لرويترز إن أربعة أشخاص قتلوا، الأحد، في ضربة جوية استهدفت محطة إذاعية في مدينة الحديدة اليمنية المطلة على البحر الأحمر.
وأضافوا أن الأربعة يعملون في المحطة.
وتأتي الضربة الجوية فيما استأنف التحالف بقيادة السعودية الأسبوع الماضي هجوما لطرد جماعة الحوثي من الحديدة الميناء الرئيسي في شمال اليمن وبوابة وصول الواردات للعاصمة صنعاء.
والمدينتان تحت سيطرة الحوثيين. ولم يتسن الاتصال بالتحالف للحصول على تعقيب.
وتمكنت قوات يمنية مدعومة من تحالف يدعمه الغرب الأسبوع الماضي من السيطرة على الطريق الرئيسي الواصل بين صنعاء والحديدة بعد أيام من انهيار محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
وقال التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات إن السيطرة على الحديدة ستجبر جماعة الحوثي المدعومة من إيران على التفاوض عن طريق قطع خط الإمداد الرئيسي لها.
وإلى ذلك، رصدت قوات التحالف العربي إقدام عناصر ميليشيات الحوثي على إحراق محطة وقود ومستودع إغاثي في منطقة الكيلو 16 بمحافظة الحديدة.
وقالت وكالة أنباء الإمارات "وام"، الأحد، إن إحراق ميليشيات الحوثي جاء استمرارًا لأعمالها التخريبية بعد هزائمها المتلاحقة في جبهة الحديدة وهروب عناصرها المنهارة تجاه الجبال نتيجة تضييق الخناق عليها من قبل قوات المقاومة اليمنية المشتركة وعلى رأسها “ألوية العمالقة”.
وأضافت "تواصل قوات التحالف العربي رصد تحركات عناصر ميليشيات الحوثي الإجرامية بشكل دقيق؛ ما يسهم في إفشال أي عمليات عسكرية يائسة لمسلحيها إضافة إلى تدمير تحصيناتها ودفاعاتها الأمر الذي حطم معنويات عناصرها وجعلهم يفرون من ساحات القتال تاركين خلفهم أسلحتهم وقتلاهم ما شكل أزمة كبيرة في صفوف الميليشيات التي تواجه نقصًا كبيرًا في أعداد المقاتلين خاصة بعد نجاح قوات المقاومة اليمنية في قطع أهم خطوط إمدادهم و محاصرتهم داخل مدينة الحديدة من عدة جهات”.
ونقلت الوكالة عن مصادر ميدانية يمنية قولها إن “مدينة الحديدة تعيش حالة من الغليان الشعبي ضد ميليشيات الحوثي الموالية لإيران؛ جراء ممارساتها الإرهابية واستهداف مسلحيها المدنيين الأبرياء والبنى التحتية داخل المدينة وسط توقعات بأن يزيد ذلك من وتيرة إجرام الحوثيين بحق سكان الحديدة”.
وسيطرت القوات الموالية للحكومة، الأربعاء، على طريق رئيسي قرب مدينة الحديدة، الكيلو 16 الذي يربط وسط المدينة بالعاصمة وبمدن أخرى ويشكل خطا بارزا لإمداد المتمردين الحوثيين.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في يونيو الماضي حملة عسكرية على الساحل الغربي بهدف السيطرة على ميناء الحديدة الخاضع للمتمردين والذي يعتبره التحالف العسكري بقيادة السعودية ممرا لتهريب الأسلحة.
وفي مطلع يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم البري على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.
ورغم المعارك الجديدة في محيطها، ذكر مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية أن هذه المعارك لا تعني استئناف الحملة، وإنما هدفها السيطرة فقط على طرق رئيسية قرب المدينة.
ويسيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء ومناطق أخرى منذ سبتمبر 2014. وتحاول القوات الحكومية استعادة الأراضي التي خسرتها بمساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد دعما لقوات الحكومة منذ مارس 2015.