خسائر الحوثيين في الحديدة تضيق المجال أمام هامش مناوراتهم السياسية

الحديدة (اليمن)- كثفت قوات الجيش الحكومي بمساندة قوات التحالف العربي عملياتها العسكرية منذ أيام في عدة جبهات بمحافظتي صعدة والحديدة، محققة تقدم نوعي باتجاه مواقع الحوثيين، المستمرين في المماطلة لتعطيل مساعي السلام.
وقتل عشرات المتمردين اليمنيين في معارك وغارات جوية في الحديدة، حسبما أفادت مصادر طبية الأحد، بينما تقدمت القوات الموالية للحكومة في الساعات الماضية في المدينة الواقعة على البحر الأحمر.
وقالت مصادر طبية في المنطقة أن 53 متمردا حوثيا قتلوا وأصيب العشرات في الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وأكد مصدر في القوات الموالية للحكومة أن المعارك اشتدت في المدينة وفي محيط جامعتها السبت وصباح الأحد.
وقامت طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية بشن غارات جوية لدعم القوات الموالية للحكومة، بحسب مصادر في هذه القوات.
وقتل 13 عنصرا من القوات الموالية للحكومة، بحسب مصادر طبية في مدينتي المخا وعدن، التي تم نقلهم إليها.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد إعلان الحكومة اليمنية الخميس استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين.
وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن في غضون شهر.
في سياق متصل أعلنت قوات الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، الأحد، تحرير مواقع جديدة من قبضة الحوثيين في محافظة الحديدة، غربي اليمن.
وقالت قوات ألوية العمالقة (قوات جنوبية) إنها سيطرت بقيادة القائد العام لجبهة الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي وإسناد التحالف العربي على شارع المسناء في مدينة الحديدة".
واشارت إلى أن السيطرة امتدت إلى " دوار يمن موبيل القريب من صوامع ومطاحن البحر الأحمر وهو التقاطع الذي يفصل بين شارع المسناء وخط كيلو 16 الإستراتيجي والذي يعتبر الشريان الرئيسي لمدينة الحديدة".
وذكرت ألوية العمالقة أن قواتها واصلت تقدمها من الجهة الشرقية للمدينة "حيث تقدمت القوات من خط كيلو 16 وسيطرت على عدد من مواقع المليشيات وكبدتهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح".
وأوضحت أن القوات تخوض اشتباكات عنيفة مع مليشيات الحوثي في مدخل المدينة الجنوبي انطلاقا من حي منظر .
وأكدت أن العمليات العسكرية لألوية العمالقة والقوات المشتركة تستمر بدعم واسناد من قوات التحالف العربي في عدة محاور في الحديدة "حتى يتم تطهيرها من مليشيات الحوثي".
واستأنفت قوات الجيش الحكومي عمليتها العسكرية منذ مساء الخميس الماضي، بإسناد مكثف من مقاتلات التحالف العربي.
وكان وزير الخارجية الأميركي، جميس ماتيس، دعا الأسبوع الماضي كافة أطراف الصراع إلى وقف إطلاق النار خلال 30 يوماً والدخول في مفاوضات "جادة" لإنهاء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ نحو أربعة أعوام.
ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وتدخّل تحالف بقيادة السعودية دعماً للقوات الحكومية مارس 2015 بهدف وقف تقدّم المتمرّدين بعيد سيطرتهم على أجزاء واسعة من اليمن وبينها العاصمة صنعاء.