خريطة خاطئة.. تخبط إعلامي جزائري للإساءة إلى المغرب

سقطة مهنية في التغطية الصحافية الجزائرية للقمة العربية تثير جدلا.
الاثنين 2022/10/31
في خدمة الحكومة 24\24

فشل الإعلام الجزائري في التزام المهنية خلال تغطيته للقمة العربية المنعقدة في بلاده، فكان نشر خريطة للعالم العربي لا تلتزم بالوحدة الترابية للمغرب سقطة مهنية أضرت به ليضطر إلى الاعتذار عنها.

الرباط - ما تزال الخريطة التي نشرتها قناة جزائرية للعالم العربي تلقى أصداء مستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اقتطاعها الصحراء من بلدها الأم، خصوصا وأنها جاءت في إطار التغطية الإعلامية للقمة العربية الـ31 بالجزائر.

ونشرت قناة الجزائر الدولية ”AL 24 News” الحكومية خريطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني تُخالف الخريطة التي درجت الجامعة على اعتمادها، مما أثار تحفظ الوفد المغربي.

قناة الجزائر الدولية اضطرت لنشر اعتذار ثم نشرت خريطة أظهرت المغرب كاملا غير منقوص من صحرائه
قناة الجزائر الدولية اضطرت لنشر اعتذار ثم نشرت خريطة أظهرت المغرب كاملا غير منقوص من صحرائه

ونفت جامعة الدول العربية الأحد أن يكون لها أي “شركاء إعلاميين” في تغطية أعمال القمة العربية، مؤكدة عدم وجود صلةٍ لها بأي مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة.

وأوضحت الجامعة، في بيان، أنها “لا تعتمد خريطة رسمية مبين عليها الحدود السياسية للدول العربية بما فيها المملكة المغربية، بل تتبنى خريطة للوطن العربي دون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية”.

وأهابت الجامعة العربية بوسائل الإعلام “توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها إلى الجامعة العربية أو مؤسساتها”.

ومضى على إطلاق القناة عام واحد فقط، وهي أول قناة إخبارية جزائرية تهتم بالشأن الدولي بثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية)، وتمت برمجة البث الأول لها في الأول من نوفمبر 2021 الذي يرمز إلى انطلاق حرب الاستقلال عام 1954. وتهدف هذه القناة التلفزيونية حسب مديرها العام سليم عقار إلى “إسماع صوت الجزائر في الخارج وأن تكون واجهتها في العالم”.

وكان من المفترض أن تقوم القناة بدعم “الأهداف الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجزائر في الخارج”. وتستهدف القناة الجمهور من الدول المغاربية ومن الجالية الوطنية في الخارج، لكن الواقع أشار إلى أنها تلتزم بخط تحريري يتناسب فقط مع ما تقوله الحكومة.

وإثر الضجة والاستنكار الواسعين في العالم العربي لما قامت به القناة ومخالفتها لمعايير العمل الصحافي واحترام أصول المهنة، اضطرت إلى نشر اعتذار مقتضب الأحد، قالت فيه إنها “تعتذر عن استخدام خريطة للوطن العربي غير تلك المعتمدة لدى الجامعة العربية”. وأكدت أن ذلك “لا يعدو إلا أن يكون خطأ فنيا من قسم الغرافيكس”.

وغرد عبدالعزيز التويجري المدير العام السابق لمنظمة الإيسيسكو ساخرا:

ولم يقنع اعتذار القناة المتابعين وعدّ البعض الأمر “تصعيدا جديدا”، وانفلاتا إعلاميا غير مبرر. خصوصا أنها ممارسات متكررة من قبل القنوات ووسائل الإعلام الجزائرية، وكتب رئيس الحكومة المغربية السابق سعدالدين العثماني تغريدة على تويتر

قال فيها:

وتفرد وسائل الإعلام افي الجزائر الكثير من المواد الإعلامية لتغطية الشأن المغربي، ويحكمها جميعا هاجس واحد وهو مهاجمة المغرب، ويتم بطرق مفضوحة تفتقر إلى أدنى الضوابط المهنية، وهو أمر أصبح مصدر تندر لرواد مواقع التواصل، لكن هذه المرة، خرجت الأصوات المنتقدة لهذه السياسة الإعلامية المضطربة من الجزائر نفسها،  وقال سياسي  جزائري:

oualido@
قناة AL 24 news تخرق القوانين وتنشر خريطة غير مطابقة لخريطة الوطن العربي المعتمدة بشكل رسمي من طرف الجامعة في تقريرها الإخباري عن المغرب!
فلتعلم هذه القناة أن أكبر إجماع عربي كان وما زال حول مغربية الصحراء! شعار لم الشمل لا يرفعه من يسعى لتقسيم بلد عربي!

وأضاف:

وأوضح الإعلامي المغربي محمد واموسي في تغريدة على حسابه في تويتر أن القناة الإخبارية الجزائرية التي تحمل صفة “شريك إعلامي للقمة العربية” صححت خريطة المغرب بعد إنذارها رسميا من قبل الجامعة العربية.

وعلق مغرد على الأمر:

وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود بسبب قضية الصحراء على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.

ولم يستغرب متابعون سلوك القناة الجزائرية، إذ دأب الإعلام الجزائري لاسيما الحكومي على هذه الممارسات “الصبيانية” وفق تعبيرهم، مثلما حدث في التلفزيون الجزائري الحكومي، عندما بث نشرة جوية شملت أسماء الدول الأفريقية المحيطة بالجزائر، في حين أزيل اسم المغرب وأشارت مقدمة النشرة إلى عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية بـ”العيون المحتلة”.

ووصف مغرد هذا الصنيع قائلا:

كما وصل الأمر بالإعلام الجزائري إلى حد أن يقوم عقيد جزائري متقاعد خلال برنامجه التلفزيوني بالدعوة إلى “تنفيذ هجمات إرهابية في الأراضي المغربية”.

وقال مراقبون إن هذا التصريح وغيره من التصريحات التي يطلقها الإعلام المغربي بشكل متكرر عن المغرب، جميعها تخالف أخلاقيات المهنة التي تطالب الصحافيين بالتناول المهني للأخبار والأحداث، مشيرين إلى خطورة تلك الأقوال التي تحث على الاعتداء على المغاربة. وأضافوا أن الخطاب الإعلامي الجزائري الذي يتناول المغرب ينحرف عن الخط التقليدي المعهود لدى القنوات التلفزيونية المهنية والذي يتميز بالهدوء والرصانة وقوة الموقف في آن واحد.

 وبدأت تظهر بعض الأصوات السياسية والإعلامية التي تنتج مفردات خطاب غريبة عن قاموس وأدبيات الدولة الجزائرية ودبلوماسيتها.

ويطالب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، كلما سنحت له الفرصة، الإعلام الجزائري بإسناد مجهود الدولة في الرد على “الحرب التي تتعرّض لها الجزائر”، ويحث على المزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف من أجل التصدي لحروب الجيل الرابع، في اعتراف ضمني بعدم احترافية الإعلام في بلاده وعدم قدرته على المنافسة دوليا.

16