خروقات إيران تبعدها أكثر عن الفرص الدبلوماسية لحل ملفها النووي

الإيرانيون يبدأون إنتاج اليورانيوم المعدني الذي يمكن استخدامه لصنع نواة أسلحة نووية.
الجمعة 2021/02/12
إيران تتمسك ببرنامجها النووي رغم التنديدات الدولية

باريس - يضع النظام الإيراني مجموعة إضافية من العراقيل أمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تبحث إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي المثير للجدل، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

وتشير المعطيات الجديدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن بدء طهران إنتاج اليورانيوم المعدني، وهو الذي يمكّنها من استخدامه في صنع نواة الأسلحة النووية، إلى أنها "تقوض" المساعي الدبلوماسية لاستئناف العمل بالاتفاق النووي.

وقالت كبرى الدول الأوروبية الجمعة (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في بيان مشترك "من خلال زيادة عدم امتثالها، تقوّض إيران فرصة العودة إلى الدبلوماسية لتحقيق أهداف خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل".

وتنتهج طهران سياسة التحدي للإدارة الأميركية الجديدة برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أكبر، وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران بدأت إنتاج اليورانيوم المعدني، موضحة أنها "تحققت" في الثامن من فبراير الجاري من وجود "3.6 غرام من اليورانيوم المعدني في منشأة أصفهان" وسط البلاد.

وبهذا التحدي تجازف إيران بفقدان فرصة مباشرة الجهود الدبلوماسية لتنفيذ اتفاق 2015 بالكامل بشأن برنامجها النووي، بعدما بدأت في إنتاج اليورانيوم المعدني في أحدث انتهاك للاتفاق.

وأضافت الدول الموقعة على اتفاق 2015، إلى جانب روسيا والصين والولايات المتحدة التي غادرته أحاديا عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، "تلتزم إيران بموجب الاتفاق بعدم إنتاج اليورانيوم المعدني وعدم إجراء البحوث والتطوير في مجال تعدين اليورانيوم لمدة 15 عاما".

وقالت في بيانها "نعيد التأكيد أنّ هذه الأنشطة التي تشكل خطوة أساسية في تطوير سلاح نووي، تفتقر إلى أي مسوّغ مدني موثوق به في إيران"، داعية إياها في الوقت نفسه إلى "وضع حد لها دون إبطاء والامتناع عن أي انتهاك آخر لالتزاماتها النووية".

ويؤثر هذا الانتهاك الجديد سلبا على الاتفاق النووي المهدد بالانهيار منذ الانسحاب الأميركي منه، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران.

وكانت إيران ردّت على الخطوة الأميركية بالتخلي تدريجيا عن عدد من التزاماتها. وتبرر ذلك بأنّ المادة الـ36 من الاتفاق تسمح لأي طرف بالتراجع عن التزاماته في حال وجد أن الأطراف الآخرين لا يحترمون التزاماتهم.

وأنعش تولي بايدن السلطة في واشنطن، الأمل بإمكانية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج طهران النووي، غير أنّ طهران وواشنطن تدعو كل منهما الأخرى إلى القيام بالخطوة الأولى لاستئناف حوار جادّ، إذ أصرت إيران على أن تخفف الولايات المتحدة العقوبات قبل استئناف الامتثال للاتفاق، فيما تريد واشنطن عكس ذلك.