خرق التهدئة يقوّض الجهود الدولية لإحلال السلام في قره باغ

بومبيو يعرب عن أمله في أن تتمكن أرمينيا من الدفاع عن نفسها في وجه أذربيجان في مؤشر على تغير الموقف الأميركي الذي انتهج مبدأ الحياد.
الخميس 2020/10/15
اتهامات متبادلة

باكو/يريفان - تراجعت الآمال في أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار لدواع إنسانية القتال في إقليم ناغورني قره باغ الخميس مع تزايد عدد القتلى وتصاعد الاتهامات المتبادلة بين أرمينيا وأذربيجان بشن هجمات جديدة.

ولم يكن لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه السبت الماضي، والذي يهدف إلى السماح للطرفين بتبادل الأسرى وجثامين قتلى الاشتباكات، تأثير يُذكر على العمليات العسكرية حول الإقليم المتنازع عليه.

 وقالت وزارة الدفاع في إقليم ناجورنو قرة باغ اليوم الخميس إن عدد القتلى العسكريين في الجيب ارتفع إلى 604 منذ اندلاع القتال.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس عن أمله في أن تتمكن أرمينيا من "الدفاع عن نفسها" في وجه أذربيجان في تصريح يعكس تغيرا في الموقف الأميركي الذي كان حرص على إبداء نغمة محايدة منذ تفجر الصراع.

وقال بومبيو في حديث إلى إذاعة محلية في ولاية جورجيا الأميركية "نأمل أن يتمكن الأرمينيون من أن يدافعوا عن أنفسهم في وجه ما يقوم به الأذربيجانيون".

ودعا وزير الخارجية الأميركي إلى احترام وقف إطلاق النار و"المباحثات السلمية" لوضع حد للنزاع.

وكان بومبيو أعرب عن أسفه الأربعاء إزاء شروع تركيا في "دعم اذربيجان" ودعا الأفرقاء الدوليين إلى عدم التدخل في المنطقة وتجنب "تأجيج الاضطرابات".

وتشدد الولايات المتحدة على إيجاد حل دبلوماسي وتدعو إلى هدنة، وتعدّ واشنطن أحد رؤساء مجموعة مينسك، الوسيط في النزاع، والتي تترأسها معها فرنسا وروسيا.

ويتواصل لليوم السادس على التوالي خرق اتفاق وقف النار في ناغورني قره باغ ، على الرغم من كافة الدعوات الدولية إلى التهدئة.

أرمينيا تتهم تركيا بمنع رحلات جوية تنقل مساعدات عاجلة من التحليق في مجالها الجوي

وتعرضت عاصمة إقليم ناغورني قره باغ للقصف مرة جديدة في أولى الضربات التي تطال المدينة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ السبت.

وأعلنت هيئة الطوارئ في ناغورني قره باغ على حسابها في فيسبوك أن القوات الأذربيجانية استهدفت "أهدافا مدنية" في ستيباناكرت.

واتهمت أرمينيا تركيا بمنع رحلات جوية تنقل مساعدات عاجلة من التحليق في مجالها الجوي، فيما حذر رئيس أذربيجان من "سقوط ضحايا جدد وإراقة مزيد من الدماء" جراء القتال على الجيب الجبلي الذي اندلع في 27 سبتمبر.

وطالب الرئيس إلهام علييف بأن توقف أرمينيا "محاولات استعادة الأراضي المحررة" وقال إن بلاده ستستولي على كل مناطق ناجورنو قرة باغ إذا تصرفت أرمينيا "بشكل سلبي".

وكتب حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان على تويتر أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأُصيب ثلاثة آخرون أثناء مشاركتهم في جنازة بمنطقة تارتار في أذربيجان عندما سقطت قذيفة مدفعية في المقابر.

ومن شأن ذلك زيادة التقديرات التي أعلنتها أذربيجان الأربعاء بشأن مقتل 43 مدنيا حتى الآن. ولم تكشف باكو عن خسائرها في صفوف العسكريين.

وحذرت منظمات دولية منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الصراع، الذي يتزامن مع جائحة كوفيد-19، قد يجعل عشرات الآلاف في حاجة لمساعدات في الشهور المقبلة.

وقال المفوض الأعلى لشؤون الشتات في أرمينيا زاره سنانيان إن توصيل 100 طن من المساعدات الأميركية تعطل بعدما منعت تركيا الطائرة المتجهة إلى أرمينيا حاملة المساعدات من استخدام مجالها الجوي.

وقال رئيس اللجنة تاتيفيك ريفازيان إن لجنة الطيران المدني الأرمينية تلقت الأربعاء إخطارا بأن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من لوس أنجليس أُلغيت دون ذكر أسباب.

وأضاف ريفازيان "لدينا ما يدعونا للقول إن تركيا أغلقت مجالها الجوي عن عمد"، مردفا أن أرمينيا تبحث عن مسار بديل يمر فوق روسيا أو جورجيا.

وإلى جانب القلق على الوضع الإنساني هناك مخاوف من أن تنجر روسيا وتركيا إلى الصراع، في المقابل زادت صادرات تركيا العسكرية إلى حليفتها أذربيجان ستة أمثالها هذا العام حسبما أظهرت بيانات فيما توجد اتفاقية دفاع بين أرمينيا وروسيا.

و عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الأربعاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه بخصوص مشاركة مقاتلين من الشرق الأوسط في الصراع لكن تركيا وأذربيجان تنفيان ذلك.

كما أن العمليات العسكرية تجري بالقرب من خطوط الأنابيب الأذرية التي تنقل الغاز الطبيعي والنفط إلى الأسواق الدولية. واتهم علييف أرمينيا أمس الأربعاء بمحاولة مهاجمة خطوط الأنابيب، وهي تهمة نفتها أرمينيا.