خرافات عن علاقة طعام الأم بجنس المولود

لندن - تغيرت قائمة الأطعمة التي يُعتقد أن لها علاقة بإنجاب المواليد من جنس الذكور أو الإناث على مدار العصور، وارتبطت وفرة الطعام تاريخيا بزيادة في معدلات الإنجاب.
لطالما كانت العلاقة بين الطعام ومدى تأثيره على جنس المواليد موضوعا مهما في التراث الشعبي للعديد من المجتمعات، إلا أن الأمر قد حظي بأهمية كبيرة بالنسبة إلى الكثير من العلماء والأطباء في العصر الحديث.
وأثبتت عدة أبحاث علمية أن تغذية المرأة الحامل، تلعب دورا كبيرا في تحديد جنس المولود، وذلك من خلال تأثير الغذاء على المستقبلات التي ترتبط بها الحيوانات المنوية في جدار البويضة، والتي عن طريقها تخترق الجدار ويحدث التلقيح.
ويرجح بعض العلماء أن زيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم يسببان تغييرات على جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكري (Y) واستبعاد الحيوان المنوي الأنثوي (X)، فتكون نتيجة التلقيح ذكرا. والعكس صحيح، أي إذا زادت نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم في الدم، وانخفضت نسبة الصوديوم والبوتاسيوم، ينجذب الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الأنثوي، ويستبعد الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الذكري، وتكون نتيجة التلقيح والحمل أنثى.
ووجد بحث علمي أميركي أن الحمية الغذائية، في بداية الحمل، تلعب دورا في تحديد جنس المولود وصحته.
ويزعم العلماء أن تناول وجبة إفطار متكاملة واتباع حمية غنية بالدهون بمجرد الحمل، يزيدان من احتمالات إنجاب طفل ذكر، وعلى النقيض، فإن حمية منخفضة الدهون، والأكل على فترات متباعدة، يحددان جنس المولود حيث يكون من الإناث.
أبحاث جديدة ترجح أن غذاء الحامل يلعب دورا في إنجاب المواليد الذكور أو الإناث، لكن بعض العلماء يعتقدون أن الأمر مجرد صدفة
وتضفي نتائج الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة ميسوري، ونشرت في “دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم”، مصداقية على المعتقدات الشائعة لدى بعض الجدات حول أهمية تناول اللحوم الغنية بالدهون ودورها في تعزيز فرص إنجاب الأطفال الذكور.
وقالت الخبيرة شيريل روزنفليد قائدة فريق البحث إن “الحميات الغذائية مرتفعة السعرات الحرارية عموما تنحاز لصالح الذكور على الإناث، في حين أن النظم الغذائية منخفضة السعرات الحرارية تميل إلى تفضيل الإناث على الذكور”.
وحلل الباحثون الجينات في مشيمة فئران حوامل اعتمد في حميتها الغذائية على وجبات غنية بالدهون أو الكربوهيدرات وأخرى منخفضة السعرات الحرارية، ووجدوا أن لكل منهما تأثيرا متميزا بالمقارنة مع مجموعة ثالثة قدمت لها وجبات عادية تعتمد على فول الصويا.
وتأتي نتائج البحث في الوقت الذي فندت فيه عدة أبحاث علاقة النظام الغذائي للأم بجنس الجنين، حيث أكدت دراسة سويدية أن تحديد جنس الجنين أمر لا يعدو إلا أن يكون متعلقا بالصدفة المحضة.
وقالت الأكاديمية بريندان زيتش، من كلية علم النفس بجامعة كوينزلاند والمشرفة الرئيسية على الدراسة “ليس ثمة رابط جوهري بين النظام الغذائي وسبب إنجاب بعض الأسر للمزيد من الإناث أو الذكور، فهذا الأمر يحصل بشكل عشوائي بالأساس”.
وأضافت زيتش “إذا كان لديك الكثير من الفتيان أو الفتيات في عائلتك، فهذه مجرد صدفة”.