خذوا التوقعات من تحركات الأسواق

لا يمكن لأي محلل دقيق اليوم أن يتجاهل أن معظم مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية استعادت معظم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في ذروة التشاؤم بشأن سيناريوهات انتشار الوباء وتداعياته على الاقتصاد العالمي.
الثلاثاء 2020/04/21
تفاؤل حذر

يتسع يوما بعد يوم الجدل والتكهنات والتوقعات المنقسمة بين التفاؤل والتشاؤم بشأن الآفاق المستقبلية لتفشي فايروس كورونا المستجد والتداعيات المحتملة على الاقتصاد العالمي وجميع تفاصيل الحياة وهي تمتد من سيناريوهات كارثية إلى ترجيح طي صفحة الوباء قريبا ونسيانها.

معظم تلك الآراء تتجاهل وجود باروميتر رئيسي وراسخ لقياس آفاق هذه الكارثة العالمية وجميع الأحداث السياسية والقرارات والأزمات، هو تحركات أسواق المال العالمية ومؤشراتها، لأنها ببساطة تراهن بأموالها على الآفاق المتوقعة.

يمكن أن يرجح أي شخص توقعات مجنونة وغير واقعية ومستبعدة الحدوث، لكنه حين يكون مطالبا بالمراهنة بأمواله على تلك التوقعات فإنه يعود إلى التوقعات الأكثر ترجيحا لتفادي الخسارة، وهنا تكمن أهمية الإنصات لرأي الأسواق المالية.

هناك قول إنجليزي يتم إطلاقه بوجه من يطرح توقعات غير واقعية، فيقال له “ضع أموالك حيثما تتحدث” في إشارة إلى أنه لا يمكن أن يطلق تلك التوقعات لو كان يراهن بأمواله على تلك التوقعات.

لا يمكن لأي محلل دقيق اليوم أن يتجاهل أن معظم مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية استعادت معظم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في ذروة التشاؤم بشأن سيناريوهات انتشار الوباء وتداعياته على الاقتصاد العالمي.

جميع المؤشرات الرئيسية لأسواق المال العالمية من آسيا إلى أوروبا وصولا إلى الولايات المتحدة استعادت ما بين نصف إلى ثلثي خسائرها وهي في أعلى مستوياتها منذ 6 أسابيع.

مؤشر داو جونز على سبيل المثال يتحرك الآن في مستويات تزيد بنسبة 26 في المئة عما كان عليه قبل شهر، بل إن مؤشر ناسداك في أعلى مستوياته على الإطلاق.

الأسواق طبعا تخشى الغموض أكثر من أي شيء آخر، ويبدو أن اتجاهها الصعودي ناتج عن أن عددا متزايدا من الدول بدأ يتجاوز ذروة الوباء، أي أن غدا سيكون أفضل حالا من اليوم.

خلاصة تحركات الأسواق تؤكد أن العالم يقترب مع نهاية الشهر الحالي من مغادرة التشاؤم إلى التفاؤل مع تسارع الجهود لإيجاد علاجات وربما لقاح ضد فايروس كورونا.

10