خبز مسرطن في ليبيا.. حقيقة أم إشاعة؟

ادعى مركز يتبع وزارة التعليم في ليبيا وجود مواد مسرطنة في الطحين المستخدم في صناعة الخبز، الأمر الذي أثار هلعا بين الليبيين سرعان ما تحول إلى نقاشات بطابع سياسي على مواقع التواصل الاجتماعي استدعى نفيا رسميا لم يقنع أحدا.
طرابلس- أثارت أخبار متداولة بكثافة عن وجود مواد مسرطنة في الطحين المستخدم في صناعة الخبز في ليبيا جدلا واسعا. وتصدرت عبارة الخبز المسرطن الترند الليبي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، الذي يتبع وزارة التعليم العالي، السبت، إن تحليل عينات أشرف عليه أظهر أن مادة برومات البوتاسيوم كانت موجودة بمقدار 300 إلى 1300 ضعف الحد المسموح به في بعض المطاحن.
وقالت وكالة الأنباء الليبية في طرابلس الجمعة إن المركز كشف “عن وجود نسب عالية من مادة برومات البوتاسيوم، المسببة للسرطان في عينات الدقيق المستخدم في صناعة الخبز في لييبا، مؤكدا أن التحاليل أظهرت أن نسبة برومات البوتاسيوم الموجودة في العينات، وصلت إلى 26 ملغراما، بينما المعدل الطبيعي لهذه المادة لا يجب أن يتعدى مايكروغراما واحدا”.
وبرومات البوتاسيوم هي “مادة مسرطنة، وتسببت في سرطان الغدة الدرقية والخصيتين بعد إعطائها لحيوانات تجارب (فئران) بجرعة 1.0 غرام لكل لتر من الماء”، وفي بحث منفصل “وجد أنها تسبب سرطان الأمعاء والمثانة وورم الوطاء، وتعتبر مادة سامة للأعصاب والكلى”، وفقا لموقع “إنشم”.
وأكد معلقون أن ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان سببه “الخبز المسرطن”. ونشر مغرد إحصائية تظهر زيادة هامة في أعداد مرضى السرطان في ليبيا خلال عقد. وكتب:
وغرد إعلامي:
ارتفاع أعداد الإصابات بالسرطان في الفترة الماضية والذي كان عليه علامات استفهام كثيرة، الآن وبعد قيام وزارة التعليم العالي بإرسال 8 عينات من الدقيق المستعمل في المخابز إلى التحليل وصلت نسبة برومات البوتاسيوم إلى أرقام خيالية من حيث خطورة استخدامها.. وصلت إلى 300 و1300 ضعف عن الحد!!
وطبعت السياسة تعليقات الليبيين على الخبر المتداول. وكتب حساب:
جريمة التهاون في أرواح الشعب الليبي مخليين المخابز تشتغل بالدقيق المسرطن فى ليبيا من شهر 6 لحد الآن يعني شهرين كاملين والشعب الليبي يأكل في الخبز المسرطن وذلك للتغطية على فشل حكومات ليبيا الذين يتصارعون على كرسي الحكم زي الكلاب يا كلاب الله يحرقكم في نار جهنم اللهم آمين. (جريمة تهاون في حق الشعب الليبي.. سمحتم للمخابز باستعمال الدقيق المسرطن منذ شهر يونيو إلى الآن.. شهران كاملان والشعب الليبي يأكل خبزا مسرطنا في خطوة للتغطية على فشل حكومات ليبيا التي تتصارع على كرسي الحكم مثل الكلاب.. يا كلاب حرقكم الله في نار جهنم..اللهم آمين.)
وقال آخر:
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بديلا لليبيين للتعبير عن آرائهم ومصدرا لوسائل الإعلام التقليدية سواء الصحف أو الإذاعات أو المحطات التلفزيونية، حيث أصبحت الأجندة الإعلامية ترتب بناء على أهم الأحداث التي تحدث في العالم الرقمي.
من جانبه، أصدر مركز الرقابة على الأغذية والأدوية الليبي بيانا “حول الأخبار المتداولة عن وجود مادة برومات البوتاسيوم في مادة الدقيق”.
وقال “تابع المركز باهتمام بالغ الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود تقارير معدة من وزارة التعليم تتضمن وجود مادة برومات البوتاسيوم في مادة الدقيق المتداولة بالأسواق المحلية”.
وأضاف “وفي هذا الشأن يفيد مركز الرقابة على الأغذية والأدوية بأنه كان السبّاق في إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالكشف عن وجود برومات البوتاسيوم في مادة الدقيق والخبز المحلي، وتم التنسيق مع الجهات المعنية التي لها علاقة بحماية المستهلكين (…) والجامعات والمختبرات الليبية”.
وتابع المركز أنه “قام بجمع عينات لفحصها، وبعد استكمال الدراسات وإجراء الاختبارات والتحاليل، تم التوصل إلى نتائج تفيد بأن جميع العينات التي تم سحبها خالية تماما من برومات البوتاسيوم”.
وعبر المركز عن استغرابه لـ”قيام بعض الجهات بتسريب مثل هذه الأخبار التي أحدثت ارتباكا وهلعا بين المواطنين”.
وأعلن النائب العام الليبي، الصديق الصور، السبت، عن “تشكيل لجنة تحقيق استثنائية حول وجود مادة برومات البوتاسيوم بنسب متفاوتة في عينات من الخبز والدقيق في المخابز، بناء على تقرير وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الوحدة الوطنية”.
ويوم السبت أصدر المركز بيانا آخر أكد فيه “خلو كافة النتائج المجهرية والتحليلات من وجود مادة برومات البوتاسيوم بالقمح الليبي”. وقال إن “جهات غير متخصصة قامت بإرسال عينات إلى خارج البلاد بطرق غير شرعية”، وإن “المركز يتعرض لحملة إعلامية مضادة بعد إيقافه أكبر عملية تهريب لقمح غير مطابق للاشتراطات الصحية يقدر بـ35 ألف طن خلال اليومين الماضيين”.
وتابع “بعض ضعاف النفوس ممن تضرروا من إيقافنا لتجاوزاتهم وجدوا فرصة لهجمة إعلامية هدفها إيقاف عمل مفتشينا في كافة الموانئ وعلى كافة الأصعدة والمدن”.
وأكد المركز “سنحاسب كل الجهات المتورطة في بث هذه الإشاعات، وسنقوم بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة الغذاء والدواء للمجتمع الليبي”.
وأكدت وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، أنها أصدرت قرارا منذ سنة يقضي بحظر مادة برومات البوتاسيوم. في المقابل اعتبر معلقون بيان المركز الجديد محاولة لإخفاء الأدلة وكتب أحدهم: