خبراء يرصدون مخاطر الشبكات الاجتماعية على الصحة النفسية للأطفال

أكثر من 14 في المئة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما حول العالم يعانون من مشاكل في الصحة النفسية.
الخميس 2025/06/12
الخبراء يدقون جرس الإنذار

أمستردام - أظهر تقرير صادر عن منظمة “كيدز رايتس” لحقوق الطفل أن أزمة الصحة النفسية للأطفال وصلت إلى نقطة حرجة، تفاقمت بسبب “التوسع غير المنضبط” لوسائل التواصل الاجتماعي.

وبيّن التقرير الذي أجرته المنظمة وجامعة إيراسموس في روتردام، أن أكثر من 14 في المئة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما حول العالم يعانون من مشاكل في الصحة النفسية، بمتوسط معدل انتحار عالمي يبلغ 6 حالات لكل 100 ألف شخص في الفئة العمرية بين 15 و19 عاما.

وقال مؤسس منظمة “كيدز رايتس” التي تتخذ مقرا في أمستردام ورئيسها مارك دولارت في بيان إن “تقرير هذا العام يُعدّ بمثابة جرس إنذار لا يُمكننا تجاهله بعد الآن.”

وأضاف “لقد وصلت أزمة الصحة النفسية والرفاه لأطفالنا إلى نقطة تحول، تفاقمت بسبب التوسع غير المنضبط لمنصات التواصل الاجتماعي التي تُعطي الأولوية للتفاعل على سلامة الأطفال.”

وتابع دولارت “ثمة حكومات تُكافح لاحتواء أزمة رقمية تُعيد صوغ الطفولة جذريا،” داعيا إلى إعطاء الأولوية لرفاهية الأطفال على “أرباح الشركات.”

متوسط معدل الانتحار العالمي يبلغ 6 حالات لكل 100 ألف شخص في الفئة العمرية بين 15 و19 عاما

وفي تقريرها لعام 2025، أشارت “كيدز رايتس” إلى وجود “علاقة مُقلقة” بين تدهور الصحة النفسية للأطفال وما تصفه المنظمة بالاستخدام “الإشكالي” لوسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا الاستخدام القهري والإدماني لها، والذي يؤثر سلبا على الأداء اليومي للمستخدمين.

ويُقيّم مؤشر “حقوق الأطفال” السنوي الذي تصدره المنظمة، التزام 194 دولة بحقوق الطفل ومدى سعي الدول لتحسين الوضع على هذا الصعيد.

ويُمثل نقص البيانات المتعلقة بالصحة النفسية للأطفال مشكلة رئيسية، وفقا للتقرير، كما يكشف عن “حاجة مُلحة” إلى اتخاذ إجراءات مُنسقة لمعالجة التأثير الضار للبيئة الرقمية على الأطفال والمراهقين.

ويشير التقرير إلى اختلافات إقليمية كبيرة، حيث تُعدّ أوروبا المنطقة الأكثر عرضةً لخطر الاستخدام الإشكالي لوسائل التواصل الاجتماعي بين المراهقين في سن الثالثة عشرة، بنسبة 13 في المئة، ويُسجّل فيها الإدمان الرقمي بين المراهقين في سن الخامسة عشرة مستوى “غير مسبوق”، إذ يتواصل 39 في المئة منهم باستمرار مع أصدقائهم عبر هذه المنصات.

بدعم من فرنسا وإسبانيا، اقترحت اليونان الأسبوع الماضي، خلال اجتماع وزاري في لوكسمبورغ، تنظيم استخدام الأطفال للمنصات الإلكترونية، وسط مخاوف من طبيعتها المسببة للإدمان.

وفي فبراير، كشف مسلسل “أدلسنس” القصير على نتفليكس عن التأثيرات السامة والمعادية للنساء التي يتعرض لها الشباب عبر الإنترنت، ما دفع الحكومتين البريطانية والفرنسية إلى النظر في إدراج مشاهدة البرنامج في المدارس.

وخلص دولارت إلى أن التقرير سلط الضوء على المخاوف العالمية بشأن تصوير الأطفال وحمايتهم على المنصات الرقمية، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى اتخاذ إجراءات، وليس مجرد إثارة الغضب.

15