خبراء يحذرون من عواقب المعاملة القاسية للطفل المصاب بالتأتأة

برلين – قالت الرابطة الألمانية لطب نفس الأطفال والطب النفسجسدي والعلاج النفسي إن الطفل، الذي يعاني من التأتأة، يحتاج إلى معاملة خاصة من الوالدين، كي لا تتفاقم المشكلة.
وحذّرت الرابطة الوالدين من توبيخ الطفل أو نَهره أو تهديده أو تصحيح الكلمات والجمل له باستمرار أو معاملته بقسوة بشكل عام، مؤكدة أنه يتعيّن على الوالدين التحلي بالهدوء والصبر ومعاملة الطفل بحنان وعطف؛ حيث ينبغي أن ينصت الوالدان للطفل جيدا مع مراعاة منحه فرصة كاملة لإتمام كلامه والحفاظ على الاتصال البصري أثناء التحدث معه.
وبهذه الطريقة يشعر الطفل بالثقة والأمان، ومن ثم تزول التأتأة من تلقاء نفسها بعد فترة من الوقت. أما معاملته بقسوة فستؤدي إلى تفاقم المشكلة، وسيطور الطفل حينئذ سلوكا عدوانيا وانطوائيا.
وأضافت الرابطة أن التأتأة غالبا ما تصيب الأطفال في المرحلة العمرية بين عامين إلى خمس سنوات، وعادة ما تتلاشى من تلقاء نفسها، غير أنها تحتاج إلى علاج أمراض النطق واللغة في حال استمرارها لمدة تزيد عن ستة شهور. وينصح مختصون والدي الطفل الذي يعاني من التأتأة بالانتباه جيدا إلى ردة الفعل تجاه الابن لارتباط ذلك بثقته في نفسه فقد يجعلانه بسبب معاملته بقسوة أو الهلع من تأتأته والقيام بمحاولات دائمة لتصويب كلامه يفقد هذه الثقة ما يعيق تخلصه من التأتأة بسهولة.
ويرجع مختصون في علم نفس الطفل تأتأة الطفل إلى مشاكل نفسية في غالبية الحالات لا يعرفها الآباء، وينصحون الوالدين بعدم توبيخه لأن ذلك خارج عن إرادته لكي لا يشعر بأنه في مشكلة لا يستطيع حلها وهو ما يفاقم التأتأة عنده، ويشير المختصون إلى أنه من أسباب ظهور التأتأة في كلام الطفل هو الغيرة، خصوصا عند قدوم مولود جديد بسبب ما يثيره ذلك لديه من خوف على مكانته وعلى حصوله على الرعاية والحنان، كما يرجعون ظهورها إلى تعرض الطفل إلى السخرية من كلامه أو إلى موقف صعب في المدرسة مثلا.